صفاء قره محمد ـ بيروت

يشدد مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو على أن الهوية العربية للبنان ضاعت بسبب وجود «حزب الله» الذي جعل منا أتباعاً لإيران، لافتاً إلى «وجود حقد كبير يكنه «حزب الله» وأتباعه للمملكة العربية السعودية لوضع يد إيران على المقدسات الإسلامية»، ويقول: أصبحت الدولة اللبنانية تتاجر بالمخدرات، هي تعلم ما يقوم به «حزب الله» وتغض النظر عن ذلك، مشيراً إلى أن «حزب الله» بدلاً من محاربة إسرائيل قتل الزعماء اللبنانيين من رفيق الحريري إلى العديد من الشخصيات السياسية.

ويوضح المفتي الجوزو في حوار لـ «اليوم»، أنه «لم يعد هنالك جمهورية لبنانية، لكي نقول إنها أصبحت في يد حزب الله»، مضيفاً: نحن أمام مرحلة صعبة من تاريخ لبنان، فلقد تمكن «حزب الله» من خداع اللبنانيين بأجمعهم، وهم الآن في خطر في ظل سطوة «حزب الله» على كل البلد، ويجزم بأن من أوصل لبنان إلى هذه الحالة المزرية هو اتفاق «مار مخايل» الذي أبرم بين «حزب الله» و«التيار الوطني الحر».. وفيما يلي نص الحوار:

عهد عون يرفض خلاص لبنان- كيف تصف الوضع اللبناني الحالي؟ وعلى مَن تقع مسؤولية الانهيار الكبير؟

لم يمر لبنان في تاريخه الحديث بمثل تلك الظروف التي يعيشها اليوم، والكل يعلم أن من قام بهذا الأمر هو المخرِّب والمدمِّر والمسؤول الأول عن خراب لبنان، الذي تمكن من إسقاط البلد على يديه. لقد سرقوا البلد ونهبوه وجعلوه رماداً، لا حياة ولا روح فيه.

- بعد إعلان الحريري اعتزال العمل السياسي، هل تخشى على زعامة الطائفة السنية؟

ـ يبقى الرئيس الحريري زعيماً من زعماء الطائفة الإسلامية، فخطوته تدل على أن فشل العهد على الخروج من الأزمة التي يعيشها لبنان، لا بل رفضه كل الحلول التي تؤمن للبنان خشبة الخلاص وسط تعنت صهر رئيس الجمهورية ميشال عون على التعامل مع الدولة وأزلامها بالشخصنة.

اتفاق «مار مخايل» جعل لبنان رهينة لإيران

- من السبب في جعل لبنان رهينة لإيران؟ هل هو «حزب الله» أم «التيار العوني» أم كلاهما؟

لا شك في أن من أوصل لبنان إلى هذه الحالة المزرية هو اتفاق «مار مخايل» الذي أبرم بين «حزب الله» و«التيار الوطني الحر»، لا يعمل «حزب الله» من أجل لبنان بل من أجل إيران، ويستخدم كل الإمكانيات الموجودة لتنفيذ أجندة ولاية الفقيه، وهذا جزء من الأسباب التي أدت إلى انهيار البلد، لا بد من قرار دولي يوقف «حزب الله» عند حده ووضع حدّ لمشروعه التخريبي، خصوصاً بعدما أصبح لبنان خاضعاً للسياسة الإيرانية، وهي سياسة خراب ودمار وفساد، وخير دليل على ذلك البلدان العربية التي سبق ودخلتها كاليمن، سوريا، العراق ولبنان، فهدفها هو زرع الكراهية والعدوانية تجاه الإسلام والبلدان العربية، فدور إيران إرهابي وفساد.

لبنانيون يرفضون سيطرة إيران على بلادهم عبر «حزب الله» (اليوم)


«حزب الله» خدع الشعب اللبناني

- أين الدور السني في التصدي للمشروع الإيراني في لبنان؟ هل من عتب على أحد؟

لا يمكن العتب على أحد، فلا أحد كان يتوقع أن يحتل «حزب الله» لبنان، ويسقط قناع المقاومة الذي تخفى وراءه سنوات، ويظهر دوره الحقيقي التخريبي الاحتلالي على لبنان والدول العربية، أنا أسأل هنا: ما هو الإسلام الذي ينادي به «حزب الله»؟ هل الإسلام هو القتل والدمار والفساد والخراب؟، نحن أمام مرحلة صعبة من تاريخ لبنان، فلقد تمكّن «حزب الله» من خداع اللبنانيين بأجمعهم، وهم الآن في خطر في ظل سطوة «حزب الله» على كل البلد.

- الوضع في لبنان من سيئ إلى أسوأ، برأيك ما الذي يخطط له «حزب الله» في المرحلة المقبلة؟

لنكن واضحين فـ«حزب الله» حزب مسلّح، لقد ادّعى في السابق مقاومة إسرائيل، أين أصبح هذا الدور الآن؟ لا نسمع ولا نرى منه أي ردة فعل تجاه أي اعتداء تقوم به إسرائيل، على الرغم من امتلاكه العديد من الصواريخ.

إخراج إيران من لبنان- متى ستنتهي الوصاية الإيرانية على لبنان؟ وكيف يجب أن يتم ذلك؟

لم تعد قضية احتلال إيران للبنان قضية وطنية، لا بل أصبحت قضية عربية ـ دولية، فإيران تساوم وتبيع وتشتري بلدانا مقابل نفوذها ودورها، وهي تعتبر لبنان، العراق، سوريا واليمن أوراقا تفاوضية بالنسبة لها، من أجل أن تثبت وجودها في المنطقة مع الولايات المتحدة الأمريكية، لم يعد باستطاعة لبنان تحمّل ذلك، ويجب إخراج إيران من لبنان بأسرع وقت ممكن.

نوفمبر 2019 بداية الاحتجاجات اللبنانية الرافضة لفساد السلطة الحاكمة (اليوم)


- هل رئاسة الجمهورية اللبنانية مخطوفة أم هي بقيادة «حزب الله»؟

لم تعد هنالك جمهورية لبنانية، لكي نقول إنها أصبحت في يد «حزب الله»، فلم يعد هنالك لبنان، فنحن نعيش مرحلة خطيرة دفعت شباب لبنان إلى الهجرة، فالرئيس ميشال عون هجر المسيحيين قبل المسلمين من لبنان.

لا أخشى «حزب الله»- كان لكم العديد من التصريحات عالية النبرة لتوعية الناس بما يجري في الشأن اللبناني، ألا تخشون من ردة فعل «حزب الله»؟

دخلت معارك كثيرة على مرّ العمر، ولم أخشَ من أحد أو من شيء، ولن أخشى أحداً اليوم، فالجميع يعلم من دمّر بيروت وأسواقها، إيران نجحت في تدمير لبنان، وكذلك الطائفية التي تمكنت من تخريب البلد، حتى أصبحنا رهينة في يد إيران وسوريا، لقد أوهموا الناس أن هنالك حرباً بين الطائفتين السنية والشيعية لشدّ العصب المذهبي فقط لا غير، فـ«حزب الله» بدلاً من محاربة إسرائيل قتل الزعماء اللبنانيين من رفيق الحريري إلى العديد من الشخصيات السياسية.

- ما رأيك في تحويل لبنان إلى منصة لتهريب المخدرات والتطاول على دول الخليج؟

أصبحت الدولة اللبنانية تتاجر بالمخدرات، هي تعلم ما يقوم به «حزب الله» وتغض النظر عن ذلك.

«حزب الله» يحقد على العرب

- كيف تصف الاعتداء الدائم الذي يقوم به «حزب الله» وحلفاؤه تجاه المملكة العربية السعودية؟

لا أعلم ما الهدف من جعل لبنان منصة للتطاول على الإمارات والسعودية، لِمَ يُطلق نصر الله أسلحته وصواريخه تجاه الدول العربية ولا يطلقها تجاه إسرائيل، لعلّ ما يفسّر كل ذلك وجود حقد كبير يكنه «حزب الله» وأتباعه للمملكة العربية السعودية لوضع يد إيران على المقدسات الإسلامية.

- هل نجح «حزب الله» في إقصاء لبنان عربياً؟

ضاعت الهوية العربية للبنان بسبب وجود «حزب الله» الذي جعل منّا أتباعاً لإيران، فالحزب تجاوز حدوده في محاولة بسط سلطته كقوة استعمارية تدين بالولاء لإيران.

- كلمة أخيرة

ـ كفى جهلاً ورجعية وتخلفاً، وكفى طائفية ومذهبية لن نجني من هذا التفكير إلا الدمار والرجعية والخلافات القديمة.