* لا غرو أن تحتفل الأوطان دولا وشعوبا بمناسباتها الوطنية، وهذا من كمال إيمان المرء بأن يحب ويخلص في ولائه لوطنه، فالوطن لا يماثله شيء في الوجود باعتباره يمثل الملاذ والانتماء والهوية وعلى ثراه عاش الآباء والأجداد الذين أسسوا له، والذين ننتسب إليهم ونعيش على ذكراهم.*
* وجميل ما تابعناه وشاهدناه من فعاليات واكبت الاحتفاء بمناسبة غالية علينا كسعوديين وصادفت يوم 22 الجاري كيوم تأسيس لقيام هذا الكيان الفريد الشامخ وأعني ما أقول لما سيرد التوسع في ذكره لاحقا.*
* لكن الأجمل هو أن نستوعب ونعي وتعي أجيالنا القادمة مفهوم «التأسيس»، وألا تنحصر فرحتنا في ارتداء الأزياء الوطنية، التي جعل منها أصحاب محلات بيع الملابس والتجهيزات، التي تناسب هذه البهجة فرصة انتهازية لرفع أسعار البشوت والبراقع والعقل (المقصبة) إلى أسعار خيالية يجني عوائدها العمالة المهيمنة على الأسواق، حتى طغت الأحاديث في مجالسنا ومنتدياتنا عن هذا الارتفاع المحموم، وأثرت على فهم الغاية من معنى التأسيس، حتى يكاد يغيب عن فهم الناس معنى القيمة الاجتماعية والتاريخية والثقافية لهذه المناسبة.*
* نعم.... وطننا -يا سادة- هو الوطن الوحيد على هذا الكوكب، الذي يحتفل ب«يوم التأسيس» بينما معظم دول العالم تحتفل بمناسبات ذات أسماء ومصطلحات أخرى ارتبطت بوقائع وأحداث، وحق لشعوبها أن يحتفلوا بعد تحرير أوطانهم من نير المستعمر، لكن بالتأكيد لن يرتقي ذلك إلى مفهوم ودواعي ما نحتفل ونبتهج به نحن.*
* فبلادنا الحبيبة تحتفل بيوم تشييد بنائها وإقامة أركانها المنيعة وأسوارها المرتفعة، التي استعصت على الدخلاء أن يحتلوها أو أن ينتدب إليها أقوام من غير عربها الأقحاح، الذين خلقوا هم وآباؤهم الأقدمون على أرضها وعاشوا على ثراها الطاهر بمقومات بسيطة لكنها كانت كافية لخلق هذا التمازج والانتماء لحب ديارهم، وهنا يكمن الفرق بين أن نحتفل بتأسيس المملكة العربية السعودية وبين الاحتفال بأعياد الاستقلال أو الجلاء أو أي من المسميات الأخرى.*
* وللحق فأنا بالمناسبة أرفع العقال لوسائل الإعلام، التي أثرت الساحة وما زالت بالبرامج الحوارية والمقالات الصحفية وتحدثت عن أبعاد هذه المناسبة الغالية، لكنني في ذات الوقت أطالب الجهات المعنية بأن تجعل من مناسباتنا الوطنية المجيدة ما يزيد من اللحمة والتأمل في مبررات حب الوطن والتغني به من حيث قيمته دينيا وثقافيا واقتصاديا إذا ما نظرنا من حولنا، وأن تكون هناك برامج وفعاليات في متناول الجميع، خصوصا الشباب من الجنسين، وألا تنحصر مظاهرنا الفرائحية في ارتداء الأزياء فقط لفترة محدودة، بل يجب أن يواكب ذلك شرح القيمة المعنوية والتاريخية حتى لخاصية تلك الملابس الوطنية، لأنه من الأهمية بمكان أن يعرف المواطن السعودي والمواطنة السعودية أبعاد وغايات المعنى الحقيقي لمفردة «التأسيس»، لأنها مبعث فخر واعتزاز يجب أن يبقى ألقها وأسباب الاحتفاء بها حاضرا متقدا في الأذهان بما يعزز الولاء أكثر فأكثر.*
*(ترنيمة مستعارة):*
*سلمت يا موطن الأمجاد والكرم* *يا موطني يا رفيع القدر والقيم*
*لم تعرف الأرض أغلى منك يا وطنا* *مشى عليه نبي الحق بالقدم*
muhammed408165@gmail.com
* وجميل ما تابعناه وشاهدناه من فعاليات واكبت الاحتفاء بمناسبة غالية علينا كسعوديين وصادفت يوم 22 الجاري كيوم تأسيس لقيام هذا الكيان الفريد الشامخ وأعني ما أقول لما سيرد التوسع في ذكره لاحقا.*
* لكن الأجمل هو أن نستوعب ونعي وتعي أجيالنا القادمة مفهوم «التأسيس»، وألا تنحصر فرحتنا في ارتداء الأزياء الوطنية، التي جعل منها أصحاب محلات بيع الملابس والتجهيزات، التي تناسب هذه البهجة فرصة انتهازية لرفع أسعار البشوت والبراقع والعقل (المقصبة) إلى أسعار خيالية يجني عوائدها العمالة المهيمنة على الأسواق، حتى طغت الأحاديث في مجالسنا ومنتدياتنا عن هذا الارتفاع المحموم، وأثرت على فهم الغاية من معنى التأسيس، حتى يكاد يغيب عن فهم الناس معنى القيمة الاجتماعية والتاريخية والثقافية لهذه المناسبة.*
* نعم.... وطننا -يا سادة- هو الوطن الوحيد على هذا الكوكب، الذي يحتفل ب«يوم التأسيس» بينما معظم دول العالم تحتفل بمناسبات ذات أسماء ومصطلحات أخرى ارتبطت بوقائع وأحداث، وحق لشعوبها أن يحتفلوا بعد تحرير أوطانهم من نير المستعمر، لكن بالتأكيد لن يرتقي ذلك إلى مفهوم ودواعي ما نحتفل ونبتهج به نحن.*
* فبلادنا الحبيبة تحتفل بيوم تشييد بنائها وإقامة أركانها المنيعة وأسوارها المرتفعة، التي استعصت على الدخلاء أن يحتلوها أو أن ينتدب إليها أقوام من غير عربها الأقحاح، الذين خلقوا هم وآباؤهم الأقدمون على أرضها وعاشوا على ثراها الطاهر بمقومات بسيطة لكنها كانت كافية لخلق هذا التمازج والانتماء لحب ديارهم، وهنا يكمن الفرق بين أن نحتفل بتأسيس المملكة العربية السعودية وبين الاحتفال بأعياد الاستقلال أو الجلاء أو أي من المسميات الأخرى.*
* وللحق فأنا بالمناسبة أرفع العقال لوسائل الإعلام، التي أثرت الساحة وما زالت بالبرامج الحوارية والمقالات الصحفية وتحدثت عن أبعاد هذه المناسبة الغالية، لكنني في ذات الوقت أطالب الجهات المعنية بأن تجعل من مناسباتنا الوطنية المجيدة ما يزيد من اللحمة والتأمل في مبررات حب الوطن والتغني به من حيث قيمته دينيا وثقافيا واقتصاديا إذا ما نظرنا من حولنا، وأن تكون هناك برامج وفعاليات في متناول الجميع، خصوصا الشباب من الجنسين، وألا تنحصر مظاهرنا الفرائحية في ارتداء الأزياء فقط لفترة محدودة، بل يجب أن يواكب ذلك شرح القيمة المعنوية والتاريخية حتى لخاصية تلك الملابس الوطنية، لأنه من الأهمية بمكان أن يعرف المواطن السعودي والمواطنة السعودية أبعاد وغايات المعنى الحقيقي لمفردة «التأسيس»، لأنها مبعث فخر واعتزاز يجب أن يبقى ألقها وأسباب الاحتفاء بها حاضرا متقدا في الأذهان بما يعزز الولاء أكثر فأكثر.*
*(ترنيمة مستعارة):*
*سلمت يا موطن الأمجاد والكرم* *يا موطني يا رفيع القدر والقيم*
*لم تعرف الأرض أغلى منك يا وطنا* *مشى عليه نبي الحق بالقدم*
muhammed408165@gmail.com