أدار الندوة: طارق آل مزهود

اقتراح بإصدار نظام يمنع إتمام ارتباط غير المتوافقين

أكد مختصون أهمية زيادة الوعي عبر وسائل الإعلام المختلفة، والحملات التثقيفية بالمدارس والجامعات، ومواقع التواصل الاجتماعي، بأهمية الزواج الصحي، واستحداث برامج نوعية تستهدف المقبلين على الزواج؛ للتوعية بمخاطر الزواج غير الآمن، وتقليل الضغط على المؤسسات الصحية وبنوك الدم، وتجنب المشاكل الاجتماعية والنفسية للأسر والأطفال، مقترحين إصدار نظام يمنع غير المتوافقين من إتمام الارتباط، للحد من الأمراض المحتملة للأبناء، واتخاذ إجراءات نوعية، كتنظيم زيارات لمستشفيات الدم الوراثية، لإقناع المرضى المصرين على الارتباط، بالعدول عن الخطوة، وتشكيل لجان لتقديم النصيحة، وأشاروا إلى أن فقر الدم المنجلي الأكثر انتشارا بالمنطقة الشرقية، نتيجة عدم التوافق الصحي بين الزوجين.

وأوضحوا خلال (ندوة اليوم)، أن أسباب إصرار الأطراف غير المتوافقة صحيا على الزواج، وعدم الاستجابة للمشورة الطبية، تشمل الارتباط العاطفي، والعادات والتقاليد الاجتماعية، وضغط الأسرة، أو اقتناع الطرفين بعدم السعي للإنجاب تجنبا للمخاطر، وهو ما يتطلب حملات توعية ولجانا مختصة، لتوضيح المخاطر الناتجة عن حالات «الزواج غير الآمن».

4 جلسات في الشهر بعيادة المشورة

قال استشاري مختبر ومدير مركز فحص الزواج بالدمام د. شوقي أسعد المشرف، إن المركز يضم 8 مواقع تابعة لتجمع الشرقية الصحي، لفحص الزواج، وهي الدمام والخبر والقطيف والجبيل والنعيرية والخفجي وبقيق وقرية العليا، مشيرا إلى أن المركز يعمل بشكل يومي على مدار العام، ويضم الفحوصات، والتشخيص، بالإضافة إلى عيادات المشورة الأمراض الوراثية والأمراض المرتبطة بالزواج.

وذكر أن متوسط مرتادي المركز شهريا ما بين 1000 - 1500 طلب فحص، بمعدل 9 - 14 ألف طلب سنويا، مشيرا إلى أن المركز بدأ العمل في عام 1422هـ، وكانت تشمل، خلال العام 1424هـ، أمراض الدم الوراثية، وأضيف لها في العام 1429هـ، الأمراض المعدية، كالتهاب الكبد الوبائي ب، والتهاب الكبد الوبائي ج، ونقص المناعة المكتسب.

وبين د. المشرف أن أسباب الإصرار على مواصلة الزواج بالرغم من عدم التوافق متنوعة منها، على سبيل المثال، صغر سن الزوجين وعدم إدراكهما لحجم ضرر ذلك على مستقبل الأبناء، وغيرها من الأسباب، وبعض المرتادين يصرون على إتمام الزواج رغم علمهم بالضرر المترتب على عدم التوافق.

وأوضح د. المشرف أن عيادة المشورة لا تعطي الشهادة من أول جلسة، بل بعد 4 جلسات طوال شهر كامل، بواقع جلسة واحدة في كل أسبوع يتم، خلالها، تقديم المشورة والنصيحة وإيضاح المخاطر، مبينا أن دور الوالدين مهم في إقناع المقبلين على الزواج، الذين تقودهم العاطفة، دون إدراك لتبعات الارتباط الخاطئ.

وضرب مثالا بأحد الشباب حاول الارتباط 9 مرات، وفي كل واحدة، يُفاجأ بعدم التوافق، ولكنه في المرة العاشرة عثر على الفتاة المتوافقة معه، مطالبا بضرورة زيادة الوعي عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي ومقاطع الفيديو، التي توضح أهمية الزواج الصحي.

وقال: نجحنا في إقناع العديد، عبر مقاطع الفيديو التي توضح خطورة الزواج غير الصحي، مقترحا إصدار قرار بمنع زواج غير المتوافقين، للحد من المشاكل التي تحدث نتيجة الارتباط الخاطئ.

74 % استجابوا للنصيحة بالجبيل في 2021

قال منسق برنامج الزواج الصحي في مركز الجبيل وطبيب المشورة الطبية قبل الزواج د. نجيب سنان، إن فحص الزواج، أحد الخطوات الهامة، التي تحتاج إلى تسليط الضوء، مبينا أن مركز الفحص بالجبيل يستقبل، شهريا، ما بين 300 - 400 طلب، وسنويا ما بين 3 - 5 آلاف.

عدم التوافق

وذكر أنه خلال العام 2019م، استقبل المركز 2281 طلبا، منها 21 حالة عدم توافق، واستطاع المركز إقناع 19 حالة، بينما حالتان رفضتا المشورة، وفي العام 2020م، وصلت حالات عدم التوافق إلى 31، تمكن المركز من إقناع 22، فيما أصرت 9 حالات على مواصلة الزواج، وجرى إصدار شهادات عدم توافق لها.

وبين أن المركز استقبل في العام 2021م، نحو 2581 مراجعا، وبلغت الحالات المحالة لعيادة المشورة قبل الزواج 323 حالة، وظهرت 43 حالة عدم توافق وراثي.

وقال: 32 حالة استجابت للمشورة الطبية، وقررت عدم الاستمرار في الزواج، بنسبة 74.4 %، مقابل 11 حالة لم تستجب للمشورة الطبية.

أطفال الأنابيب

ولفت إلى عدم وجود نظام يمنع مثل هذا الزواج، ولكننا نبين لهم مخاطره، وتأثيره، على الأسرة والأطفال، مشيرا إلى أن أطفال الأنابيب، دفعت الكثير من غير المتوافقين، إلى الإصرار على مواصلة الزواج، بالرغم من النصائح المقدمة بأن هذا الحل مكلف ونسبة نجاحه لا تتعدى 30 ٪.

الارتباط العاطفي

وأضاف: من خلال عيادات المشورة والفحص، تتلخص أبرز أسباب الإصرار على الزواج، في الارتباط العاطفي والعادات والتقاليد الاجتماعية وضغط الأسرة ومنهم من يذكر أنه لن يسعى للإنجاب، والبعض يقرر الزواج، لانتهائه من كل الترتيبات، وعدم قدرته على التراجع بعد ظهور نتيجة الفحص، مطالبا بتكثيف الحملات في المدارس الثانوية والجامعات والتعريف بالزواج المتوافق وغير المتوافق، وأهمية الاستجابة لنتائج الفحص.

عدم تقبل النتيجة «التحدي الأبرز»

ذكرت مديرة البرامج الوطنية في تجمع الشرقية الصحي وطبيبة الأسرة د. هدى مهيني، أن البرنامج الصحي لفحص ما قبل الزواج، هو أحد البرامج الوطنية، ويعنى بالزوجين المقبلين على الزواج، وهناك 8 مراكز لفحص الزواج تابعة لتجمع الشرقية الصحي، مبينة أهمية الفحص لسلامة الزوجين، وضمان عدم إصابة أطفال بالأمراض الوراثية أو أمراض الدم أو أحد الأمراض المعدية.

وأضافت د. مهيني، إن دور طبيب الأسرة، يشمل زيادة الوعي والتثقيف وشرح أهمية الفحص الثنائي، وفي حالة ظهور نتائج تفيد باحتمالية وجود إصابات يتم إعطاء الزوجين خطة لذلك، مشيرة إلى أن البرنامج يهدف لبناء أسرة خالية من الأمراض.

وبينت: هناك أمراض معدية يمكن التعامل معها عبر جلسات علاجية، مثل أمراض الكبد الوبائي، لافتة إلى أن عدم تقبل البعض لنتيجة الفحص، هو «التحدي الأبرز»، والذي قد ينتج عنه أطفال مصابون بأمراض وراثية مثل فقر الدم المنجلي.

وطالبت د. مهيني بتكثيف حملات التوعية بالمخاطر الناتجة عن هذه الحالات من الزواج، وأهمية الاستماع لنصائح الأطباء.

استحداث مركز فحص جزيئي وجيني

قالت مشرفة مركز فحص ما قبل الزواج بشبكة القطيف الصحية د. رحاب البلوشي، إن المركز يستقبل، يوميا، ما بين 35 - 40 مراجعا، لفحص أمراض الدم الوراثية «الأنيميا المنجلية والبيتا ثلاسيميا»، وأمراض الدم المعدية «التهاب الكبد ب وج، ومرض نقص المناعة المكتسبة»، وفي العام 2020م استقبل المركز 5419 مراجعا ومراجعة، تم إصدار 2769 شهادة توافق «زواج آمن»، بينما كانت حالات عدم التوافق 236 حالة، وتم إصدار 61 شهادة عدم توافق «زواج غير آمن»، بينما استجابت 175 حالة للمشورة، ولم تصدر لهم شهادات.

وأضافت د. البلوشي إن العام 2021م، شهد ازدياد حالات عدم الاستجابة لنصائح لجنة المشورة الطبية في المركز من قبل الزوجين غير المتوافقين، بسبب اقتناعهما بطفل الأنابيب.

اشتباه الثلاسيميا

وأكملت: حالات اشتباه الثلاسيميا أو وجود نقص في الحديد تتطلب الخضوع للعلاج لمدة شهر، ثم إعادة التحاليل مجددا، إلا أن بعض الحالات ترفض ذلك الإجراء، ويتم إصدار شهادات عدم توافق لهما.

وقالت د. البلوشي إنها تأمل في استحداث مركز للفحص الجزيئي وفحص الجينات، موصية بأهمية تفعيل الزيارات لمستشفى أمراض الدم الوراثية ليشاهد الغير مدى المعاناة التي يعيشها مرضى أمراض الدم المشمولة بالبرنامج.

كذلك اقترحت استحداث لجنة تتكون من مرشد أسري ورجل دين، وتضم أصدقاء المرضى، لإقناع غير المتوافقين بالعدول عن إتمام الزواج.
فقر الدم المنجلي الأوسع انتشارا في الشرقية
قالت أخصائية الأمراض الوراثية في تجمع الشرقية الصحي د. روضة آل سنبل، إن أكثر الأمراض الوراثية انتشارا في المنطقة الشرقية هي فقر الدم المنجلي مثل أمراض السلسينيا، وهذا سببه أن أحد الوالدين أو كليهما حامل للمرض أو لديه خلل جيني في ذلك. وأوضحت أن فحص ما قبل الزواج يهدف إلى فحص الطرفين عن أمراض الدم الوراثية «الأنيميا المنجلية والثلاسيميا» وأمراض غير وراثية معدية «الإيدز والالتهاب الكبدي». وأشارت إلى أن أمراض الدم الوراثية وهي الأنيميا المنجلية والثلاسيميا والتي تكون الوراثة فيها عن طريق الجين المتنحي أي أن الشخص يصاب بها نتيجة لوراثة نسختين غير سليمتين إحداهما من الأب والأخرى من الأم، ويعتبر الأب والأم حاملين فقط للمرض لأنهما يحملان نسخة من الجين السليم ونسخة أخرى غير سليمة، ولا تظهر على الأب أو الأم أي أعراض نتيجة لوجود نسخة أخرى من الجين سليمة، ورغم ذلك فإنه في كلا المرضين تكون الوراثة بالجين المتنحي لأن أعراض ومضاعفات الأنيميا المنجلية تختلف عن الثلاسيميا. وتختلف مضاعفات مرض الأنيميا المنجلية من شخص إلى آخر، وكذلك حدتها أيضا تختلف من شخص إلى آخر وتشتمل على: فقر الدم والشحوب وآلام شديدة في الأطراف، تورم مؤلم للقدمين واليدين، تضخم الكبد والطحال، مشاكل في الرؤية، الجلطات الدماغية، تكرار الإصابة بالعدوى البكتيرية، الحصوات الصفراوية، الكساح، متلازمة الصدر الحادة، مضاعفات الحمل «ارتفاع ضغط الدم والإصابة بالجلطات الدموية». أما الثلاسيميا فيكون من مضاعفاتها انخفاض هيموجلوبين الدم واحتياج المريض إلى نقل دم بشكل متكرر وتضخم في الكبد والطحال وتشوهات في العظام. ونتيجة لتكرار نقل الدم تزيد نسبة الحديد في الجسم حيث يترسب الحديد في الكبد والقلب وأعضاء أخرى مؤديا إلى تلف هذه الأعضاء، وكذلك ترسب في الغدة النخامية مؤديا إلى تأخر النمو وقصر القامة وترسبات في البنكرياس التي تؤدي إلى الإصابة بمرض السكري، ونسبة حدوث مرض فقر الدم المنجلي والثلاسيميا في منطقتنا وتحديدا في القطيف هو ما يقارب الإصابة في 3 ٪ من السكان ونسبة الحاملين لهذه الأمراض 27 ٪.


التوصيات

1 - زيادة الوعي عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بأهمية الزواج الصحي.

2 - منع غير المتوافقين من إتمام الارتباط، للحد من الأمراض الوراثية.

3 - برامج نوعية تستهدف المقبلين على الزواج للتوعية بمخاطر الزواج غير الصحي.

4 - تنظيم زيارات لمستشفيات الدم الوراثية، لإقناع المصرين على الارتباط رغم عدم التوافق.

5 - استحداث لجنة من رجل دين ووجهاء مجتمع لإقناع غير المتوافقين.

6 - تكثيف الحملات في المدارس الثانوية والجامعات.

7 - توضيح المخاطر الناتجة عن حالات «الزواج غير الآمن».

8

مراكز فحص تابعة لتجمع الشرقية الصحي.

14

ألف طلب سنويا بالمنطقة الشرقية

61

شهادة عدم توافق بالقطيف في 2020م.

11

حالة خالفت المشورة الطبية بالجبيل في 2021م.

30 %

نجاح عمليات أطفال الأنابيب

لغير المتوافقين.

النتائج

1 - أمراض الدم الوراثية «فقر الدم المنجلي - الثلاسيميا».

2 - الأمراض المعدية «الالتهاب الكبدي الفيروسي، نقص المناعة المكتسب»

الهدف

إعطاء المشورة الطبية حول احتمالية انتقال الأمراض للطرف الآخر أو للأبناء في المستقبل.

تقديم الخيارات والبدائل أمام الخطيبين من أجل التخطيط لأسرة سليمة صحيًّا.

معلومات

الفحص قبل موعد الزواج بمدة لا تقل عن 3 أشهر.

صلاحية شهادة الزواج تستمر لمدة 6 أشهر.