د. محمد حامد الغامدي

n ما وظيفة النبات وعلاقته بالدورة المائية الطبيعية (الدورة الهيدرولوجية)؟ سؤال غاب عن الحملات ضد شجرة البرسوبس. لماذا غيبوا الحقائق العلمية المتعلقة بمصدر الماء الطبيعي في بلادنا؟ الجفاف يضرب البيئة. وبدلا من محاربة هذا الجفاف.. ندعو لتعميقه.. باجتثاث نبات أخضر حي.. أثبت نجاحه، وسرعة انتشاره، وتفوقه على النباتات المحلية دون تدخل بشري.

n من الحقائق العلمية أن وجود الغابات والغطاء النباتي الكثيف من أدغال وأحراش ضروري لهطول الأمطار. لا فرق بين غابات أي نوع من الأشجار في الوظيفة والأهمية والدور. ماذا نستنتج من هذه الحقيقة؟ كيف نوظفها لصالح البيئة؟ هل هناك شجر يساعد على هطول المطر، وآخر طارد للمطر؟ أسئلة أجوبتها تقود إلى أن للشجر (محلي وغير محلي) نفس الدور والأهمية لهطول المطر.

n لماذا غاب الماء والمطر والحقائق العلمية عن العقول، التي تحارب نبات البرسوبس وتدعو لاجتثاثه؟

n الحقائق العلمية تقف بجانب شجرة البرسوبس لصالح هطول المطر. هذا ما دفعني للدفاع عنها. نعتوها بقولهم (غازية). هل هو الانغلاق، والتعصب، والتفكير المحدود، والمغالطات. البعض يستنتج نتائج غير صحيحة ثم يوظفها لتشجيع الاجتثاث؟ تتعاظم المشكلة من أصحاب الفكر، الذي لا يرى إلا بعين واحدة، عين التصحر والجفاف والقفار الواسعة. ركبوا موجة الإزالة على حساب وظيفة البرسوبس المائية البيئية المناخية الإستراتيجية.

n نحن أمام مهمة تحقيق السعودية الخضراء. نحن بحاجة إلى البرسوبس كغطاء نباتي أكثر من أي وقت مضى. نحن بحاجة لتأصيل زراعته في المناطق الجرداء. نبات سريع النمو والانتشار دون ري وجهد، دائم الخضرة. يتحمل الظروف المناخية السائدة صيفا وشتاء. هذه من خصائصه النافعة لتأسيس غابات وأدغال وأحراش من البرسوبس ذات مردود بيئي مائي عظيم.

n استمرارا لحديثي بالمقالين السابقين، بتاريخ (16 فبراير 2022) بعنوان: [دفاع عن شجيرة البرسوبس الخضراء العظيمة]. و(23 فبراير 2022) بعنوان: [البرسوبس شجرة المستقبل السعودية]. أضيف إن محاربة هذه الشجرة الناجحة.. في واقعه.. هو محاربة للمطر وظروف هطوله.

n البرسوبس خيارنا الأفضل مع قلة الغطاء النباتي المحلي، وموته وعدم قدرته التغلب على التغيرات المناخية والبيئية. ومع فشله الذريع في الصمود أمام تحدياتها. أيضا في ظل نتائج إهمالنا تنميته ورعايته وحمايته.

n ليكن الماء محور تفكيرنا وفلسفتنا. لننظر بشكل إيجابي. الأصوات ضد البرسوبس لا تنظر لوظيفته المائية. غاباته ستساعد (بقدرة الله) على هطول الأمطار. لنجعله في بلادنا أحد المحاور الأساسية لنجاح الدورة المائية الطبيعية (الدورة الهيدرولوجية). هذه من أعظم الفوائد الإستراتيجية. فكروا في الأمر.

n لنزرع شجر البرسوبس ونشره في ربوع المملكة. أن يعطى الأولوية في المناطق المفتوحة الخالية من الغطاء النباتي. هذه جبال الدرع العربي السمراء الخالية من الغطاء النباتي. هذه سهول تهامة الجرداء. هذه الصحاري الواسعة. هذه الشواطئ المفتوحة. جميعها ميدان مهم لجعلها غابات وأدغالا وأحراشا من شجر البرسوبس، القادر على تغيير المناخ والبيئة لصالح هطول الأمطار، خاصة في شريطنا الإستراتيجي المطير.

n اجتثاث شجر البرسوبس عمل ضد البيئة والحياة. لتكن لدينا خارطة طريق لاستثماره بشكل إيجابي. لماذا ننساق خلف أصوات دول تقود حملات مشوّهة وغير صحيحة في تفسيرها واستنتاجاتها، خاصة في عالمنا العربي الأشد فقرا في الماء والشجر والأكثر قسوة وجفافا؟ ماذا يعني هذا؟

n الماء محور دفاعي إستراتيجي عن شجرة البرسوبس. دفاع فلسفته استثمار نجاح هذه الشجرة في النمو السريع والانتشار الأسرع في جميع البيئات المحلية. لنجعلها شجرتنا الوطنية. لنقدمها للعالم نموذجا ناجحا لكل المناطق الفقيرة الماء. شجرة البرسوبس ستجعل المملكة مروجا وأنهارا بعون الله. لنجعلها خضراء.

n أخيرا إن فلسفة محور دفاعي عن شجرة البرسوبس يمثل جانبا من تحقيق إستراتيجية أحملها وأدافع عنها. إنها إستراتيجية إنقاذ المستقبل من العطش.

twitter@DrAlghamdiMH