عواصم - وكالات

بوتين يدعو قواته لتأهب نووي.. ودول أوروبية تغلق مجالها الجوي أمام روسيا

تواصل القوات الروسية عملها العسكري وضرباتها على عدة محاور، لليوم الخامس على التوالي على الأراضي الأوكرانية، فيما طلب الرئيس فلاديمير بوتين من قوات الردع النووية التأهب، بينما شهدت خاركيف ثاني مدن أوكرانيا الواقعة في شمال شرق البلاد، قتال شوارع، الأحد، بين قوات كييف وقوات روسية كانت سلطات المدينة قد أعلنت دخولها، وأعلن المسؤول المحلي في خاركيف أوليغ سينيغوبوف، الأحد، أن المدينة عادت إلى سيطرة القوات الأوكرانية، بعد بضع ساعات على إعلانه عن وصول الجيش الروسي إلى وسط المدينة.

وأكد في تصريحات، أمس الأحد، بحسب ما نقلت رويترز، أن المدينة أصبحت بالكامل تحت سيطرة القوات الأوكرانية.

وبالتزامن، أطلقت صفارات الإنذار المضادة للطائرات في كييف، ليلة السبت إلى الأحد، حسبما ذكرت خدمة الاتصال الرسمية الخاصة، داعية السكان إلى اللجوء للملاجئ في العاصمة.

وقالت أورسولا فون دير لين رئيسة المفوضية الأوروبية، الأحد: إن الاتحاد الأوروبي يعتزم إغلاق مجاله الجوي أمام الطائرات الروسية وسيسعى لفرض حظر على وسائل الإعلام الروسية المملوكة للدولة العاملة من داخل الاتحاد، ويعتزم أيضًا استهداف روسيا البيضاء حليفة موسكو بعقوبات.

في المقابل، أعلن الجيش الروسي أن قواته تحاصر مدينة بيرديانسك، وخيرسون (عاصمة مقاطعة خيرسون أوبلاست في الجنوب الأوكراني)، التي تعتبر مهمة؛ لأنها تضم ميناءً على البحر الأسود ونهر دنييبر، وأضاف إن قواته تسيطر على غينتشيسك ومطار تشيرنوبايفكا.

كما أوضحت وزارة الدفاع الروسية في بيان، أمس، أن قواتها المسلحة دمرت 975 هدفا في البنية التحتية العسكرية الأوكرانية.

أوكرانيا ترفض

وفي سياق متصل، أعلن الكرملين، الأحد، أن موسكو مستعدة للتفاوض لكن في بيلاروسيا، وأوضح دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، بحسب ما نقلت وكالة إنترفاكس، أن وفداً روسياً جاهز للتفاوض مع الجانب الأوكراني في مدينة غوميل البيلاروسية.

وأضاف إن الوفد الذي وصل إلى بيلاروسيا، يشمل وزارتي الخارجية والدفاع والإدارة الرئاسية. وأشار إلى أن بلاده تنتظر الآن الأوكرانيين.

بدوره، دعا ألكسندر لوكاشينكو، رئيس بيلاروسيا، كييف إلى الجلوس وإجراء محادثات مع موسكو حتى لا تفقد أوكرانيا كيانها كدولة.

في المقابل، رفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، التفاوض في بيلاروسيا، قائلا: «نرغب بالحوار في أي مكان لم يظهر العداء لأوكرانيا»، وفق تعبيره، وقال في مقطع فيديو نُشر على الإنترنت «وارسو وبراتيسلافا وبودابست وإسطنبول وباكو. اقترحنا كل هذه المدن. وأي مدينة أخرى ستكون مناسبة لنا».

تأهب نووي

ومع تصاعد المواجهة السياسية بين الغرب وروسيا بعد الهجوم على أوكرانيا قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين: إنه طلب من قوات الردع النووية التأهب.

وبحسب رويترز فإن الرئيس بوتين أمر وزارة الدفاع بوضع قوات الردع الإستراتيجي الروسية في حالة تأهّب قتالي خاصة، وذكرت قناة «روسيا اليوم» أن أوامر الرئيس الروسي جاءت خلال اجتماعه مع وزير الدفاع سيرجي شويغو ورئيس الأركان العامة فاليري جيراسيموف.

وشدد بوتين على أن هذه الخطوة تأتي ردًا على مسؤولي الغرب الذين «لم يكتفوا باتخاذ خطوات عدائية اقتصادية وحسب، بل أدلى مسؤولهم بحلف الناتو بتصريحات عدوانية ضد روسيا».

من جهته صرّح المستشار الألماني أولاف شولتس بأنه يرى أن الهجوم الروسي على أوكرانيا يُعد أساسًا لنقطة فاصلة في السياسة الخارجية الألمانية.

وقال شولتس، أمس، خلال الجلسة الخاصة للبرلمان الألماني «بوندستاج» التي انعقدت بناء على دعوته على خلفية الهجوم الروسي على أوكرانيا، إن التطلع سيبقى متمثلًا في تحقيق: «أكبر قدر ممكن من الدبلوماسية دون سذاجة».

وفي الوقت ذاته أكد شولتس: «لن نمتنع عن إجراء مباحثات مع روسيا»، وأوضح أنه حتى في ظل الوضع الصعب، تكون مهمة الدبلوماسية هي إبقاء قنوات الحوار مفتوحة.

أوروبا تغلق

من جانب آخر، أعلنت فنلندا وبلجيكا والسويد وألمانيا، أنها ستُغلق مجالها الجوي أمام الطائرات الروسية ردًا على غزو موسكو لأوكرانيا.

وقال مسؤول في الاتحاد الأوروبي، الأحد: إن غالبية دول الاتحاد قد أغلقت مجالاتها الجوية أمام الرحلات الروسية، وأضاف المسؤول إنه من المحتمل أن تتخذ المزيد من القرارات الرسمية في هذا المجال في الأوقات اللاحقة.

يُذكر أن العملية العسكرية الروسية التي انطلقت فجر 24 فبراير الحالي على الأراضي الأوكرانية، كانت توقفت، الجمعة، لفترة، بحسب ما أعلنت وزارة الدفاع الروسية آنذاك، إلا أنها «عادت واستؤنفت على جميع الاتجاهات بعد أن رفضت أوكرانيا التفاوض»، وتدفق أكثر من 368 ألف لاجئ، معظمهم من النساء والأطفال على البلدان المجاورة، مما أدى إلى انسداد السكك الحديدية والطرق والحدود منذ أن أطلق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عملية عسكرية خاصة يوم الخميس.

تحقيق السلام

من جهة أخرى، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأحد: إنه سينتهز كل فرصة تسنح لتحقيق السلام في وقت من المقرر أن يلتقي فيه مسؤولون أوكرانيون مع مسؤولين روس لإجراء محادثات سلام.

وأضاف: «لا أثق حقيقة في نتيجة هذا الاجتماع، لكن فلندعهم يحاولوا حتى لا يكون لدى أي مواطن أوكراني بعد ذلك ذرة شك في أنني كرئيس حاولت منع الحرب حتى عندما كانت الفرصة ضئيلة لكن سانحة».

فيما نقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن وزارة الدفاع الروسية قولها الأحد: إن عددا من الجنود الروس قتلوا وأصيبوا في الهجوم على أوكرانيا، لكنها أضافت إن عدد ضحاياها أقل بكثير من ضحايا الجانب الأوكراني دون تحديد أي أعداد.

ونقلت الوكالة عن الوزارة قولها: إنه منذ بدء ما تسميه روسيا «بالعملية العسكرية الخاصة» في أوكرانيا قصفت القوات المسلحة الروسية 1067 موقعا عسكريا أوكرانيا.

وواصلت حكومات دول العالم رفضها لفرض عقوبات على قطاع الطاقة الروسي، لحماية الاقتصاد العالمي من التعرض لصدمة أكبر مع تشديدهم للسيطرة المالية على روسيا في أعقاب غزوها لأوكرانيا.

وبينما تجاوز سعر النفط الأسبوع الماضي حاجز الـ100 دولار للبرميل لفترة وجيزة لأول مرة منذ 2014، وقفز سعر الغاز الطبيعي الأوروبي بنسبة 62 %، توقفت هذه المكاسب جزئيا واتخذت اتجاها ارتداديا مع تجنب الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على إمدادات الطاقة الروسية الضخمة في إطار العقوبات.

نظام «سويفت»

وعلى الرغم من أنه سيتم استبعاد بعض البنوك الروسية من نظام «سويفت» المصرفي الذي يربط آلاف المؤسسات المصرفية حول العالم، نقلت وكالة «بلومبرغ» للأنباء عن مسؤول قوله: إن البيت الأبيض يدرس منح إعفاءات للمعاملات التي تشمل قطاع الطاقة.

في المقابل أعرب وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا عن اعتقاده بأن قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بوضع أسلحة الردع التابعة للقوة النووية الروسية في حالة تأهب خاصة، يمثل وسيلة ضغط على أوكرانيا.

وقال كوليبا أمام صحفيين الأحد: «ننظر إلى هذا الإعلان بوصفه محاولة لممارسة ضغط إضافي على الوفد الأوكراني»، وذلك في إشارة إلى المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا المنتظر أن تبدأ اليوم «لكننا لن نستسلم لهذا الضغط».

وأضاف كوليبا: إن بلاده مستعدة للاستماع إلى مواقف روسيا «ثم سنقول لهم ما نعتقده بشأنها، ونحن على استعداد للنقاش حول الكيفية التي يمكن لنا بها وقف الحرب».

وأكد الوزير الأوكراني أن بلاده لن تستسلم ولن تسلم جزءًا من أراضيها.

كارثة للعالم

وحول احتمال استخدام أسلحة نووية ضد أوكرانيا، قال كوليبا: «لدي رسالة بسيطة تقول إن الأمر سينتهي عندئذ بكارثة للعالم برمته».

وكان بوتين أصدر أمرًا أمس إلى وزارة الدفاع بوضع قوات الردع الإستراتيجي الروسية في حالة تأهب قتالي خاصة، وذكرت قناة «آر تي» أن أوامر الرئيس الروسي جاءت خلال اجتماعه مع وزير الدفاع سيرجي شويغو ورئيس الأركان العامة فاليري جيراسيموف.

وشدد بوتين على أن هذه الخطوة تأتي ردًا على مسؤولي الغرب الذين «لم يكتفوا باتخاذ خطوات عدائية اقتصادية وحسب، بل أدلى مسؤولهم بحلف شمال الأطلسي (الناتو) بتصريحات عدوانية ضد روسيا».

وقال مسؤول دفاعي أمريكي بارز، الأحد: إن الأمر الذي أصدره الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بوضع القوات النووية في حالة تأهب قصوى في وقت يواصل فيه غزو أوكرانيا يعد خطوة تصعيدية يمكن أن تجعل الأوضاع «أخطر بكثير».

وأضاف المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه «من الواضح وبالضرورة، أن وضع قوات قيد العمل، إذا حدث سوء تقدير، بينما صرَّحت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر، بأنها تعول على قيام ألمانيا والدول الأخرى في الاتحاد الأوروبي بتقديم مساعدات سريعة للاجئي الحرب القادمين من أوكرانيا.

المقام الأول

وقبل انعقاد لقاء أزمة مع نظرائها من دول الاتحاد الأوروبي، قالت الوزيرة المنتمية إلى حزب المستشار أولاف شولتس الاشتراكي الديمقراطي، في بروكسل، الأحد: «الشيء المهم في المقام الأول بالنسبة لنا الآن هو إيجاد حلول غير بيروقراطية لإيصال الناس إلى مكان آمن بأسرع ما يمكن».

وأضافت فيرز: «بالتأكيد سنبعث اليوم بإشارة قوية لأن هذا تحوّل شامل في النموذج الفكري».

وتابعت الوزيرة الألمانية: «لأول مرة تعود الحرب في أوروبا مرة أخرى، وعندئذ ستكون بالطبع إشارة قوية للغاية عندما تتفق أوروبا اليوم على إيواء إنساني وبأكبر قدر ممكن من اللا بيروقراطية».

وذكرت فيزر أنه حتى الآن لم يصل طلب مساعدة من دول لها حدود مع أوكرانيا مثل بولندا أو المجر، مشيرة إلى أن مولودوفا فقط هي التي طلبت المساعدة من الاتحاد الأوروبي.

وكانت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، في جنيف، قد أعلنت أنها تستعد للتعامل مع أربعة ملايين لاجئ من أوكرانيا، إذا استمرت الحرب الروسية ضد البلاد، في التصعيد.