شهد بالحداد - الدمام

الأمير سيف الإسلام بن سعود: الاحتفال بـ«يوم التأسيس» قرار عبقري

أكد صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور والروائي سيف الإسلام بن سعود بن عبدالعزيز آل سعود، أهمية قراءة تاريخ المملكة، وتوظيف أحداثه من قبل الروائيين والكتّاب في قصصهم ورواياتهم وإبداعاتهم، وأن يتناولوا إبداعيا وسرديا تاريخ الدرعية ومعركتها وحصارها وأبطالها وضحكات ذلك الزمان وأحزانه والتدافع الإنساني القديم، وأن يتناولوا في قصصهم أنسنة المجتمع السعودي.

جاء ذلك خلال ندوة تاريخية، بعنوان «المؤرخون السعوديون ويوم التأسيس»، ضمن فعاليات الموسم الثقافي لنادي المنطقة الشرقية الأدبي في الدمام، احتفاء بذكرى «يوم التأسيس»، الذي يعكس العمق التاريخي والحضاري والثقافي للمملكة.

اختيار عبقري

وحول «يوم التأسيس»، قال الأمير سيف الإسلام: أشياء كثيرة في هذه المملكة الحبيبة تنبئ بالعبقرية، ومن مظاهر تلك العبقرية هذا الاختيار الموفق ليوم كاد أن ينسى لدى أوساط الشبيبة والناشئة، وهو «يوم التأسيس»، هذه الذكرى التي كاد أن يمحوها الزمن.

وسلط المحلل السياسي ورئيس مركز الخليج للأبحاث د. عبدالعزيز بن عثمان صقر، الضوء على دلالات «يوم التأسيس» السياسية، عندما تمكن الإمام محمد بن سعود من تأسيس دولة مركزية قائمة على أرضها بعد قرون طويلة من الشتات عاشته الجزيرة العربية، وكذلك تحقيق مبدأ الانتقال من اللا مركزية إلى مركزية السلطة، وتوحيد أجزاء واسعة من شبه الجزيرة العربية.

عمق سياسي

ثم تحدث الباحث والمؤرخ خالد بن سليمان الخويطر، في الورقة التي قدمها عن مضامين إعلان الذكرى السنوية لـ«يوم التأسيس» في 22 فبراير من كل عام، والتأكيد على العمق التاريخي والسياسي للجذور التي بنيت عليها الدولة، وتثمين دور الإمام محمد بن سعود وجهوده في البناء الأول للدولة ثم استعرض السمات القيادية لدى الإمام محمد بن سعود، التي يمكن استنتاجها من إنجازاته ومنها توحيده للدرعية تحت قيادته، وتعزيزه مكانة الدرعية بعقد تحالفات سياسية محلية، وابتعاده عن الاستقواء بسلطة خارج نجد.

اجتماع تاريخي

أما المتحدث الرابع الباحث والمؤرخ جلال بن خالد الهارون، فقد تحدث عن نشأة الدولة السعودية الأولى في ورقة بعنوان «الدرعية من الاتفاق إلى التأسيس»، وأهم أحداث تلك المرحلة ابتداء بوصف الحالة العامة لنجد وشبه الجزيرة العربية، واختتمها باجتماع الأمير محمد بن سعود، والشيخ المجدد محمد بن عبدالوهاب، الذي بدأ منه مسيرة طويلة مباركة في سبيل التأسيس.

3 محاور

واختتم الندوة العقيد م. خالد بن عبدالعزيز العبدالكريم، عن مسيرة الإمام محمد بن سعود من الاتفاق وحتى وفاته -رحمه الله- وهي فترة تمتد لأكثر من 22 عاما مليئة بالأحداث الكبرى، التي أسست لنشأة هذا الوطن الكبير في 3 محاور:

المحور الأول الديني والثقافي: وتناول فيه مقتطفات من كلمة الشيخ عبدالعزيز بن باز -رحمه الله- في جامعة الإمام محمد بن سعود عام 1400هـ.

المحور الثاني الاجتماعي الإنساني: وتحدث فيه عن موقفين يمثلان دور المرأة في حياة الإمام محمد بن سعود، الموقف الأول عن زوجة الإمام محمد بن سعود نقلا عن المؤرخ ابن بشر، والموقف الثاني عن زوجة ساعده الأيمن الشيخ محمد بن عبدالوهاب.

المحور الثالث السياسي والعسكري: وفيه ملخص لوضع الدولة السياسي والعسكري حين وفاة الإمام محمد بن سعود -رحمه الله-.

سواعد فتية

وأوضح الأمين المساعد لاتحاد الأدباء والكتّاب العرب، رئيس مجلس إدارة النادي محمد بن عبدالله بودي، أن اعتماد «يوم التأسيس» في الأجندة الوطنية هو ‏تأكيد للعمق التاريخي لهذه الدولة المباركة، وإبراز لمسيرة عظيمة تؤرخ ما بين جذور التأسيس ومراحل التوحيد ومستقبل التطور والازدهار في مملكتنا الغالية بسواعد فتية لا تنثني من أجل رفعة ونماء بلادنا حرسها الله. وتوجه بالدعاء في هذه المناسبة العزيزة، بأن يرحم الله مؤسسي هذا الكيان الشامخ في مراحلها الثلاث، الإمام محمد بن سعود، والإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود، والإمام الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود، الذين أيدهم الله بالنصر والتمكين لإرساء دعائم دولة تحكم بشرع الله عز وجل وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-.

كما شارك عدد من شعراء المنطقة الشرقية في هذه الاحتفالية الوطنية بقصائد نالت استحسان الحضور، بمشاركة الشعراء متعب بن سعد الغامدي، وسامي بن أحمد القاسم، وماجد بن محمد الجهني.

اعتماد «يوم التأسيس» في الأجندة الوطنية يؤكد العمق التاريخي للمملكة

يمكن استنتاج السمات القيادية للإمام محمد بن سعود من إنجازاته

مسيرة عظيمة تؤرخ لجذور التأسيس ومراحل التوحيد وازدهار المستقبل