ماجد السحيمي

تضج نشرات الأخبار منذ أن عرفتها بأخبار الحروب بأنواعها الباردة والساخنة، الكلامية والبارودية، زعيم يصرح هنا، وزعيم هناك، ووزير يقول كذا، ووزير آخر يرد عليه، وزعيم يهدد وآخر يتوعد. جل هذه المشاكل، التي تولد الحروب هي التراب، فالتجاوز على شبر هنا أو هناك كفيل بكل ذلك. أنا هنا لست من التقليل من أي شيء ولا مع هذا ضد ذاك، بل ما أقوله في معرض هذا الحديث إن كل ما يتعلق بالوطن من دم أو تراب هو مقابل للغالي والنفيس فداؤه فلا شيء أغلى منهما. ولكني أستعرض الحقبات التاريخية في الحروب وما يحصل خلالها بشكل مشترك ومتكرر. قبل أيام بدأت الحرب بين روسيا وأوكرانيا وأكرر أنني لست مع هذا الحلف ولا مع ذاك، ولا ضد أي منهما أنا فقط مع (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، التي كتبت بالأبيض فوق سيف أبيض على علم أخضر معها بقلبي وروحي وما ملكت يداي كل ذلك فداها. أما غيرها فأدعو الله أن يحفظ وطننا وقادته وأهله، وأن يعم السلام في كل المعمورة. المهم نعود لحديثنا أعلاه بدأت الحرب ومعناها النار والتفجير والقصف وبالتالي نتيجة ذلك خوف وهلع للمدنيين أطفالا ونساء وشيوخا، بل وحتى الشباب، مهما كانت التطمينات بأن للحرب أخلاقيات وعنفها لا يمس المدنيين في التصريحات إلا أن ألف عذر جاهز في حال أذيتهم، فالتعلل بأنهم دروع بشرية أو استخدموا للتمويه وما إلى ذلك من أعذار وارد من كلا الطرفين، حتى كتابة هذا المقال فعدد النازحين الأوكرانيين بلغ 368 ألفا، والرقم مؤكد أنه قابل للازدياد، وكذلك الحال مع كثير من الحروب كفانا الله شرها. إلا أن مثلا واحدا صفق له العالم أجمع كان أكبر مثال للأخلاقيات، التي لا أعرف حربا اتسمت بها، وهي حرب المملكة العربية السعودية ضد الحوثيين، ومَن خلفهم من مرتزقة إيران وأبواقهم، الكل شاهد وراقب منذ أول يوم في الحرب أن المملكة تحارب الحوثيين فقط، ومَن عاونهم ولم تمس مدنيا واحدا، بل إنها فتحت أبواب الوطن للأشقاء اليمنيين وسهلت لهم الزيارة والإقامة والعمل هم وعائلاتهم، بنت المدارس والمستشفيات ومراكز الإغاثة ودعمت برامج الأمم المتحدة في اليمن كبرامج الأغذية والأدوية وغيرها، حاربت الجهل ونشرت العلم ولم تتجاوز على شبر واحد ولا قطرة دم واحدة، بل كانت مع حكومة اليمن، هذه أخلاقيات حروب تدرس للعالم كله مئات الآلاف من الأشقاء اليمنيين ينعمون بالأمن والأمان والرزق في بلدنا لأنهم يعرفون أن همنا مصلحتهم وحفظ وطنهم من أياد قذرة تمتد إليه، المملكة في كل يوم تزيد صفحة مشرقة من صفحات المعرفة للعالم كله مرة في المواطن السعودي، ومرة في الحج، ومرة في الحرب وأخلاقيتها، ومرة في الحرمين الشريفين، ومرة للحجاج، ومرة في مواجهة الجائحة ولن تنتهي الأمثلة مهما كتبت من مقالات ولكني أقول (أنتي ما مثلك بهالدنيا بلد.. سلم وحرب).

وحتى ألقاكم الأسبوع المقبل أودعكم قائلا: (النيات الطيبة لا تخسر أبدا) في أمان الله.

@Majid_alsuhaimi