محمد بن دخيل العصيمي العتيبي المولود في قرية سنام إحدى قرى نجد التابعة لمنطقة الرياض عام (1353هـ / 1934م)، الفتى الذي ترعرع على حصير نجد، وتحت لهيب شمسها الحارة، الشاب الذي أراد أن يسند أهله، وهم في تلك الظروف الصعبة ما بين حرٍ شديد وبرد قارس وقلة زاد ووباء اجتاح الجزيرة آنذاك، وسرق منه أغلى ما يملك، أخوانه (نايف، خالد) ووالدته -رحمهم الله جميعاً-، وكثير من التفاصيل الأخرى المؤلمة، التي قرأتها في دفتر كان يدّون به يومياته وما حصل له آنذاك، وكيف يمكن لشاب بدوي في صحراء قاحلة أن يهتم بتلك الأشياء ويدوّن يومياته رغم أنها لم تكن حركة شائعة، إلا أنه شغف التعليم وحب الكتابة والحرص على أن يتعلم ويكمل تعليمه، كان جدي، بل (أبي) من الطلاب المتفوقين، حيث حصل في الابتدائي على المركز التاسع بين ستة الآلاف طالب إلى أن أكمل الدبلوم، وكانت هذه المرحلة صعبة آنذاك إلى أنه أبى ولم يستسلم وأصبح خريج دبلوم علوم اجتماعية.
وما بين تنقلاته للعمل بين عرقه في الرياض مروراً بالكويت إلى القصيم وتحديداً (عنيزة) إلى أن استقر في المنطقة الشرقية وهو الذي خدمها في أمانة منطقة الدمام، حيث كانت آخر محطاته في العمل الحكومي وتفرّغ وقتها إلى العمل الحر، وما بين شغفه في الحياة الصحفية واهتمامه بالموروث الشعبي وشؤون البادية، حيث كان من أوائل الناس التي حرصت على الأدب الشعبي في الخليج، بل وأطلق عليه (عميد محرري الصفحات الشعبية)، حيث عمل محررا في مجلة اليمامة في عهد امتياز الشيخ حمد الجاسر، ومحررا في الجزيرة في عهد امتياز الشيخ عبدالله بن خميس وصولاً إلى صفحة نواوير شعبية في جريدة «اليوم» وتطول القائمة.
أردت أن أكتب وقفة وفاء وتحية إجلال لذلك الرجل العصامي، الذي شمّر عن ساعديه وعمل بكل ما يستطيع ليؤمن لعائلته كل وسائل العيش الرغيد والحياة الكريمة، ذلك الرجل المثقف الذي كان يحرص على العلم، وكان يؤمن بأن (زكاة العلم، نشره) وكان يعيش بين أرجاء مكتبته الخاصة أغلب الوقت ينهلّ من جميع علومها وتارةً يقرأ وأخرى يكتب إلى أوقات متأخرة وكأنه في عالم أشبه بالأحلام.
ذلك الرجل المتواضع، الذي لم يكن يبحث عن شهرة وزخم إعلامي وبهرجة كاذبة، الذي كان يحب ما يفعل، يعمل بصمت وشغف وإخلاص، كان متعطشا للعلم والثقافة والأدب ولا يتأخر في أن يسقي غيره، هدفه الأول إثبات الحقائق ورواية القصص بنسختها الحقيقية ومساعدة الغير في تلك المعلومات التاريخية والأدبية القيّمة.
ذلك الرجل المتدّين هيّن، ليّن، سمح المحيا قليل الكلام، رحيم وعطوف، جزيل العطايا، كريم اليد والقلب والمشاعر.
أتذكر أبي في جريدة «اليوم»، حيث كان أحد أهم محرريها والحريصين على اقتنائها وقراءتها صباح كل يوم، في حبه للعلم والعلماء وإجابته عن كل سؤال موّجه له وكأنه مرجع لنا، في أمسيات الثقافة والشعر، في قصائد (حامد زيد)، حيث كان من شعرائه المفضلين، في (سرى البارق اللي له زمانين ما سرى)، وكان يحب ترديدها كثيراً، في لعبة (عظيم ساري) أثناء خروجنا للبر، أتذكر أبي في رمضان وصوت قراءته النجدية المميزة، التي تصدح من مجلسه العامر، وفي يوم الجمعة واستقباله لأهل الحيّ بعد صلاة الجمعة، في كل فصل دراسي لي وبعد كل اختبارات يسألني عن شهادتي ويراقب علاماتي بكل فخر، في سؤاله عن أهل بيته بالتفصيل والحرص على كل مَن يعرفه، مواقف عمر لا أستطيع حصرها في صفحتين.
تحية إجلال وعرفان ووقفة تقدير مني أنا شخصياً لأبي ووالدي ومعلمي، حيث كان المربي الفاضل وصمّام الأمان، والأب الحنون، استحضره في كل نجاح لي، وفي كل إنجاز أقدمه وكنت أتمنى لو أستطيع مشاركته نجاحاتي إلى هذه اللحظة.
تحية وفاء وتقدير إلى المؤلف والمؤرخ جدي (محمد بن دخيل العصيمي)، وإن غيبه الموت عن الحياة، حتماً لن يغيب عن قلبي، وعن تاريخ المنطقة ودعوات مُحبيه.
وما بين تنقلاته للعمل بين عرقه في الرياض مروراً بالكويت إلى القصيم وتحديداً (عنيزة) إلى أن استقر في المنطقة الشرقية وهو الذي خدمها في أمانة منطقة الدمام، حيث كانت آخر محطاته في العمل الحكومي وتفرّغ وقتها إلى العمل الحر، وما بين شغفه في الحياة الصحفية واهتمامه بالموروث الشعبي وشؤون البادية، حيث كان من أوائل الناس التي حرصت على الأدب الشعبي في الخليج، بل وأطلق عليه (عميد محرري الصفحات الشعبية)، حيث عمل محررا في مجلة اليمامة في عهد امتياز الشيخ حمد الجاسر، ومحررا في الجزيرة في عهد امتياز الشيخ عبدالله بن خميس وصولاً إلى صفحة نواوير شعبية في جريدة «اليوم» وتطول القائمة.
أردت أن أكتب وقفة وفاء وتحية إجلال لذلك الرجل العصامي، الذي شمّر عن ساعديه وعمل بكل ما يستطيع ليؤمن لعائلته كل وسائل العيش الرغيد والحياة الكريمة، ذلك الرجل المثقف الذي كان يحرص على العلم، وكان يؤمن بأن (زكاة العلم، نشره) وكان يعيش بين أرجاء مكتبته الخاصة أغلب الوقت ينهلّ من جميع علومها وتارةً يقرأ وأخرى يكتب إلى أوقات متأخرة وكأنه في عالم أشبه بالأحلام.
ذلك الرجل المتواضع، الذي لم يكن يبحث عن شهرة وزخم إعلامي وبهرجة كاذبة، الذي كان يحب ما يفعل، يعمل بصمت وشغف وإخلاص، كان متعطشا للعلم والثقافة والأدب ولا يتأخر في أن يسقي غيره، هدفه الأول إثبات الحقائق ورواية القصص بنسختها الحقيقية ومساعدة الغير في تلك المعلومات التاريخية والأدبية القيّمة.
ذلك الرجل المتدّين هيّن، ليّن، سمح المحيا قليل الكلام، رحيم وعطوف، جزيل العطايا، كريم اليد والقلب والمشاعر.
أتذكر أبي في جريدة «اليوم»، حيث كان أحد أهم محرريها والحريصين على اقتنائها وقراءتها صباح كل يوم، في حبه للعلم والعلماء وإجابته عن كل سؤال موّجه له وكأنه مرجع لنا، في أمسيات الثقافة والشعر، في قصائد (حامد زيد)، حيث كان من شعرائه المفضلين، في (سرى البارق اللي له زمانين ما سرى)، وكان يحب ترديدها كثيراً، في لعبة (عظيم ساري) أثناء خروجنا للبر، أتذكر أبي في رمضان وصوت قراءته النجدية المميزة، التي تصدح من مجلسه العامر، وفي يوم الجمعة واستقباله لأهل الحيّ بعد صلاة الجمعة، في كل فصل دراسي لي وبعد كل اختبارات يسألني عن شهادتي ويراقب علاماتي بكل فخر، في سؤاله عن أهل بيته بالتفصيل والحرص على كل مَن يعرفه، مواقف عمر لا أستطيع حصرها في صفحتين.
تحية إجلال وعرفان ووقفة تقدير مني أنا شخصياً لأبي ووالدي ومعلمي، حيث كان المربي الفاضل وصمّام الأمان، والأب الحنون، استحضره في كل نجاح لي، وفي كل إنجاز أقدمه وكنت أتمنى لو أستطيع مشاركته نجاحاتي إلى هذه اللحظة.
تحية وفاء وتقدير إلى المؤلف والمؤرخ جدي (محمد بن دخيل العصيمي)، وإن غيبه الموت عن الحياة، حتماً لن يغيب عن قلبي، وعن تاريخ المنطقة ودعوات مُحبيه.