حنان محمد

نحن نتغير باستمرار ونصنع نسخا جديدة منا لكي تتماشى مع نظام التطور..

لا تخف أن يكرهك الناس فإن أحبوك على تغير ذاتك.. فذلك ليس بحب.. ولأن أصالتنا الحقيقية تكمن في كسب الذات فمهما سولت لك نفسك فلا تظن أنك تخسر بالحقيقة شيئا... إنما الخسارة الحقيقية تكمن في خسارتك لنفسك.. لأجل إرضاء أي أحد أو السعي لبقائه بجانبك.. اختر حقيقتك فأنا اخترت!.. فأصالتنا تهز أركان الخوف وتثير جلبة التقليد المحشو في وعي العامة.. وذلك ليس بشأننا فإن كان الآخر على قدر من الوعي سيرى أن عودتك لحقيقتك وتمسكك بأن تكون أنت ما هو إلا تذكير له بالواقع ليعود لذاتة هو الآخر.. وانتشال نفسه من وعي القطيع الذي أضاعها به.. بينما إن لم يكن على هذا القدر من الوعي فسيرى بأن تمسكك بحقيقتك وعودتك لأصالتك هي أشبه بالوحش الذي سيتسبب له بالإيذاء بشكل ما أو بآخر.. ولكن خذ نفسا عميقا معي.. ودعني أخبرك أن ذلك لم يعد من شأنك بعد الآن.. لأن كل شخص في هذا الكوكب الأزرق الجميل له رحلته الخاصة التي يخوضها عن خيار وإن كان يظن لوهلة أنه مسلوب الخيار في كثير من الجوانب في حياته.. ولكن بالواقع دعني أذكرك.. بأن تصديقنا بأننا لا نملك الخيار في هذه الحياة هو أيضا خيار آخر لذا عد لكيانك الخاص.. واختر أن تكون لطيفا مع الآخرين من مكان قوة وليس احتياجا لأحد.. وتقبل فكرة أن هنالك أناسا سوف تخرج من حياتك تلقائيا ليذهب كل منهم لطاقة المكان والشخوص الذين تتناسب تردداتهم مع محتويات ذهنه الداخلية.. وهنالك أناس سوف تبقى وهنالك أناس سوف تدخل بخلقك للمساحات الجديدة لها ولكن أنت الثابت الوحيد في حياتك الآن وفي هذه اللحظة.. لذا لا تنس أن تتقبل فكرة أن هنالك أناسا سوف تحبك كما أنت بكامل تناقضاتك.. وهنالك أناس لن تفعل ذلك بل سترهن الحب لك بشروطها وتحكماتها وعقدها الداخلية ووجهات نظرها المبرمجة من وعي الخوف ونظام التقليد الأعمى... والتي ربما هي نفسها ما عادت تميز أنها أصبحت نسخة مغمورة فيه!! إذن كل ما علينا أن نتعلم فعله هو كيف نجيد التعامل بالحياد مع الاثنين.. ما دام أنك متقبل لذاتك.. وتسمح لنفسك بأن تشع بالتعبير الحقيقي عن ذاتها بالطريقة التي تشبه روحك وتتناسب مع سقف معايير حب الذات لديك.. فأنت على الطريق الصحيح لذا اكمل رحلتك بتسامح وحب وقوة ورفعة وانتصار لذاتك وسلام لروحك الحرة في اختيار كل ما تنشده وتبتغيه روحك على هذه الأرض..

@hananco91