د. لمياء البراهيم

الحجامة عرفت منذ أكثر من 3000 سنة، وأوصى بها العديد من الأطباء المسلمين منهم ابن سينا، والزهراوي، وأبوبكر الرازي، وتصنف من العلاجات البديلة أو التكميلية، وتتم من خلال جذب الدم إلى مناطق محددة في الجسد عبر آلية تستخدم خلقت تباينا في الضغط على النقاط المحددة والضغط الجوي عن طريق الحرارة أو الشفط كما باستخدام الأكواب، ويتم على ذلك تشريط ذلك الجزء وإخراج الدم المؤكسد والسوائل الليمفاوية.

يمكن عمل الحجامة جافة بدون خروج الدماء أو رطبة باستخدام آلة حادة كالمشرط لإخراج الدم من المناطق، التي تم جذب الدم لها، وتستخدم كل طريقة تبعاً لطبيعة الحالة المرضية المراد علاجها، وتعتمد بشكل كبير على خبرة المعالج ومعرفته أو رغبة الشخص الذي يختار الحجامة للعلاج.

هناك حالات كثيرة يزعم بأنها تعالج بالحجامة أغلبها ما لها علاقة بالعظام والعضلات والأربطة والأعصاب، وبعض المشاكل الهرمونية والاستقلابية.

وتختلف آراء الطب الحديث والتقليدي حول جدوى الحجامة كعلاج، أو كتخفيف للألم، وكذلك تباين في آراء الناس حول استجابتهم للعلاج بالحجامة، فالبعض يحكي بأنه خفت آلامه بسبب الحجامة بينما لم تخفف عليه الأدوية، والبعض لم يستفد منها.

بدراسة سريرية في مستشفى الملك عبدالعزيز في الفترة بين 2013 وحتى 2015 أقيمت فيها فعالية الحجامة الرطبة كعلاج للعقم عند الإناث ضمت 50 امرأة تتراوح أعمارهن بين 20 إلى 50 عاماً، وكانت مدة العقم لديهن تتراوح ما بين سنة إلى 22 سنة، حيث تم قياس معدلات الحمل بعد الحجامة إضافة إلى الهرمونات التناسلية، وكانت النتيجة أن من بين هؤلاء النساء نجح الحمل لدى 12 امرأة من المشاركات بعد العلاج بالحجامة، حيث تم حدوث الحمل بعد جلسة أو جلستين فقط من الحجامة لدى 7 من هؤلاء النساء. كما لوحظ تغيرات كبيرة في مستوى الهرمونات التناسلية قبل وبعد الحجامة، ومع أن نتائج هذه الدراسة كانت إيجابية، إلا أن هناك حاجة إلى المزيد من الدراسات لتأكيد هذه النتائج.

تساهم الحجامة في إنتاج الأفيون الداخلي في الدماغ مما يؤدي إلى تحسن التحكم بالألم، وتساعد في تسريع التعافي من الالتهابات من خلال تعزيز الدورة الدموية، وطرح السموم والنفايات إلى خارج الجسم.

يمنع القيام بالحجامة عند مناطق الأوردة والشرايين، أو الأعصاب، أو الغدد الليمفاوية، أو الدوالي وأماكن الالتهابات والآفات الجلدية أو بفتحات الجسم والعيون والجروح المفتوحة، أو كسور العظام، أو مناطق جلطات الأوردة العميقة ومرضى السرطان، والأشخاص الذين يعانون من أمراض الكلى والكبد، والمرضى الذين يضعون أجهزة تنظيم القلب، ومَن يعانون من سيولة الدم لأسباب مرضية أو بسبب تناول أدوية السيولة، ومن ذلك الأسبرين أو الهيبارين أو الوارفرين، والأشخاص الذين يعانون من التهابات حادة.

ويمنع استخدامها عند النساء في فترة الحمل والنفاس وأثناء الدورة الشهرية، وكذلك لمَن يعانون من فقر الدم، والأطفال تحت سن الرابعة.

لذا يجب استشارة الطبيب قبل إجراء الحجامة، خصوصا للأطفال والمسنين، والانتباه للآثار الجانبية بسببها مثل الندبات، الحروق، الصداع، والدوخة، الحكة. وقد يعاني البعض من تشنج العضلات والإحساس بالتعب والغثيان وآلام في موضع الحجامة، وقد يصل الأمر إلى التكتل الدموي في مكان الحجامة والخراج، خصوصا لو تسببت الحجامة بالتهابات نتيجة عدم الالتزام بإجراءات الحماية من العدوى، وينبغي الأخذ بالحسبان بأن فقد الدم قد يتسبب بنقص الحديد.

DrLalibrahim@