وليد الأحمد

مرَّت نحو 18 عامًا على ظهور البودكاست أو «التدوين الصوتي» أو «البث الصوتي الرقمي» لأول مرة، ومع ذلك لا يزال أحد المجالات القليلة للمعلومات الرقمية والترفيه التي لم تسيطر على شركات التكنولوجيا العملاقة.

وعلى الرغم من أن مقدرة الأفراد والمؤسسات على نشر وتوزيع الملفات الصوتية والمرئية كانت موجودة قبل الإنترنت إلا أن انطلاقة البودكاست، الذي اشتقت تسميته من الدمج بين كلمتي «أيبود» IPod وهو مشغل الوسائط المتعددة الشهير لشركة «آبل»، و«برودكاست» وتعني البث، حققت نجاحات مشهودة منذ انطلاقته نهاية العام 2004 وحتى اليوم؛ إذ تقدَّر إيرادات صناعة البودكاست بمليار دولار في العام 2021 في حين يستمع نحو 30% من الأمريكيين إلى البودكاست كل أسبوع.

في الأسبوع الماضي سلَّط الضوء على خطط شركة Spotify السويدية المتخصصة في تقديم بث الموسيقى والبودكاست تصبح ما يمكن تسميته بشركة Netflix للبودكاست، بحسب نيويورك تايمز الأمريكية، حيث يمكن التحكم في كل من البرامج الشعبية في عالم البودكاست.

من الناحية النظرية، يمكن لأي شخص إنشاء بودكاست في قبو منزله ثم توزيعه في كل مكان، بحيث يستمع الناس إلى البودكاست. لا توجد مجموعة من القواعد التي يجب على الجميع اتباعها. ربما لا يبدو هذا رائعًا للمستخدمين والمستمعين لكنه ليس كذلك لحراس بوابة الإنترنت أو الشركات الكبيرة في التكنولوجيا.

Spotify اشترت شركتين أخريين لتكنولوجيا البودكاست هذا الأسبوع، وبات يتعيّن على محبي سلسلة البودكاست «My Favorites Murder» أو المقابلات مع رواد الأعمال في «How I Built This» استخدام تطبيق الموسيقى من Amazon للاستماع إلى أحدث الحلقات. في الإعلام القديم كان المعلن وهو مصدر الدخل الرئيس للمؤسسات الإعلامية وأحد أهم الفلاتر للتحكم في المادة الإعلامية في الوقت ذاته، فهل يؤثر تنامي المداخيل التجارية للبودكاست على محتواه الذي يملك مساحة حرية أكثر من وسائل الإعلام التقليدية؟

woahmed1@