تعزز مقومات التنمية المستدامة للشعوب والمجتمعات وغيابها يؤدي إلى الارتجال
«التطوع» ظاهرة اجتماعية موجودة على مر العصور منذ بدء الخلق، وهو يتضمن جهودا إنسانية تبذل من بعض الأفراد، فردية أو جماعية، برغبة ودافع ذاتي سواء كان هذا الدافع شعوريا أم لا، ويعد العمل التطوعي مؤشرا قويا على استعداد الناس ورغبتهم في تقديم المساعدة، ولذلك فهو من أبرز مقومات التنمية المستدامة للشعوب والمجتمعات.
إقبال ضعيف
وقال أستاذ القيادة التربوية بجامعة تبوك د. علي القرني: العمل التطوعي في العالم العربي لا يزال محدودا ويفتقر إلى المأسسة والتأطير والمرجعية، ويغلب عليه الارتجال، بل ويقتصر على مجالات الدعوة والتوعية الاجتماعية، وتقديم المساعدات الآنية للمحتاجين والمشردين واللاجئين، وتشير الدراسات العلمية إلى ضعف إقبال الشباب وإسهاماتهم في الأعمال والمبادرات التطوعية بالعالم العربي بصفة عامة والمملكة بصفة خاصة، ولهذا أصبح توحيد وتنظيم الجهود التطوعية، وإدارة المتطوعين وتوجيه طاقاتهم، مطلبا رئيسيا يضفي على الجهود التطوعية صبغة العمل المؤسسي القائم على المعايير والتخطيط والتنظيم والتقويم المستمر.
تنامي الاهتمام
وأشار إلى أنه في إطار تنامي الاهتمام بالعمل التطوعي والحاجة إلى التطوع للنهوض بالمجتمع في ظل الأزمة الاقتصادية التي تمر بها الدول، وما خلفته جائحة كورونا من آثار سلبية على الجوانب الصحية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية في مختلف دول العالم، يأتي دور المؤسسات التعليمية والتربوية في الإسهام في إدارة وتنظيم الجهود التطوعية لطلابها، وتعد الجامعة أحد هذه المؤسسات التي تضطلع بدور مهم ومحوري في تنمية أهم ثروة بشرية يمتلكها المجتمع؛ وهي الطلاب، نظرا لما يمتلكونه من قدرات ذهنية وبدنية وعقلية تمكنهم من العطاء، كما أنها مسؤولة عن تنظيم جهودهم التطوعية وتحديد الفرص المتاحة لهم، وتخطيط مبادراتهم التطوعية بشكل يضمن لها النجاح والاستمرارية.
معوقات متعددة
وعن معوقات العمل التطوعي، أوضح أن برامج العمل التطوعي في المملكة والعالم العربي تواجه العديد من المعوقات والتحديات التي تحد من فاعليتها، ويمكن تحديد أهم هذه المعوقات من خلال استقراء نتائج الدراسات السابقة، فيما يلي: معوقات ثقافية واجتماعية وتنظيمية وقانونية وسياسية واقتصادية، ومعوقات متعلقة بوسائل الإعلام.
تبعات التعثر
أما أستاذ المناهج وطرق التدريس بجامعة الملك عبدالعزيز، د. يعن الله القرني، فأوضح أن غياب العمل المؤسسي من أهم عوامل تعثر التنمية الشاملة في دولنا العربية والإسلامية، قائلا: هذا التعثر له تبعات سلبية في كل المجالات الأخرى التي لن تجدي نفعا فيها المشاريع والبرامج الحكومية، إن كف المواطن يده عن التطوع في المجتمع ولم يشارك في تشييده وبنائه، وما يبين اهتمام حكومة المملكة بالتطوع، تأكيد رؤية المملكة 2030 على الاهتمام بالعمل التطوعي وزيادة عدد المتطوعين إلى مليون متطوع في القطاع غير الربحي بحلول العام 2030.
وعن تعريف مأسسة العمل التطوعي، أوضح أنه اصطلاح يعرف العمل المؤسسي بأنه «تجمع يسير وفق منهجية علمية منظمة، يهدف إلى تحسين الأداء وفعالية وجودة العمل ومخرجاته لبلوغ أهداف محددة، ويتضمن توزيع مهام العمل على لجان كبيرة، وفرق عمل، وإدارات متخصصة، بحيث تكون لها المرجعية وحرية اتخاذ القرارات في دائرة اختصاصاتها».
إطار مؤسسي
وأضاف أن مجالات العمل التطوعي تتعدد لتشمل: المجال الاجتماعي، المجال التربوي، المجال الصحي، المجال البيئي، مجال الدفاع المدني والتدريب والتأهيل، مشيرا إلى أن التحدي الراهن الذي يلزم كل الفاعلين الميدانيين استيعابه بداية، ثم التعبئة له، هو كيفية الانتقال من العمل التطوعي الفردي أو العمل الجماعي غير المؤطر، إلى عمل تطوعي مؤسسي، في إطار جمعيات ومنظمات قانونية تحتكم في ممارساتها وإدارتها إلى قواعد ومبادئ التعاون والالتزام بالدور وتحمل المسؤولية، فتنظيم التطوع في إطار مؤسسي يعد من بين الوسائل الكفيلة بنهوض الأمة العربية الإسلامية من سباتها ودركات تخلفها.
توصيات خاصة
وأوصى كل من د. علي القرني ود. يعن الله القرني، بتبني الجامعات السعودية «مأسسة العمل التطوعي» وفق الخطة الإجرائية التالية:
1. مرحلة التهيئة، وتتم في هذه المرحلة تهيئة المناخ التنظيمي في الجامعات السعودية، لقبول فكرة مأسسة العمل التطوعي والقناعة بها. ويمكن أن يتم ذلك من خلال الآتي:
■ ضمان دعم الإدارة العليا للجامعة وتأييدها لمأسسة العمل التطوعي فيها، للتحول من العمل التطوعي الفردي أو العمل الجماعي غير المؤطر، إلى عمل تطوعي مؤسسي، في إطار جمعيات ومنظمات قانونية، تحتكم في فعلها وتسييرها وإدارتها إلى قواعد التشاور وعلوم التدبير.
■ استحداث الأنظمة والتشريعات لمأسسة العمل التطوعي في الجامعة بالاستفادة من المعايير التي أسفرت عنها نتائج هذه الدراسة.
■ نشر ثقافة العمل التطوعي المؤسسي من خلال إنشاء جمعية للعمل التطوعي تتبع عمادة شؤون الطلاب، تكون مهمتها إعداد الخطط الإستراتيجية والتشغيلية لمأسسة العمل التطوعي باستقطاب المتطوعين وتدريبهم وتأهيلهم، وتكثيف حملات التوعية لنشر ثقافة العمل التطوعي داخل الجامعة وخارجها، بالاستفادة من آليات اختيار المتطوعين وجذبهم وتأهيلهم، وتأمين حقوقهم التي أسفرت عنها نتائج هذه الدراسة.
2. مرحلة التخطيط، ويتم في هذه المرحلة الآتي:
■ تحليل البيئة الداخلية «نقاط القوة والضعف»، والبيئة الخارجية «الفرص والتحديات» بما يتعلق بمأسسة العمل التطوعي.
■ صياغة الرؤية والرسالة والأهداف الإستراتيجية لمأسسة العمل التطوعي في الجامعة في ضوء التحليل البيئي.
■ تجهيز المتطلبات الأساسية لمأسسة العمل التطوعي في الجامعة التي أسفرت عنها نتائج الدراسة الميدانية.
■ إعداد خطة تشغيلية تحتوي على مؤشرات لقياس الأداء لردم الفجوة بين المستهدف والمتحقق.
■ بناء فريق عمل مدرب لتنفيذ الخطة التشغيلية ومتابعة مؤشرات الأداء.
3. مرحلة التنفيذ: ويتم فيها تنفيذ ما تم التخطيط له، وتوفير المتطلبات الإدارية والبشرية والمادية اللازمة، وتقسيم المهام بين المنفذين وتحديد المسؤوليات وزمن التنفيذ لكل جهة.
4. مرحلة المتابعة: وتتم فيها مراقبة جميع الإجراءات للتأكد من أن عملية التنفيذ تسير بشكل صحيح، وأن الأداء الفعلي مطابق لما خطط له، ومعالجة المشكلات التي تظهر أثناء التنفيذ.
5. مرحلة التقويم: ويتم فيها تقويم شامل لكل جوانب مأسسة العمل التطوعي مقارنة بين المستهدف والمتحقق، والاستفادة من آليات تقويم الجهود التطوعية التي أسفرت عنها نتائج هذه الدراسة.
6. مرحلة التغذية الراجعة: وفيها تتم الاستفادة من نتائج التقويم والمتابعة لإعادة النظر في الخطط والأهداف، وتعديل ما يسهم في ردم الفجوة بين الأداء الفعلي والمستهدف.
جهود حكومة المملكة لزيادة العدد إلى مليون متطوع تؤكد اهتمام رؤية 2030 بتعزيز القطاع
التطوع بالدول العربية يفتقر إلى المأسسة والتأطير والمرجعية ويغلب عليه الارتجال
مؤشر قوي على رغبة الناس في تقديم المساعدة للغير ويتضمن جهودا إنسانية فردية وجماعية
غياب العمل المؤسسي من أهم عوامل تعثر التنمية الشاملة في الدول العربية والإسلامية
إقبال ضعيف
وقال أستاذ القيادة التربوية بجامعة تبوك د. علي القرني: العمل التطوعي في العالم العربي لا يزال محدودا ويفتقر إلى المأسسة والتأطير والمرجعية، ويغلب عليه الارتجال، بل ويقتصر على مجالات الدعوة والتوعية الاجتماعية، وتقديم المساعدات الآنية للمحتاجين والمشردين واللاجئين، وتشير الدراسات العلمية إلى ضعف إقبال الشباب وإسهاماتهم في الأعمال والمبادرات التطوعية بالعالم العربي بصفة عامة والمملكة بصفة خاصة، ولهذا أصبح توحيد وتنظيم الجهود التطوعية، وإدارة المتطوعين وتوجيه طاقاتهم، مطلبا رئيسيا يضفي على الجهود التطوعية صبغة العمل المؤسسي القائم على المعايير والتخطيط والتنظيم والتقويم المستمر.
تنامي الاهتمام
وأشار إلى أنه في إطار تنامي الاهتمام بالعمل التطوعي والحاجة إلى التطوع للنهوض بالمجتمع في ظل الأزمة الاقتصادية التي تمر بها الدول، وما خلفته جائحة كورونا من آثار سلبية على الجوانب الصحية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية في مختلف دول العالم، يأتي دور المؤسسات التعليمية والتربوية في الإسهام في إدارة وتنظيم الجهود التطوعية لطلابها، وتعد الجامعة أحد هذه المؤسسات التي تضطلع بدور مهم ومحوري في تنمية أهم ثروة بشرية يمتلكها المجتمع؛ وهي الطلاب، نظرا لما يمتلكونه من قدرات ذهنية وبدنية وعقلية تمكنهم من العطاء، كما أنها مسؤولة عن تنظيم جهودهم التطوعية وتحديد الفرص المتاحة لهم، وتخطيط مبادراتهم التطوعية بشكل يضمن لها النجاح والاستمرارية.
معوقات متعددة
وعن معوقات العمل التطوعي، أوضح أن برامج العمل التطوعي في المملكة والعالم العربي تواجه العديد من المعوقات والتحديات التي تحد من فاعليتها، ويمكن تحديد أهم هذه المعوقات من خلال استقراء نتائج الدراسات السابقة، فيما يلي: معوقات ثقافية واجتماعية وتنظيمية وقانونية وسياسية واقتصادية، ومعوقات متعلقة بوسائل الإعلام.
تبعات التعثر
أما أستاذ المناهج وطرق التدريس بجامعة الملك عبدالعزيز، د. يعن الله القرني، فأوضح أن غياب العمل المؤسسي من أهم عوامل تعثر التنمية الشاملة في دولنا العربية والإسلامية، قائلا: هذا التعثر له تبعات سلبية في كل المجالات الأخرى التي لن تجدي نفعا فيها المشاريع والبرامج الحكومية، إن كف المواطن يده عن التطوع في المجتمع ولم يشارك في تشييده وبنائه، وما يبين اهتمام حكومة المملكة بالتطوع، تأكيد رؤية المملكة 2030 على الاهتمام بالعمل التطوعي وزيادة عدد المتطوعين إلى مليون متطوع في القطاع غير الربحي بحلول العام 2030.
وعن تعريف مأسسة العمل التطوعي، أوضح أنه اصطلاح يعرف العمل المؤسسي بأنه «تجمع يسير وفق منهجية علمية منظمة، يهدف إلى تحسين الأداء وفعالية وجودة العمل ومخرجاته لبلوغ أهداف محددة، ويتضمن توزيع مهام العمل على لجان كبيرة، وفرق عمل، وإدارات متخصصة، بحيث تكون لها المرجعية وحرية اتخاذ القرارات في دائرة اختصاصاتها».
إطار مؤسسي
وأضاف أن مجالات العمل التطوعي تتعدد لتشمل: المجال الاجتماعي، المجال التربوي، المجال الصحي، المجال البيئي، مجال الدفاع المدني والتدريب والتأهيل، مشيرا إلى أن التحدي الراهن الذي يلزم كل الفاعلين الميدانيين استيعابه بداية، ثم التعبئة له، هو كيفية الانتقال من العمل التطوعي الفردي أو العمل الجماعي غير المؤطر، إلى عمل تطوعي مؤسسي، في إطار جمعيات ومنظمات قانونية تحتكم في ممارساتها وإدارتها إلى قواعد ومبادئ التعاون والالتزام بالدور وتحمل المسؤولية، فتنظيم التطوع في إطار مؤسسي يعد من بين الوسائل الكفيلة بنهوض الأمة العربية الإسلامية من سباتها ودركات تخلفها.
توصيات خاصة
وأوصى كل من د. علي القرني ود. يعن الله القرني، بتبني الجامعات السعودية «مأسسة العمل التطوعي» وفق الخطة الإجرائية التالية:
1. مرحلة التهيئة، وتتم في هذه المرحلة تهيئة المناخ التنظيمي في الجامعات السعودية، لقبول فكرة مأسسة العمل التطوعي والقناعة بها. ويمكن أن يتم ذلك من خلال الآتي:
■ ضمان دعم الإدارة العليا للجامعة وتأييدها لمأسسة العمل التطوعي فيها، للتحول من العمل التطوعي الفردي أو العمل الجماعي غير المؤطر، إلى عمل تطوعي مؤسسي، في إطار جمعيات ومنظمات قانونية، تحتكم في فعلها وتسييرها وإدارتها إلى قواعد التشاور وعلوم التدبير.
■ استحداث الأنظمة والتشريعات لمأسسة العمل التطوعي في الجامعة بالاستفادة من المعايير التي أسفرت عنها نتائج هذه الدراسة.
■ نشر ثقافة العمل التطوعي المؤسسي من خلال إنشاء جمعية للعمل التطوعي تتبع عمادة شؤون الطلاب، تكون مهمتها إعداد الخطط الإستراتيجية والتشغيلية لمأسسة العمل التطوعي باستقطاب المتطوعين وتدريبهم وتأهيلهم، وتكثيف حملات التوعية لنشر ثقافة العمل التطوعي داخل الجامعة وخارجها، بالاستفادة من آليات اختيار المتطوعين وجذبهم وتأهيلهم، وتأمين حقوقهم التي أسفرت عنها نتائج هذه الدراسة.
2. مرحلة التخطيط، ويتم في هذه المرحلة الآتي:
■ تحليل البيئة الداخلية «نقاط القوة والضعف»، والبيئة الخارجية «الفرص والتحديات» بما يتعلق بمأسسة العمل التطوعي.
■ صياغة الرؤية والرسالة والأهداف الإستراتيجية لمأسسة العمل التطوعي في الجامعة في ضوء التحليل البيئي.
■ تجهيز المتطلبات الأساسية لمأسسة العمل التطوعي في الجامعة التي أسفرت عنها نتائج الدراسة الميدانية.
■ إعداد خطة تشغيلية تحتوي على مؤشرات لقياس الأداء لردم الفجوة بين المستهدف والمتحقق.
■ بناء فريق عمل مدرب لتنفيذ الخطة التشغيلية ومتابعة مؤشرات الأداء.
3. مرحلة التنفيذ: ويتم فيها تنفيذ ما تم التخطيط له، وتوفير المتطلبات الإدارية والبشرية والمادية اللازمة، وتقسيم المهام بين المنفذين وتحديد المسؤوليات وزمن التنفيذ لكل جهة.
4. مرحلة المتابعة: وتتم فيها مراقبة جميع الإجراءات للتأكد من أن عملية التنفيذ تسير بشكل صحيح، وأن الأداء الفعلي مطابق لما خطط له، ومعالجة المشكلات التي تظهر أثناء التنفيذ.
5. مرحلة التقويم: ويتم فيها تقويم شامل لكل جوانب مأسسة العمل التطوعي مقارنة بين المستهدف والمتحقق، والاستفادة من آليات تقويم الجهود التطوعية التي أسفرت عنها نتائج هذه الدراسة.
6. مرحلة التغذية الراجعة: وفيها تتم الاستفادة من نتائج التقويم والمتابعة لإعادة النظر في الخطط والأهداف، وتعديل ما يسهم في ردم الفجوة بين الأداء الفعلي والمستهدف.
جهود حكومة المملكة لزيادة العدد إلى مليون متطوع تؤكد اهتمام رؤية 2030 بتعزيز القطاع
التطوع بالدول العربية يفتقر إلى المأسسة والتأطير والمرجعية ويغلب عليه الارتجال
مؤشر قوي على رغبة الناس في تقديم المساعدة للغير ويتضمن جهودا إنسانية فردية وجماعية
غياب العمل المؤسسي من أهم عوامل تعثر التنمية الشاملة في الدول العربية والإسلامية