نجاح مؤمن

يقتلنا الفراغ بشكل تدريجي، نعتقد بالبداية أنها مجرد أيام وتنقضي، ولكنها تستمر ويتحول الفراغ لروتين يلازمنا طوال أيامنا إلى أن نعلن الحرب عليه ونتخلص منه.

في البداية قد لا ترغب بالخروج أو مقابلة الأصدقاء، تخترع حججا وهمية.. المهم ألا تخرج من المنزل، تهمل نفسك إلى حد كبير، تتوقف عن فعل جميع الأشياء التي كنت تفعلها بشغف وحب، تتوقف عن تحضير طعامك، تتوقف عن قراءة الكتب، تشعر بصعوبة بالغة في فعل جميع الأشياء المحببة لك.

يصبح يومك عبارة عن شهر يمر ببطء شديد، يبدأ مزاجك بالتقلب المستمر، حزن، اكتئاب، ومن ثم بكاء، كل هذا فقط لأنك سمحت للفراغ بأن يدخل حياتك.

لا تبحث عن المساعدة فلن يستطيع أي أحد مساعدتك فلا تتعب نفسك في ذلك، لأنك ومع الأسف الشديد أنت من استسلم لسلبيات الفراغ.

قد تكون هزيمة هذا الأمر صعبة بالبداية، الأمر مشابه تمامًا للحمية الغذائية، عندما تحاول إيقاف السكريات والنشويات وهكذا تمامًا مع الفراغ تحاول صده وتجاهله في آن واحد.

تشعر بالضجر الشديد، فإما أن تدمر عقلك وصحتك أو أن تبدأ بالخروج والعودة إلى عالمك، إلى ربك والتقرب منه أكثر في الدعاء، إلى أصدقائك، تشترك في ناد رياضي لتستعيد لياقتك، تعود لرفوف مكتبتك.

تبدأ في حياة جديدة صحية كليًا تهتم بغذائك أكثر وتغير روتين يومك لتجنب هذا الفراغ القاتل، تتجاوزه فيكون انتصارًا عظيمًا.

جميعنا دون استثناء نتعرض للفراغ، منا من يجاهد ليتغلب عليه ومنا من يعلن استسلامه بعد محاولات عديدة، ومنا من يستسلم دون المحاولة حتى.

التفاؤل بالأفضل هو الأفضل، أن تتعرف على الأشخاص العاقلين، من ابتسامة على محياهم، الفخورين بأمسهم، المتفائلين بحالهم وغدهم، المرحين على الدوام، الذين يشعرون بوجودك وينصتون لحديثك.

حاول أن تنمي مواهبك وتكتشف إبداعك، املأ وقتك في السفر للعمرة وزيارة الأقارب والأصدقاء أو السياحة، لا تغلق على نفسك الباب، أخرج من المنزل للمشي والتنزه، حاول أن تخالط الناس، ألق السلام والتحية على من تلقى، لا تهمل نفسك، ردد دائمًا: أنا شخص مبدع أنا شخص ناجح، أنا شخص موهوب، وأنا قادر على التغيير والإنجاز بإذن الله وتوفيقه.

@nanomomen