أ.د. فائز الشهري يكتب:faezalshihri@yahoo.com

بينما يعيش العالم حولنا على صفيح ساخن وحروب، ننعم، بفضل الله، في مملكتنا الغالية بأمن وأمان وتنمية شاملة مستدامة بشفافية وفعالية، يعيشها المواطن والمقيم ويشهدها العالم، وأكدها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد، في حواره بالمقابلة، التي أجرتها معه مجلة «ذا أتلانتيك» الأمريكية.

في الحوار، سأله محاوره «إنني أتردد على البلاد منذ عام 2019م، وفي كل مرة أصل فيها أرى تغييرا، ومزيدا من الحداثة، ومزيدا من التقدم، إننا نقترب من 2030م، وقد أصبحت البلاد مشابهة لدبي، ومشابهة أيضا بصورة بسيطة لأمريكا. هل تعتقد أن السعودية ستتغير عن حالها وتصبح مثل بقية العالم؟»، وكانت إجابة سموه تؤكد أن التنمية، بمشاريعها المتميزة، قائمة على الإبداع وليس الاستنساخ، وتعتمد على المقومات والموارد الداخلية، حيث قال سموه في إجابته: «إننا لا نحاول أن نكون مثل دبي أو أمريكا، بل نسعى إلى أن نتطور بناء على ما لدينا من مقومات اقتصادية وثقافية، وقبل ذلك على الشعب السعودي وتاريخنا، نحن نحاول أن نتطور بهذه الطريقة. ولذا لا نريد أن نقدم مشاريع منسوخة من أماكن أخرى، بل نريد أن نضيف شيئا جديدا للعالم، فالكثير من المشاريع التي تقام في المملكة تعد فريدة من نوعها، إنها مشاريع ذات طابع سعودي». وأوضح أن مشاريع التنمية كمشروع العلا ومشروع الدرعية ومشروع جدة القديمة، على سبيل المثال، هي مشاريع فريدة، موجودة في السعودية فقط، وبطابع عمراني يعكس الحضارة والتراث السعودي، ولا يوجد أي نموذج مثلها على هذا الكوكب. أما مشروع «نيوم»، و«ذا لاين»، المدينة الرئيسية فيها، فهي تمثل مشروعا فريدا من نوعه، إقليميا ودوليا، تم إنشاؤه وصنعه بواسطة السعودية. وكذلك مشروع القدية في الرياض، الذي يعد أكبر مشروع ترفيهي، ثقافي، رياضي في العالم: وجميعها مشاريع ليست منسوخة، وتم عملها بطريقة لم تشهدها مدن أخرى حول العالم.

وكذلك أكد سموه في الحوار أن رؤية المملكة 2030 لن تفشل، وقال «هناك العديد من الناس يريدون أن يتأكدوا من أن مشروعي، مشروع السعودية اليوم، رؤية 2030، يفشل، ولكنهم لن يستطيعوا المساس به، ولن يفشل أبدا، ولا يوجد شخص على هذا الكوكب يمتلك القوة لإفشاله، يمكنك إبطاؤه بنسبة 5 %، هذا أكثر ما تستطيع فعله، ولكن أكثر من ذلك لا يستطيع أحد فعل شيء».

وأخيرا وليس بآخر، وفي ضوء هذا الطموح الكبير والعزيمة الجادة، التي أظهرها حديث سمو ولي العهد، وفي ضوء ما نعيشه من تنفيذ لرؤية المملكة 2030 بثبات ودقة رغم المتغيرات الدولية والإقليمية، يحق لنا أن ننظر بثقة وتفاؤل نحو المستقبل، الذي يجب أن نعمل نحن جميعا، بجد وعزيمة أيضا، للوصول إليه.