لكَم تساءل بعضنا عن الحظ ودوره في النجاح التجاري عند هذا، والفشل والخسارة عند ذاك. وحتى الآن لا أعرف رابطًا سلوكيًا أو عبقرية أو سعيًا معينًا أوصل هذا إلى النجاح والثروة وغيره إلى الخسران. جاءت آراء عن عقلية البشر أو الأفراد، وجاء قوم بنظريات حديثة قالت إن النجاح التجاري عندنا ارتبط بالإدارة العصرية ومواكبة الجديد، وقال البعض إنها هبة من الله ولا دخل للتحديث أو المغامرة أو الكد والمثابرة والمشاق وتحمُّل الخسران. وجدنا بيننا من حظي بقدر وافر من السعة المالية والثراء، ولم نرَ فيه معجزة في الذكاء المالي والإداري، ومع ذلك يعمد الإعلام إلى تسجيل مسيرته نحو النجاح. أكثر من الرؤية العادية للتجارة تميَّز فيها أهل منطقة السواحل في الجزيرة العربية عن غيرهم من أبناء الأقاليم الداخلية، إقليم وسط الجزيرة أو منطقة نجد، أو المنطقة الوسطى من المملكة العربية السعودية. فحتى بعد الوفرة أو ما عُرف بالعامية «الطفرة» انتهى بعض أهالي المنطقة إلى ثراء عقاري والقليل جدًا منهم دخل في التجارة العصرية.
الثراء العقاري جاء غالبًا من فرص ناتجة عن قرب الأهالي من مركز القرار «العاصمة»، وابتسم الحظ لدلالي العقار وأكثر الناس ـ في مرحلةٍ ما ـ تحوَّل إلى دلال.. ولا يُخفي جهله في منافذ التجارة الأخرى كالأجهزة والخدمات ومقاولات التنفيذ التقني الحديث.
قلة من رجال المنطقة من جيل ما بعد الستينيات الميلادية جاوزوا الخوف ودخلوا في أعمال تجارية اعتمدت على المعرفة الـ.. KNOW-HOW أكثر من اعتمادهم على شهرة تجارة آبائهم. لكن البعض من أهالي نجد لا يزالون يمارسون تجارتهم عبر النمط القديم والتفكير التقليدي.. مثل ذلك العقاري الذي وقف أمام مدرسة في انتظار ابنه.. وعندما خرج مئات الطلبة من باب المدرسة التفت إلى صديق له يقف بجانبه قائلًا له: «ترى كل هذا ولا بكرى.. يبون أراضي» أي: كل هؤلاء الصغار غدًا سيحتاجون إلى قطع أراضٍ.. وقصده بهذا أن تجارة العقار قائمة ما قامت الدراسة.
* ولو كانت الأرزاقُ تجري على الحِجى
هلكنَ إذن من جهلهنَّ البهائمُ
(أبو تمام)
توفيق الله عز وجل..
ومن الأبيات التي وصفت الأثرياء بأنهم حمقى، وربطت المال بالغباء - وهي أبيات تدل على عقدة الاضطهاد والزعم باختلال الموازين:
(ولو كانت الأرزاقُ تجري على الحِجى هلكنَ إذن من جهلهنَّ البهائمُ).
(أبو تمام) (مَنْ رُزق الحمق فذو نعمةٍ آثارُها واضحةٌ ظاهرة!) (ما بالُ طعم العيش عند معاشرٍ حلوٌ، وعند معاشر كالعلقمِ؟
من لي بعيش الأغبياء فإنّهُ لا عيشَ إلا عيش مَن لم يعلمِ؟!) (ابن نباته السعدي) (رأيت الحظ يسترُ كلَّ عيب وهيهات الحظوظ من العقول!).
(عبدالعزيز بن زراره) (وأخو الدراية والنباهة مُتْعَبٌ والعيش عيشُ الجاهلِ المجهولِ).
(وما لُبُّ اللبيب بغير حظٍّ بأغنى في المعيشة من فتيلِ) (وخصلة ليس فيها من يُخالفني: الرزقُ والجهل مقرونان في قرنِ). (كم عاقلٍ عاقلٍ أعيتْ مذاهبهُ وجاهلٍ جاهلٍ تلقاهُ مرزوقا)
(ابن الراوندي) (تبغي الحجى ثم تروم الغنى؟ يا قلّما تجتمع الضُّرتان) (عابوا الجهالة وازدروا بحقوقها وتهاونوا بحديثها في المجلسِ وهي التي ينقاد في يدها الغنى وتجيئها الدنيا برغم المَعْطَسِ.
إنّ الجهالة للغنى جَذّابةٌ جَذْبَ الحديد حجارةَ المغنيطسِ) (أبو الفضل السلمي).
الثراء العقاري جاء غالبًا من فرص ناتجة عن قرب الأهالي من مركز القرار «العاصمة»، وابتسم الحظ لدلالي العقار وأكثر الناس ـ في مرحلةٍ ما ـ تحوَّل إلى دلال.. ولا يُخفي جهله في منافذ التجارة الأخرى كالأجهزة والخدمات ومقاولات التنفيذ التقني الحديث.
قلة من رجال المنطقة من جيل ما بعد الستينيات الميلادية جاوزوا الخوف ودخلوا في أعمال تجارية اعتمدت على المعرفة الـ.. KNOW-HOW أكثر من اعتمادهم على شهرة تجارة آبائهم. لكن البعض من أهالي نجد لا يزالون يمارسون تجارتهم عبر النمط القديم والتفكير التقليدي.. مثل ذلك العقاري الذي وقف أمام مدرسة في انتظار ابنه.. وعندما خرج مئات الطلبة من باب المدرسة التفت إلى صديق له يقف بجانبه قائلًا له: «ترى كل هذا ولا بكرى.. يبون أراضي» أي: كل هؤلاء الصغار غدًا سيحتاجون إلى قطع أراضٍ.. وقصده بهذا أن تجارة العقار قائمة ما قامت الدراسة.
* ولو كانت الأرزاقُ تجري على الحِجى
هلكنَ إذن من جهلهنَّ البهائمُ
(أبو تمام)
توفيق الله عز وجل..
ومن الأبيات التي وصفت الأثرياء بأنهم حمقى، وربطت المال بالغباء - وهي أبيات تدل على عقدة الاضطهاد والزعم باختلال الموازين:
(ولو كانت الأرزاقُ تجري على الحِجى هلكنَ إذن من جهلهنَّ البهائمُ).
(أبو تمام) (مَنْ رُزق الحمق فذو نعمةٍ آثارُها واضحةٌ ظاهرة!) (ما بالُ طعم العيش عند معاشرٍ حلوٌ، وعند معاشر كالعلقمِ؟
من لي بعيش الأغبياء فإنّهُ لا عيشَ إلا عيش مَن لم يعلمِ؟!) (ابن نباته السعدي) (رأيت الحظ يسترُ كلَّ عيب وهيهات الحظوظ من العقول!).
(عبدالعزيز بن زراره) (وأخو الدراية والنباهة مُتْعَبٌ والعيش عيشُ الجاهلِ المجهولِ).
(وما لُبُّ اللبيب بغير حظٍّ بأغنى في المعيشة من فتيلِ) (وخصلة ليس فيها من يُخالفني: الرزقُ والجهل مقرونان في قرنِ). (كم عاقلٍ عاقلٍ أعيتْ مذاهبهُ وجاهلٍ جاهلٍ تلقاهُ مرزوقا)
(ابن الراوندي) (تبغي الحجى ثم تروم الغنى؟ يا قلّما تجتمع الضُّرتان) (عابوا الجهالة وازدروا بحقوقها وتهاونوا بحديثها في المجلسِ وهي التي ينقاد في يدها الغنى وتجيئها الدنيا برغم المَعْطَسِ.
إنّ الجهالة للغنى جَذّابةٌ جَذْبَ الحديد حجارةَ المغنيطسِ) (أبو الفضل السلمي).