تتفنن الدول العظمى في إظهار قدراتها ومهارات زعمائها السياسيين وممثليها في إدارة الأزمات بكافة أنواعها، السياسية والاقتصادية وحتى العسكرية بما يخدم مصالحها. وتظهر هذه الدول اهتماما بالغا بأي أزمة حتى لو كانت في مناطق بعيدة عنها ولا يبدو ظاهريا وجود أي علاقة تربطها بالأزمة، ولكن نجد أن تلك الصورة تتغير مع مرور الوقت وانضمام دول أخرى على قائمة الدول المهتمة، بدعوى المساهمة في حل تلك الأزمة. ويتفنن خبراء تلك الدول في إدارة الأزمات ولا يعني ذلك بالضرورة حل تلك الأزمة مع أن الظاهر للمراقب الساذج بأن الهدف هو حل وإنهاء تلك الأزمة. وغالبية تلك الأزمات هي مفتعلة بينما نجد أن الدولة المتسببة في تلك الأزمة من خلف الكواليس هي أول من يظهر في الصورة لعرض خدماتها لحل المشكلة في تصرف بريء لمتتبع الأخبار.
وأقرب مثال على ذلك ما تقوم به دولة الولي الفقيه من افتعال أزمات وزعزعة الأمن في الخليج العربي مثل اختطاف السفن وزرع الألغام وتهديد لملاحه السفن التجارية لتعود وتعرض خدماتها وتتعهد «بحماية أمن الخليج». وتقوم بنفس الدور في تلك الدول التي تتبع نظام الولي الفقيه، فتتسبب في الأزمات الاقتصادية وأزمة وقود في دول معينة لتعود وتعرض خدماتها بإرسال حمولة شاحنتين أو ثلاث من «المازوت» يعرضها أتباعها راقصين في الشوارع كحل جذري لكل أزمات الطاقة لذلك البلد التعيس في صورة مثيرة للسخرية. ثم تبعث أفراد ميليشياتها الإرهابية الذين تجردوا من أي وطنية أو ولاء لدولهم أو حتى مشاعر إنسانية لتلويث الأنهار فتقضي على الثروة السمكية، وتفجر محطات الكهرباء المحلية لتبرز بعد ذلك ببراءة وتعرض تزويد ذلك البلد أو ذاك بالكهرباء، لتعود وتقطعها حسب متطلباتها السياسية، وتقوم بإلقاء اللوم على دول الجوار باستخدام أوصاف كـ «أتباع دولة بني أمية» و«أمريكا وإسرائيل».. فمهم جدا لواضعي تلك المخططات الخبيثة وجود عدو خارجي لاستمرار تحشيد القطيع المغيب.
ونرى أبو رغال يرسل إرهابيي حزبه البغيض للقتل والتدمير ويظهر في خطبه للعلن مهددا بجيش مدرب «تعداده مائة ألف» لمن يتجرأ على التفكير في انتقاده أو محاولة تغيير سياسته التدميرية للبلد الجميل المسمى لبنان. كما ينتقد أي محاوله لبناء ودعم لبنان بأنها عمالة خارجية وخيانة، بينما خطاباته تقول أن هدفه أن «يكون لبنان جزءا من الجمهورية الإسلامية تحت حكم صاحب الزمان ونائبه في الحق الولي الفقيه» ويسير في تلك المخططات بخطى ثابتة واضحة للأعمى.
الدول العظمى تحسن إدارة الأزمات والتي يكون هدفها المعلن حلا سلميا للأزمة، بينما يكون الهدف الحقيقي في كثير من الأحيان إطالة أمد الأزمة أو الحرب واستغلالها إلى أقصي درجة بهدف تدمير الطرفين المتنازعين كما رأينا في الحرب بين العراق وإيران. ومن المضحك المبكي أن إيران كانت تتلقى التسليح ممن تسميهم ألد أعدائها وتدعو لهم «بالموت لأمريكا وإسرائيل» بينما كانت تتلقى السلاح من تلك الدول التي كانت تمد الطرفين المتنازعين بالسلاح في الخفاء، وتتظاهر برغبتها في حل سلمي للنزاع العسكري ثم تتدخل لإيقاف الحرب عندما يلوح في الأفق بادرة نصر عسكري لأحد الطرفين المتنازعين، فمعنى ذلك نهاية الحرب وظهور منتصر قوي، ووقف مبيعات السلاح وتغيير إقليمي في المعادلات السياسية وذلك غير مسموح به في قواميس الدول العظمى. قال أحد الزعماء السياسيين في الغرب ذات مرة «لا تدع أزمة تمر دون استغلالها أو الاستفادة منها» ونرى تطبيق ذلك المبدأ كل يوم.
والتاريخ مليء بتجار السلاح الذين أثروا في زمن الحروب عن طريق بيع الأسلحة لطرفي النزاع في نفس الوقت، كما رأينا ذلك في الحروب العالمية وحتى في الحروب الأهلية مثل نزاع الشمال والجنوب في الولايات المتحدة الأمريكية.
ولا يخفى على المتابع لسير الأحداث بخاصة السياسية منها ما للأزمات بكل أنواعها من دور في تغيير تاريخ الشعوب والمجتمعات سواء على صعيد الهدم أو البناء، وإحداث تغييرات سياسية وحتى اجتماعية. وللعامل النفسي دور كبير في إدارة الأزمات، فقد تلجأ دولة لخلق فزاعة في منطقة ما لتسارع دول تلك المنطقة لشراء السلاح وعقد الاتفاقيات الإستراتيجية، ثم تعود تلك الدولة للظهور بمظهر الصديق الوفي بهدف استغلال الأزمة الناتجة. كما تستخدم ذلك كعامل ضغط في تحقيق الكثير من المصالح، فهدف كل تلك السياسات في النهاية إبقاء تلك الدول المستهدفة بحاجة لهذه الدولة العظمى أو تلك، ثم استخدام تلك الظروف أو التهديدات كوسيلة ضغط لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية. وأقول للجميع راقبوا الأزمة الروسية الأوكرانية وكيف تستغلها الدول المختلفة لتحقيق أهدافها.
@almaiahmad2
وأقرب مثال على ذلك ما تقوم به دولة الولي الفقيه من افتعال أزمات وزعزعة الأمن في الخليج العربي مثل اختطاف السفن وزرع الألغام وتهديد لملاحه السفن التجارية لتعود وتعرض خدماتها وتتعهد «بحماية أمن الخليج». وتقوم بنفس الدور في تلك الدول التي تتبع نظام الولي الفقيه، فتتسبب في الأزمات الاقتصادية وأزمة وقود في دول معينة لتعود وتعرض خدماتها بإرسال حمولة شاحنتين أو ثلاث من «المازوت» يعرضها أتباعها راقصين في الشوارع كحل جذري لكل أزمات الطاقة لذلك البلد التعيس في صورة مثيرة للسخرية. ثم تبعث أفراد ميليشياتها الإرهابية الذين تجردوا من أي وطنية أو ولاء لدولهم أو حتى مشاعر إنسانية لتلويث الأنهار فتقضي على الثروة السمكية، وتفجر محطات الكهرباء المحلية لتبرز بعد ذلك ببراءة وتعرض تزويد ذلك البلد أو ذاك بالكهرباء، لتعود وتقطعها حسب متطلباتها السياسية، وتقوم بإلقاء اللوم على دول الجوار باستخدام أوصاف كـ «أتباع دولة بني أمية» و«أمريكا وإسرائيل».. فمهم جدا لواضعي تلك المخططات الخبيثة وجود عدو خارجي لاستمرار تحشيد القطيع المغيب.
ونرى أبو رغال يرسل إرهابيي حزبه البغيض للقتل والتدمير ويظهر في خطبه للعلن مهددا بجيش مدرب «تعداده مائة ألف» لمن يتجرأ على التفكير في انتقاده أو محاولة تغيير سياسته التدميرية للبلد الجميل المسمى لبنان. كما ينتقد أي محاوله لبناء ودعم لبنان بأنها عمالة خارجية وخيانة، بينما خطاباته تقول أن هدفه أن «يكون لبنان جزءا من الجمهورية الإسلامية تحت حكم صاحب الزمان ونائبه في الحق الولي الفقيه» ويسير في تلك المخططات بخطى ثابتة واضحة للأعمى.
الدول العظمى تحسن إدارة الأزمات والتي يكون هدفها المعلن حلا سلميا للأزمة، بينما يكون الهدف الحقيقي في كثير من الأحيان إطالة أمد الأزمة أو الحرب واستغلالها إلى أقصي درجة بهدف تدمير الطرفين المتنازعين كما رأينا في الحرب بين العراق وإيران. ومن المضحك المبكي أن إيران كانت تتلقى التسليح ممن تسميهم ألد أعدائها وتدعو لهم «بالموت لأمريكا وإسرائيل» بينما كانت تتلقى السلاح من تلك الدول التي كانت تمد الطرفين المتنازعين بالسلاح في الخفاء، وتتظاهر برغبتها في حل سلمي للنزاع العسكري ثم تتدخل لإيقاف الحرب عندما يلوح في الأفق بادرة نصر عسكري لأحد الطرفين المتنازعين، فمعنى ذلك نهاية الحرب وظهور منتصر قوي، ووقف مبيعات السلاح وتغيير إقليمي في المعادلات السياسية وذلك غير مسموح به في قواميس الدول العظمى. قال أحد الزعماء السياسيين في الغرب ذات مرة «لا تدع أزمة تمر دون استغلالها أو الاستفادة منها» ونرى تطبيق ذلك المبدأ كل يوم.
والتاريخ مليء بتجار السلاح الذين أثروا في زمن الحروب عن طريق بيع الأسلحة لطرفي النزاع في نفس الوقت، كما رأينا ذلك في الحروب العالمية وحتى في الحروب الأهلية مثل نزاع الشمال والجنوب في الولايات المتحدة الأمريكية.
ولا يخفى على المتابع لسير الأحداث بخاصة السياسية منها ما للأزمات بكل أنواعها من دور في تغيير تاريخ الشعوب والمجتمعات سواء على صعيد الهدم أو البناء، وإحداث تغييرات سياسية وحتى اجتماعية. وللعامل النفسي دور كبير في إدارة الأزمات، فقد تلجأ دولة لخلق فزاعة في منطقة ما لتسارع دول تلك المنطقة لشراء السلاح وعقد الاتفاقيات الإستراتيجية، ثم تعود تلك الدولة للظهور بمظهر الصديق الوفي بهدف استغلال الأزمة الناتجة. كما تستخدم ذلك كعامل ضغط في تحقيق الكثير من المصالح، فهدف كل تلك السياسات في النهاية إبقاء تلك الدول المستهدفة بحاجة لهذه الدولة العظمى أو تلك، ثم استخدام تلك الظروف أو التهديدات كوسيلة ضغط لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية. وأقول للجميع راقبوا الأزمة الروسية الأوكرانية وكيف تستغلها الدول المختلفة لتحقيق أهدافها.
@almaiahmad2