آمنة الحربي

كلنا ندرك أن البشر يتفاوتون في المدارك والصفات، وحتى الآمال والطموحات، فنجد مَن يمتلك الهمة العالية لينهض بنفسه وبمَن يعول وقد يمتد دعمه لكل مَن يعرفه.. ويمتلك مقومات لم تمنح لغيره؛ فيستطيع أن ينهض بأسرته وبكل المحيطين به.

كما أن العظماء هم مَن يصنعون الفرص، ويهيئون أسباب النجاح لغيرهم؛ لاسيما في المجال التعليمي الذي يعتبر الأهم من بين المجالات الحياتية كون المدرسة هي المكان، الذي ينهل منه الطالب معلوماته الأولى ويتعلم أبجديات الحياة.

إن بناء العقول ليس بالأمر السهل! حيث يتطلب الوعي التام بطرق التعليم وتنمية المواهب، وتوصيل المعلومة ومنهجية التفكير وبناء العقول ليس مجرد حشو معلومات قد تنسى مع الزمن؛ ولكنه يعتمد بالدرجة الأولى على إعطاء الطلاب مفاتيح النجاح الحقيقة، التي تؤهلهم مستقبلاً لبناء حياتهم بتفرد وذكاء دون الحاجة لأحد.

ومن تلك الشخصيات العظيمة، التي صنعت جيلاً عظيماً الأستاذة الفاضلة فاطمة الوبران.. وهي قائدة لمدرسة ابتدائية، وقد تشرفت بالحديث معها، وأدهشني ما رأيته من عظمة الحوار، وروعة، المنطق وحسن الاستماع.

وقد أعجبت جداً بتعاملها مع الطلاب بالأساليب التربوية البناءة.. لتجعل من الصغار كباراً. تتلمس احتياجاتهم، وتتفقد نواقصهم، وتجعل من العثرات سلماً للوصول إلى نجاحهم في غد مشرق مليء بالأمل والطموحات.

كذلك تحرص على النأي بطلابها عن مواطن الزلل بما تقدمه من عظيم النصائح.

وتستطيع بما أوتيت من دربة وخبرة أن تكتشف المواهب وترعاها ليروها أمام أعينهم واضحةً جليةً.

وهذا كله لا يؤتى إلا للعظماء لأنهم الأقدر على صنع المستقبل وتربية النشء، وتحقيق المعجزات.

ولا نملك أمامهم إلا الوقوف تقديراً وتبجيلاً.. لنردد ما قاله أحمد شوقي:

قم للمعلم وفه التبجيلا..!