أوروبا تتوقع ملايين اللاجئين من أوكرانيا وموسكو تحذر من مواجهة «ناتو»
حذرت موسكو من تنامي خطر وقوع مصادمات مع «ناتو» بسبب دعم الحلف لأوكرانيا، ما جعل العالم يتهيأ لحرب واسعة خاصة بعد ثلاثة أيام من نشر «الثالوث النووي» بأوامر من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في سياق العمليات العسكرية بأوكرانيا التي بدأت قبل أسبوع، فيما لمح وزير الخارجية سيرجي لافروف إلى احتمالية نشوب حرب عالمية ثالثة بالقول: «إنه لا يوجد بديل عن العقوبات سوى الحرب العالمية».
وأبدى لافروف استعداد بلاده لمناقشة رغبة الرئيس الأوكراني في الحصول على ضمانات أمنية، وأضاف: إن روسيا ترغب في نزع سلاح أوكرانيا، بيد أنه استدرك قائلا: لكن يجب أن يقرر الأوكرانيون مصير زعمائهم، كما لفت إلى «أن موسكو تمتلك الكثير من الأصدقاء، ولا يمكن عزلها».
وأوضح وزير الخارجية الروسي محذرا: «الحرب العالمية الثالثة ستكون نووية مدمرة، والرئيس الأمريكي جو بايدن ذو خبرة»، وقال: «إنه لا يوجد بديل عن العقوبات سوى الحرب العالمية».
وأعلنت العديد من دول الحلف الأطلسي عن توريد أسلحة إلى أوكرانيا بعد الهجوم الروسي عليها الذي تصفه موسكو بأنه «عملية عسكرية خاصة» لحماية المواطنين الروس ولتحقيق المصالح الأمنية.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي الكسندر جروشكو لمحطة تلفزيون «روسيا 24» الحكومية أمس «بالطبع نحن منزعجون حيال برنامج توريد الأسلحة الذي يعتبر شديد الخطورة في هذا الموقف»، مشيرا إلى أنه ليس هناك ضمانات بعدم وقوع حوادث، كما أنه ليس هناك ضمانات بأن هذه الحوادث قد تتصاعد على نحو لا داعي له تماما.
وفي وقت سابق قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي بدا عليه التعب ولم يكن حليق الذقن، في مجمع حكومي شديد الحراسة خلال مقابلة مع «رويترز» و«سي.إن.إن»: إن القصف يجب أن يتوقف لإجراء محادثات لإنهاء الحرب.
تصريحات زيلينسكي
وكان زيلينسكي قد أشار بداية الحرب إلى أن بلاده من الممكن أن تأخذ مقعد الحياد، بعد أن طالب وبشدة بموافقة الأوروبيين على انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي، ليجدد ذات الطلب نهار الثلاثاء، وقال: في حال لم يوف الشركاء بوعدهم، فعليهم توفير ضمانات أمنية لبلاده.
وقال زيلينسكي، أمس الأربعاء وهو يطلع مواطنيه على أحدث المستجدات: إن الهجوم أثبت أن الروس «لا يعرفون شيئا عن كييف، عن تاريخنا، لكن لديهم جميعا أوامر بمحو تاريخنا، ومحو بلدنا، ومحونا جميعا».
وفي تصريح سابق قال زيلينسكي: إن القصف يجب أن يتوقف لإجراء محادثات لإنهاء الحرب.
وأضاف «من الضروري على الأقل الكف عن قصف الناس، فقط أوقفوا القصف ثم اجلسوا إلى طاولة المفاوضات».
من ناحيته اتهم جروشكو «ناتو» بالسعي إلى إنشاء نظام عالمي جديد، وتابع «إنه إذا لم يفهم الاتحاد الأوروبي أن الولايات المتحدة تسيء استخدام أوكرانيا كموقع أمامي في حربها ضد روسيا وبالتالي فهي تؤجج التوترات مع موسكو، فإن المشروع الأوروبي سيكون محكوما عليه بالفشل، وعندئذ ستظل دول الاتحاد الأوروبي كأقمار اصطناعية لواشنطن بالمفهوم العسكري السياسي ولن تنال الاستقلالية».
دعوة روسية
ودعا الدبلوماسي الروسي جروشكو، الاتحاد الأوروبي إلى الانفصال عن الحلف، وقال: «إن الاتحاد الأوروبي لن تكون لديه فرصة ليكون لاعبا مستقلا على المسرح العالمي والأوروبي».
في المقابل، وعد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بالعمل على أن تصدر الأمم المتحدة «أقوى إدانة ممكنة» للهجوم الروسي على أوكرانيا.
وحسبما ذكرت وكالة الأنباء البريطانية «بي ايه» استنادا إلى متحدثة الحكومة في «دوانينغ ستريت»: خلال اتصال هاتفي، تبادل جونسون وزيلينسكي وجهة النظر التي ترى أن من الضروري فرض المزيد من العقوبات من أجل زيادة الضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقالت المتحدثة: إن زيلينسكي وجه الشكر لجونسون على الجهود البريطانية الرامية إلى إرسال أسلحة دفاعية إلى أوكرانيا، وقال «إن هذه الأسلحة مهمة لصد القوات الروسية».
ولقي ما لا يقل عن ألفي مدني في أوكرانيا حتفهم منذ بدء الهجوم الروسي على البلاد، بحسب بيانات من كييف، بينما فر أكثر من مليون شخص من الحرب، وتوزعوا بين بولندا ورومانيا والتشيك والمجر ودول أخرى، في موجة نزوح واسعة وصفتها الأمم المتحدة بالأزمة الأكبر في أوروبا خلال القرن الحالي.
وأفاد مسؤولون في وارسو، الأربعاء، بأن نحو نصف مليون لاجئ وصلوا إلى الأراضي البولندية من أوكرانيا منذ بداية الحرب الأسبوع الماضي.
يأتي هذا فيما تستعد العديد من الولايات الألمانية، لاستقبال المزيد من اللاجئين القادمين من أوكرانيا.
كييف المحاصرة
وعلى الجانب الميداني، فجرت روسيا برج الإرسال التليفزيوني الرئيسي بالعاصمة كييف الثلاثاء، مما أسفر عن مقتل بعض المارة، وهي المدينة المحاصرة من أطرافها الأربعة، ويبلغ عدد سكانها ثلاثة ملايين نسمة حيث يحتمي سكانها ليلا بمحطات مترو الأنفاق.
وفي خاركيف، قال الأوكرانيون: إنهم يقاتلون في أول مدينة تسيطر عليها روسيا، في حين كثفت موسكو قصفها لمراكز سكنية رئيسية فشلت قواتها حتى الآن في السيطرة عليها.
واستهدف القصف الأعنف خاركيف، وهي مدينة يقطنها 1.5 مليون شخص في شرق البلاد تحول وسطها إلى أنقاض ومبان مهدمة.
وذكرت موسكو أمس الأربعاء أنها سيطرت على خيرسون، وهي عاصمة إقليمية يقطنها نحو ربع مليون نسمة على الجبهة الجنوبية لكن أوكرانيا نفت ذلك.
وقال حاكم المنطقة: إن المدينة حوصرت ليلا تحت وطأة إطلاق النار، في حين نهبت القوات الروسية المتاجر والصيدليات. وذكر مستشار لزيلينسكي «إن قتال شوارع دائر في الميناء»، وقال أوليكسي أرستوفيتش «لم تسقط المدينة، جانبنا يواصل الدفاع».
وفي الجنوب أيضا كثفت روسيا الضغط على ميناء ماريوبول الذي تقول إنها حاصرته في حلقة محيطة بساحل بحر أزوف بأكمله، وقال رئيس بلدية المدينة: إنها تعرضت لقصف مكثف منذ وقت متأخر الثلاثاء، مضيفا «إنهم لا يستطيعون إجلاء المصابين».
لكن على الجبهتين الرئيسيتين الأخريين في الشرق والشمال لم تحرز روسيا تقدما يذكر مع استمرار صمود كييف وخاركيف، أكبر مدينتين في أوكرانيا، في مواجهة قصف يستعر.
سير المفاوضات
في غضون هذا، ساد التباس أمس الأربعاء بشأن استمرار المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا.
وقال المستشار الرئاسي الأوكراني، أوليكسي أريستوفيتش، في تصريحات لوكالة الأنباء الأوكرانية «أوكرينفورم»: «بالنسبة للمحادثات، من غير المعروف ما إذا كانت ستتم»، مشيرا إلى أنه لا تزال هناك تنسيقات دائرة حول تحديد موعد ومكان انعقاد المحادثات.
وفي الوقت نفسه، لم يستبعد أريستوفيتش عقد اجتماع.
وقالت روسيا: إنها أرسلت مندوبين للمشاركة في ثاني جولة لمحادثات السلام مع أوكرانيا في روسيا البيضاء قرب الحدود، لكن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ذكر أنه يتعين على روسيا وقف قصف المدن إذا كان يريد التفاوض من أجل السلام.
وكان الكرملين أعلن في وقت سابق أمس أن روسيا مستعدة لمواصلة المفاوضات مع أوكرانيا.
وعقب المحادثات الأولى التي جرت الإثنين، حدد الطرفان الحدود البيلاروسية- البولندية كمكان للمفاوضات.
وبحسب البيانات، سيقود الوفد الروسي مجددا وزير الثقافة الأسبق فلاديمير ميدينسكي، وظلت الجولة الأولى دون نتائج ملموسة.
إلى ذلك، قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رفائيل غروسي أمس: إن الوكالة تعمل مع «كل الأطراف» لتوفير المساعدة التي طلبتها الجهة المنظمة للقطاع النووي في أوكرانيا لضمان سلامة منشآتها.
وقال غروسي في مؤتمر صحفي «أنا على تواصل مع كل الأطراف لمعرفة كيف يمكننا تقديم تلك المساعدة بطريقة فعالة، وبما أن تلك المشاورات جارية، فلست في موقع يسمح لي بأن أخبركم الآن ما هي طبيعة أو توقيت تلك المساعدة التي سنقدمها»، مشيرا إلى أنها قد تشمل إرسال موظفين من الوكالة إلى هناك.
الرئيس الأوكراني اشترط وقف الحرب لإجراء محادثات مع روسيا (رويترز)
الاقتصاد الروسي
وفي سياق العقوبات الغربية المتواصلة على روسيا، نقلت وكالات أنباء محلية عن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف قوله: «أعتقد أن الاقتصاد الروسي يواجه ضغطا شديدا الآن، وضربة قاسية».
وأوضح أن روسيا ما زال لديها احتياطيات لحماية الاقتصاد.
وأمس الأربعاء، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن «إن كل الخيارات مطروحة»، لدى سؤاله عما إذا كانت الولايات المتحدة ستحظر النفط والغاز من روسيا بعد أن غزت أوكرانيا.
وقال البيت الأبيض: إنه يقيم المخاوف المتعلقة بسوق النفط العالمية واحتياجات الأمريكيين عند النظر في أمر استهداف قطاع الطاقة الروسي بإجراءات عقابية.
من جانبه، قال نائب رئيس الوزراء الروسي يوري بوريسوف الأربعاء: إن من الصعب التكهن بشكل شامل بمدى تأثير العقوبات التي فرضها الغرب على اقتصادنا.
واتخذت الدول الغربية إجراءات غير مسبوقة لعزل الاقتصاد والنظام المالي في روسيا بسبب غزو أوكرانيا، ومن بينها فرض عقوبات على بنكها المركزي واستبعاد بعض بنوكها من نظام المدفوعات العالمي (سويفت).
ونقلت وكالة «إنترفاكس» عن بوريسوف قوله «إن روسيا تعمل على الحد من الاعتماد على الواردات منذ 2014، عندما فُرضت عليها عقوبات بعد ضم شبه جزيرة القرم»، وتابع: «إن تقدما كبيرا تحقق في ذلك، خصوصا في المجالات المرتبطة بالدفاع والأمن».
وأبدى لافروف استعداد بلاده لمناقشة رغبة الرئيس الأوكراني في الحصول على ضمانات أمنية، وأضاف: إن روسيا ترغب في نزع سلاح أوكرانيا، بيد أنه استدرك قائلا: لكن يجب أن يقرر الأوكرانيون مصير زعمائهم، كما لفت إلى «أن موسكو تمتلك الكثير من الأصدقاء، ولا يمكن عزلها».
وأوضح وزير الخارجية الروسي محذرا: «الحرب العالمية الثالثة ستكون نووية مدمرة، والرئيس الأمريكي جو بايدن ذو خبرة»، وقال: «إنه لا يوجد بديل عن العقوبات سوى الحرب العالمية».
وأعلنت العديد من دول الحلف الأطلسي عن توريد أسلحة إلى أوكرانيا بعد الهجوم الروسي عليها الذي تصفه موسكو بأنه «عملية عسكرية خاصة» لحماية المواطنين الروس ولتحقيق المصالح الأمنية.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي الكسندر جروشكو لمحطة تلفزيون «روسيا 24» الحكومية أمس «بالطبع نحن منزعجون حيال برنامج توريد الأسلحة الذي يعتبر شديد الخطورة في هذا الموقف»، مشيرا إلى أنه ليس هناك ضمانات بعدم وقوع حوادث، كما أنه ليس هناك ضمانات بأن هذه الحوادث قد تتصاعد على نحو لا داعي له تماما.
وفي وقت سابق قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي بدا عليه التعب ولم يكن حليق الذقن، في مجمع حكومي شديد الحراسة خلال مقابلة مع «رويترز» و«سي.إن.إن»: إن القصف يجب أن يتوقف لإجراء محادثات لإنهاء الحرب.
تصريحات زيلينسكي
وكان زيلينسكي قد أشار بداية الحرب إلى أن بلاده من الممكن أن تأخذ مقعد الحياد، بعد أن طالب وبشدة بموافقة الأوروبيين على انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي، ليجدد ذات الطلب نهار الثلاثاء، وقال: في حال لم يوف الشركاء بوعدهم، فعليهم توفير ضمانات أمنية لبلاده.
وقال زيلينسكي، أمس الأربعاء وهو يطلع مواطنيه على أحدث المستجدات: إن الهجوم أثبت أن الروس «لا يعرفون شيئا عن كييف، عن تاريخنا، لكن لديهم جميعا أوامر بمحو تاريخنا، ومحو بلدنا، ومحونا جميعا».
وفي تصريح سابق قال زيلينسكي: إن القصف يجب أن يتوقف لإجراء محادثات لإنهاء الحرب.
وأضاف «من الضروري على الأقل الكف عن قصف الناس، فقط أوقفوا القصف ثم اجلسوا إلى طاولة المفاوضات».
من ناحيته اتهم جروشكو «ناتو» بالسعي إلى إنشاء نظام عالمي جديد، وتابع «إنه إذا لم يفهم الاتحاد الأوروبي أن الولايات المتحدة تسيء استخدام أوكرانيا كموقع أمامي في حربها ضد روسيا وبالتالي فهي تؤجج التوترات مع موسكو، فإن المشروع الأوروبي سيكون محكوما عليه بالفشل، وعندئذ ستظل دول الاتحاد الأوروبي كأقمار اصطناعية لواشنطن بالمفهوم العسكري السياسي ولن تنال الاستقلالية».
دعوة روسية
ودعا الدبلوماسي الروسي جروشكو، الاتحاد الأوروبي إلى الانفصال عن الحلف، وقال: «إن الاتحاد الأوروبي لن تكون لديه فرصة ليكون لاعبا مستقلا على المسرح العالمي والأوروبي».
في المقابل، وعد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بالعمل على أن تصدر الأمم المتحدة «أقوى إدانة ممكنة» للهجوم الروسي على أوكرانيا.
وحسبما ذكرت وكالة الأنباء البريطانية «بي ايه» استنادا إلى متحدثة الحكومة في «دوانينغ ستريت»: خلال اتصال هاتفي، تبادل جونسون وزيلينسكي وجهة النظر التي ترى أن من الضروري فرض المزيد من العقوبات من أجل زيادة الضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقالت المتحدثة: إن زيلينسكي وجه الشكر لجونسون على الجهود البريطانية الرامية إلى إرسال أسلحة دفاعية إلى أوكرانيا، وقال «إن هذه الأسلحة مهمة لصد القوات الروسية».
ولقي ما لا يقل عن ألفي مدني في أوكرانيا حتفهم منذ بدء الهجوم الروسي على البلاد، بحسب بيانات من كييف، بينما فر أكثر من مليون شخص من الحرب، وتوزعوا بين بولندا ورومانيا والتشيك والمجر ودول أخرى، في موجة نزوح واسعة وصفتها الأمم المتحدة بالأزمة الأكبر في أوروبا خلال القرن الحالي.
وأفاد مسؤولون في وارسو، الأربعاء، بأن نحو نصف مليون لاجئ وصلوا إلى الأراضي البولندية من أوكرانيا منذ بداية الحرب الأسبوع الماضي.
يأتي هذا فيما تستعد العديد من الولايات الألمانية، لاستقبال المزيد من اللاجئين القادمين من أوكرانيا.
كييف المحاصرة
وعلى الجانب الميداني، فجرت روسيا برج الإرسال التليفزيوني الرئيسي بالعاصمة كييف الثلاثاء، مما أسفر عن مقتل بعض المارة، وهي المدينة المحاصرة من أطرافها الأربعة، ويبلغ عدد سكانها ثلاثة ملايين نسمة حيث يحتمي سكانها ليلا بمحطات مترو الأنفاق.
وفي خاركيف، قال الأوكرانيون: إنهم يقاتلون في أول مدينة تسيطر عليها روسيا، في حين كثفت موسكو قصفها لمراكز سكنية رئيسية فشلت قواتها حتى الآن في السيطرة عليها.
واستهدف القصف الأعنف خاركيف، وهي مدينة يقطنها 1.5 مليون شخص في شرق البلاد تحول وسطها إلى أنقاض ومبان مهدمة.
وذكرت موسكو أمس الأربعاء أنها سيطرت على خيرسون، وهي عاصمة إقليمية يقطنها نحو ربع مليون نسمة على الجبهة الجنوبية لكن أوكرانيا نفت ذلك.
وقال حاكم المنطقة: إن المدينة حوصرت ليلا تحت وطأة إطلاق النار، في حين نهبت القوات الروسية المتاجر والصيدليات. وذكر مستشار لزيلينسكي «إن قتال شوارع دائر في الميناء»، وقال أوليكسي أرستوفيتش «لم تسقط المدينة، جانبنا يواصل الدفاع».
وفي الجنوب أيضا كثفت روسيا الضغط على ميناء ماريوبول الذي تقول إنها حاصرته في حلقة محيطة بساحل بحر أزوف بأكمله، وقال رئيس بلدية المدينة: إنها تعرضت لقصف مكثف منذ وقت متأخر الثلاثاء، مضيفا «إنهم لا يستطيعون إجلاء المصابين».
لكن على الجبهتين الرئيسيتين الأخريين في الشرق والشمال لم تحرز روسيا تقدما يذكر مع استمرار صمود كييف وخاركيف، أكبر مدينتين في أوكرانيا، في مواجهة قصف يستعر.
سير المفاوضات
في غضون هذا، ساد التباس أمس الأربعاء بشأن استمرار المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا.
وقال المستشار الرئاسي الأوكراني، أوليكسي أريستوفيتش، في تصريحات لوكالة الأنباء الأوكرانية «أوكرينفورم»: «بالنسبة للمحادثات، من غير المعروف ما إذا كانت ستتم»، مشيرا إلى أنه لا تزال هناك تنسيقات دائرة حول تحديد موعد ومكان انعقاد المحادثات.
وفي الوقت نفسه، لم يستبعد أريستوفيتش عقد اجتماع.
وقالت روسيا: إنها أرسلت مندوبين للمشاركة في ثاني جولة لمحادثات السلام مع أوكرانيا في روسيا البيضاء قرب الحدود، لكن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ذكر أنه يتعين على روسيا وقف قصف المدن إذا كان يريد التفاوض من أجل السلام.
وكان الكرملين أعلن في وقت سابق أمس أن روسيا مستعدة لمواصلة المفاوضات مع أوكرانيا.
وعقب المحادثات الأولى التي جرت الإثنين، حدد الطرفان الحدود البيلاروسية- البولندية كمكان للمفاوضات.
وبحسب البيانات، سيقود الوفد الروسي مجددا وزير الثقافة الأسبق فلاديمير ميدينسكي، وظلت الجولة الأولى دون نتائج ملموسة.
إلى ذلك، قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رفائيل غروسي أمس: إن الوكالة تعمل مع «كل الأطراف» لتوفير المساعدة التي طلبتها الجهة المنظمة للقطاع النووي في أوكرانيا لضمان سلامة منشآتها.
وقال غروسي في مؤتمر صحفي «أنا على تواصل مع كل الأطراف لمعرفة كيف يمكننا تقديم تلك المساعدة بطريقة فعالة، وبما أن تلك المشاورات جارية، فلست في موقع يسمح لي بأن أخبركم الآن ما هي طبيعة أو توقيت تلك المساعدة التي سنقدمها»، مشيرا إلى أنها قد تشمل إرسال موظفين من الوكالة إلى هناك.
الاقتصاد الروسي
وفي سياق العقوبات الغربية المتواصلة على روسيا، نقلت وكالات أنباء محلية عن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف قوله: «أعتقد أن الاقتصاد الروسي يواجه ضغطا شديدا الآن، وضربة قاسية».
وأوضح أن روسيا ما زال لديها احتياطيات لحماية الاقتصاد.
وأمس الأربعاء، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن «إن كل الخيارات مطروحة»، لدى سؤاله عما إذا كانت الولايات المتحدة ستحظر النفط والغاز من روسيا بعد أن غزت أوكرانيا.
وقال البيت الأبيض: إنه يقيم المخاوف المتعلقة بسوق النفط العالمية واحتياجات الأمريكيين عند النظر في أمر استهداف قطاع الطاقة الروسي بإجراءات عقابية.
من جانبه، قال نائب رئيس الوزراء الروسي يوري بوريسوف الأربعاء: إن من الصعب التكهن بشكل شامل بمدى تأثير العقوبات التي فرضها الغرب على اقتصادنا.
واتخذت الدول الغربية إجراءات غير مسبوقة لعزل الاقتصاد والنظام المالي في روسيا بسبب غزو أوكرانيا، ومن بينها فرض عقوبات على بنكها المركزي واستبعاد بعض بنوكها من نظام المدفوعات العالمي (سويفت).
ونقلت وكالة «إنترفاكس» عن بوريسوف قوله «إن روسيا تعمل على الحد من الاعتماد على الواردات منذ 2014، عندما فُرضت عليها عقوبات بعد ضم شبه جزيرة القرم»، وتابع: «إن تقدما كبيرا تحقق في ذلك، خصوصا في المجالات المرتبطة بالدفاع والأمن».