واس - مكة المكرمة، المدينة المنورة

أكد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ د.فيصل غزاوي، أن الحقوق في الإسلام مصانة، والمؤمن الحق من يُعطي كل ذي حقٍّ حقَّه، مِن أجل استقرار حياته وتحقيق التوازن المطلوب، فلا يطغى جانب على جانب.

صلة الرحم

وأضاف فضيلته في خطبة الجمعة أمس: لقد حث الشارع على صلة الرحم، وبين ما فيها مِن عظيم الأجر، ورغب في كل وسيلة مشروعة للإحسان إلى الأقربين. وبين أن الإسلام جاء ليقضيَ على كل سنن الجاهلية، وكلِّ دعوى باطلة لها، ومِن هذه الدعاوى: العَصبيةُ القبليةُ التي بيّن الشرع تحريمَها وذمها أشد الذم.

أعراض الناس

وأوضح أن الدين الإسلامي دعا إلى حماية أعراض الناس وصيانتها، وحرم الاعتداء عليها بما يتوافق مع فطرة الغيرة على العرض، ومن أجل ذلك أحاط الأسرة بسياج حصين يمنع وقوع الرذائل ويكون وقاية من الافتتان كما حذر من الوسائل المؤدية إلى ذلك، وأعظمها الخلوة بالأجنبية.

بواعث النصيحة

وبين أن من المتقرر شرعًا أن كل إنسان يجازى بعمله فكل نفس مرهونة بما جنت يداها، ولا يتحمل إنسان عقاب ذنب فعَله غيرُه، ولا يحاسب على جرم ارتكبه شخص آخر، وإن كان أقربَ الناس إليه. وأشار إلى أن من بواعث النصيحة الشفقة على المنصوح وقد كان -صلى الله عليه وسلم- لا يألو جهدا في نصح أصحابه وتوجيههم؛ مؤكدا أنه ينبغي على المرء قبول نصيحة الناصح متى أرشده إلى خطئه ففي ذلك مصلحته ونجاته والحذر أن تأخذه العزة بالإثم فيرد الحق ويستنكف عن قبوله؛ كما ينبغي له أن يفرح بهذا الذي أسدى إليه النصيحة ويُسر به، ويشكر له تذكيره، لا أن يبغضه ويغضب عليه ويرى أنه قد تدخل في شؤونه الشخصية أو فيما لا يعنيه.

أبواب الخير

وأوضح أن أبواب الخير كثيرة وقد لا يجد المرء ما يتصدق به وينفق منه في وجوه الخير لكنه يستطيع أن يكسب من الحسنات ويُحَصِّلَ من الأجور بعمل لا يكلفه ولا يشق عليه. وأبان أن الحياء شعبة من شعب الإيمان وخلق محمود يتجمل به المرء؛ لأنه يمنعه من الوقوع في الآثام ويدعو إلى معالي الأخلاق.

الأخذ بالأَسباب

وأضاف أن الأخذ بالأَسباب لا ينافي التوكل على الله؛ فمن الجهل ترك الأخذ بالأسباب بدعوى التوكل على الله، ومن الجهل أيضا الاعتماد على الأسباب بالكلية والغفلة عن التوكل على الله، وكلا الحالين مذموم والصحيح أن تجمع بين الأمرين. وبين إن إحسان الظن بالله من صِفات المؤمن الحق فهو يرجو الخير والفضل من الله سبحانه في كل أحواله، ويُسلِّمُ أمره لله، ولكن عندما يقنط المرء من رحمة الله تنطفئ جذوة الأمل لديه ويبقى أسير حال القلق والتشاؤم الذي سيطر عليه.

رحمة وفضل

وفي المدينة المنورة، تحدث فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ د.عبدالمحسن القاسم عن حفظ الله لعباده المتقين، الذين يتبعون أوامره ويجتنبون نواهيه، ويؤمنون بأسمائه الحسنى وصفاته جلّ وعلا، فكان إيمانهم بربّهَم حافظاً لهم بإذنه في أمور دينهم ودنياهم وأحوالهم برحمة الله وفضله.

قدرة تامة

وأوضح في خطبة الجمعة أن من حفظ أوامر الله بالامتثال، ونواهيه بالاجتناب، وحفظ جميع أعضائه وحفظ حدود الله فلم يتعدّها كان الله معه في جميع أحواله. وأكد على أن أسماء الله وصفاته يدل بعضها على بعض فالحفيظ العليم سميع بصير قريب مجيب له القدرة التامة والمشيئة المطلقة والحكمة البالغة، والناس في العبودية والقرب من الله على قدر علمهم بأسمائه وصفاته سبحانه.