آمنة الحربي

للصورة تأثير كبير، وكما يقال (الصورة تساوي ألف كلمة)، وقد لعبت دوراً قوياً في كل المجالات الحياتية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية، ودخلت في صميم التكوين العقلي والنفسي، ولا شك أن الإنسان يكتسب معظم خبراته عن طريق السمع والبصر، ولا ننكر أن الصورة تسهل توصيل المعلومة بطريقة أسهل لدى المتلقي.

وبلا شك أنه لا غنى عن الكلمة في اكتساب المعلومات والخبرات، ولكن الصورة تعتبر داعماً حقيقياً للكلمة، ولاسيما في وقتنا الحاضر، الذي يتميز بالسرعة. وفي التقارير الصحفية والأخبار صورة واحده تكفي عن العديد من المقالات والتقارير.

وفي عصر وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح الشخص منتجاً للصور وليس متلقياً فقط؛ مما جعلها ثقافةً متصدرةً، وكثير من مشاهير وسائل التواصل اعتمدوا على نجاحهم بالإبهار البصري؟!

ورغم محاسن الصورة إلا أن لها سلبيات كثيرة منها هيمنة ثقافة المظهر على حساب ثقافة المضمون، فقد ينجح عمل فني مبهر بصرياً، ولكنه يخلو من أي مضامين اجتماعية وثقافية.

كما أن البعض من وسائل الإعلام جعلت الصورة تنتج الواقع وليس مجرد نقله عبر أحداث مصطنعة وفرض صور عن أشخاص أو مدن أو أفكار يجعلها تختزل في العقل الجمعي لتصبح صوراً سائدة ومضللة.

ونجد أن صور الأشخاص قد تنبئنا عن مكامنهم، خصوصاً للشخص الذي يمتلك الفراسة، فصورة واحدة تكشف لنا الخفايا وتجعلنا نستقرئ الأحداث..!

وغالباً ما تكون صورة الوجه مطابقة للحقيقة، وكما يقال سيماهم في وجوههم.

والحديث عن الصورة يتكرر في كل شيء حولنا، لاسيما في المشاعر الإنسانية كالحب والكره، فنحن لا ننسى صور مَن نحب ولا مَن نكره.

وكما قالت أصالة في أغنيتها الصورة، التي لاقت نجاحاً كبيراً «حضنتك صورة ومن الشوق طبعت الصورة في صدري».