- متوسط الدخل للسعوديين نحو 11 ألف ريال
- في السنوات الأربع خدمت الوزارة نحو 500 ألفاً
- في قائمة الانتظار لدينا 1.6 مليون نسمة تنتظر الدعم
أكد مجموعة من المختصين في عدد من المجالات ذات الصلة بالتطوير العقاري وتحسين جودة الحياة وأنسنة المدن أن المستقبل سيشهد تحولا في مفاهيم التعامل مع العقار من حيث الاستخدام والتداول وغيرها، وذلك في الجلسة الثانية لملتقى صناع العقار بالغرفة التجارية بمكة المكرمة، الذي يتزامن مع احتفالها بمرور 75 عاما على إنشائها، وتدشين مركز مكة للمعارض والفعاليات.
وأوضح الرئيس التنفيذي لشركة كدانة للتنمية والتطوير حامد حاتم مؤمنة أن للاستدامة زوايا متعددة من أهمها البيئية، مبنيا أن دور شركة كدانة هو العمل كمطور رئيس لمنطقة المشاعر المقدسة وحماها، والشركة مسؤولة عن التطوير والتشغيل والحفاظ على الاستدامة.
وقال: ننظر إلى الأيام الخمسة للحج، وأيضا لعدد أيام السنة ننظر إليها حتى تصبح منطقة جاذبة لخدمة الناس غير الحجاج، فلمدينة مكة سكان وزوار، وتشهد المشاعر دائما زوارا لكن بطريقة غير منظمة، فلدينا بيئيا التشجير وتدوير النفايات، مبينا أن العمل يجري للبحث عن مصادر طاقة بديلة، لتقليل الانبعاثات الكربونية التي تحدث في المكان خلال الحج وبقية أيام السنة.
وأضاف حاتم مؤمنة: لدينا خطة تطويرية في هذه المنظومة تضع في اعتبارها كل العناصر المتوفرة، وتعمل عليها على المديين القصير والطويل، وجزء من دور الشركة التركيز على الاستدامة البيئية، والميزة أننا نتعامل مع حركة كبيرة في منطقة المشاعر خارج فترة الحج، ونعمل على تحسين بيئتها، سواء أن كانت المرافق العامة أو الخدمات في ظل وجود حركة دائمة في المكان، ونساعد في نمو المكان حتى يكون منطقة جذب في مختلف مناطق المشاعر.
وخلص إلى أن العمل جار على تحسين منظمة الخيام في المشاعر المقدسة على مراحل، سيتم الإعلان عن أولاها قريبا بما ينعكس على تجربة الحاج خلال رحلته.
وأشار الرئيس التنفيذي لتطوير المشاريع بشركة المزيني العقارية المهندس أحمد أبو العلا، إلى أن هناك فرقا كبيرا بين المطور العقاري والمقاول، فالأول يخلق بيئة ومنتج هدفه احتواء البشر، فتعامله مع هذا الكيان الصامت هو من يضيف له الحياة عن طريق بيع المنتجات للأسر، ومن أهم العوامل التي يتمتع بها المطور هو بعد النظر وفهم طبيعة المكان، مع الوضع في الحسبان عادات وتقاليد هذه المنطقة.
وبين أن المقاول هو منفذ لاستراتيجية المطور، وممًكن له لتحقيق أهدافه، معتبراً أن محدودية المطروح من المواقع وتكلفة تطويرها، من أهم التحديات الحالية، فمكة خصوصيتها أنها تقع في سلسلة جبال، وتنفيذ البنية التحتية بالتكسير هي قيمة تضاف على هذه المشاريع.
وقال: نأمل أن يكون هناك خلقا للمزيد من الفرص من خلال شق طرق رئيسية، وتوصيل الخدمات الأساسية لها، مما يمكن المطورين من التركيز على هذه المناطق، وتقليل التكلفة بحيث تكون منطقة سهلة التطوير، وهناك العديد من التحديات التي يعاني منها المطور، أهمها سرعة المطور مقارنة بالأطراف الحكومية الأخرى، فالمطور اسرع بكثير، واليوم ما زال عدم وجود الخدمات يمثل عائقا كبيرا جدا للمطورين لتحقيق أهدافهم واهداف التنمية الفعلية، وتوضع أيضا أعباءً ماليةً كبيرةً على المطور لتوفير هده الخدمات في ظل غياب المقدم الأساسي لهذه الخدمة.
وأوضح أبو العلا: نحن في شركة المزيني نحتكم إلى نحو 28 ألف منتجا سكنيا، سيتم طرحها تباعا، نحن نؤمن بأنسنة المخططات وخلق أجواء مناسبة للسكن، بإيجاد خط النقل العام نعمل على تفعيلها مع الجهات الحكومية، وعدة أشياء كانت حلما في يوما ما وأصبحت الآن واقعا، ونرجو أن يتغير مسمى بيت العمر إلى بيت المرحلة، فلكل مرحلة من مراحل الاسرة احتياجا محددا، ليشكل البيت ادخارا للمواطن وترتفع نسبة تداول العقارات.
وزاد: نحن كمطورين عقاريين جئنا على إرث قديم فدورنا أيضا التثقيف، والعمل التطويري لم يكن منظما، بل يتم عن طريق اشخاص، فاكتسب المواطن سلبيات من ذلك، ونحاول الآن أن نعدل الرؤية عند المواطن والمستفيد وبناء الثقة بطرح منتجات مناسبة مع دخل وعمر وحجم أسرة المواطن، وجميعها تعزز الثقة لدى الافراد.
بدوره، أوضح الرئيس التنفيذي لمجموعة التطوير والاستثمار العقارية في الشركة الوطنية للإسكان مروان هاشم زواوي، أن الشركة الوطنية للإسكان هي الذراع الاستثماري والتنفيذي لوزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان، والشركة أنشئت في نهاية عام 2016 بهدف استراتيجي يتمثل في توفير معروض عقاري، من خلال توفير وحدات سكنية، تناسب المستفيدين، من حيث الأسعار ومن حيث ملائمة المسكن.
ولفت إلى أن مستفيدي وزارة الإسكان يصل عددهم إلى نحو 1.600 مليون مستفيد، والشركة الوطنية هدفها الأساسي توفير معروض عقاري، والدور الاستراتيجي هو تمكين القطاع الخاص والمطورين العقاريين من توفير هذا المعروض، والدور الذي تلعبه الشركة هي أن تكون المطور الرئيسي، حيث تطور البنية التحتية للأراضي الموجودة لدى الوزارة، وبعد الاكتمال تطرح كفرص استثمارية للمطورين العقاريين.
وأكد زواوي أن الشركة فعليا هي ممكن للقطاع الخاص لتوفير المعروض العقاري، مبينا أن التطوير العقاري صناعة جديدة على السوق السعودية، وتابع: كان لدينا مقاولون، وكان المطورون على عدد الأصابع، الآن لدي الشركة 100 مطور مؤهل، ونحن نعمل على جودة الحياة وانسنة المشاريع، فالمدن ليست صديقة للمشي، نحن اعتمدنا الضواحي التي تمثل مدن داخل مدن، مثل ضاحية الجوان في الرياض التي تركز على المرافق كالوادي المائي، والممشي ومسارات للدراجات وهذا يوفر أسلوب حياة يسهل الانتقال وتكون المرافق قريبة وفي المتناول.
وتحدث بلغة الأرقام قائلا: نجد أن عدد سكان المملكة نحو 35 مليون نسمة، 70% منهم سعوديين، ونسبة نمو السكان 2.3% سنويا، وتصل عقود الزواج من وزارة العدل سنويا 130 ألف عقد زواج، فهذا يمثل عدد الاسر التي تنشأ سنويا يحتاجون الى سكن، ومتوسط أعداد الأسر 4.4، ومتوسط الدخل للسعوديين نحو 11 ألف ريال، الوزارة لديها 1.6 مليون مستفيدين ينتظرون الدعم السكني. وفي السنوات الأربع الماضية خدمت الوزارة نحو 500 ألفاً، والآن في قائمة الانتظار لدينا 1.6 مليون نسمة.
وزاد زواوي بالقول: حسب رؤية المملكة وبرامجها كان هناك برنامج الإسكان، هدفه الاستراتيجي الوصول الى نسبة تملك 70% في 2030، حاليا وصلنا إلى نسبة تملك تصل إلى 62% في نهاية عام 2021، فللوصول إلى هدف الرؤية في عامها، فإن السعودية تحتاج إلى مليون وحدة سكنية، وهذا يمثل الفرص الاستثمارية الكبيرة للتطوير العقاري ولمطورين العقاريين.
وأردف: الشركة الوطنية وضعت خطة خمسية لتوفير 300 ألف وحدة سكنية بنهاية عام 2025، وتوفيرها سيتم من خلال علاقات استراتيجية مع المطورين العقاريين، وهذه فرص كبيرة جدا للقطاع الخاص وللمطورين العقاريين في الاستثمار في قطاع التطوير العقاري.
الرئيس التنفيذي لشركة سمايا الاستثمارية فواز عبدالله المخرج لفت إلى أن مكة المكرمة مليئة بالمواقع التاريخية التي يجدر الاهتمام بها، اثراء التجربة الدينية والثقافية للحاج والمعتمر جاءت ضمن رؤية المملكة، ومن هنا انطلقت شركة سمايا الاستثمارية، بالاهتمام بالمشاريع الثقافية بالتعاون مع عدد من الجهات الحكومية وتوج هذا التعاون مع الهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، حيث قدموا الدعم الكبير في رؤية سمايا في العمل في هذه المشاريع الثقافية.
وتوقع أن يشهد رمضان المقبل افتتاح مشروع جبل النور الثقافي في مرحلته الأولى، لتتبعه المرحلة الأولى من جبل ثور الثقافي، مشيرا إلى وجود مواقع كثيرة تحتاج للعناية مثل جبل عمر الذي سيشهد إنشاء ثلاث متاحف، فضلا عن مشروع بمركزية المدينة المنورة، مؤكدا وجود حزمة من الخطط للتوسع في المناطق التاريخية.