شيخة العامودي

السعادة جواز مرورك لأن تحيا الحياة بهيئة تخيرتها أنت، تاريخ إصداره اليوم الذي قررت فيه أن تحيا سعيدا وتنتهي صلاحيته عندما تقرر عكس ذلك، قرارك بالسعادة لا يعني أنك لن تمر بلحظات حزن ولحظات كدر، بلحظات تتبلد فيها المشاعر لأسباب ثم يعاد شحنها بالهيئة التي تريد، بلحظات تكون فيها حكاية مشاعرك مناقضة جدا لمعنى السعادة ولكنك سترجح في نهاية الحدث أو اليوم مهما كان كفة السعادة، ستقرر أن يكون حيز أي موضوع يشذ عن خط السعادة له مقدار صغير في مساحة حياتك وسيذوب متلاشيا بانسكاب قرارك عليه بأن تحيا سعيدا.

مثلا المناسبات السعيدة التي تأتي على غفلة ولا تستأذننا جماليات تسقي روحنا بهجة نحن فيها ننشر الفرح ليطغى حضوره على الزمان وكل منا يحدد زمن إقامته أو هيئة الاستمتاع به.

الفرح، البهجة، السرور، المسرات، الغبطة وغيرها كلمات كثيرة في معجمنا تعبر عن السعادة بمختلف درجاتها وتواكب أحداثنا سواء كنا أبطالها أو فرعا منها نتشاركها مع من نحب من أهلنا أو معارفنا، أصحابنا، أوطاننا، أعمالنا أو أعيادنا التي في كل عام تعاد لا تتغير تواريخها أو مسمياتها ولكن يتغير شكل استقبالنا لها وكيف نحياها.

كحال اختلافنا في تخير قراراتنا تختلف هيئتنا في التعبير عن حالنا، فلكل منا طبع ولذلك نتباين في ردات الأفعال، بالنسبة لي أحيانا يأخذني جواز المرور ذاك لحدث سعيد ممتلئ بالبهجة فيه تستنزفني مشاعر السعادة حتى الإهلاك لأعود وأنا مشبعة بطاقة إيجابية فياضة فأسرع بالانزواء لأنني أعي أنني قد أبرم عهودا قد لا أبرمها عادة، مشاعري التي ترسم تعابير تبالغ التعبير في الابتسامة، في الضحك وفي الحديث، عبارات الحب تتحدث بغزارة وأصبح متسامحة لحد كبير سهلة الاحتواء، أراقص الخطوات وعند الإجابة عن استفهام قد ألحن الإجابات، بالمختصر أكون هشة قابلة للذوبان إن سيطرت علي هذه الفئة من المشاعر لذا أسقي من حولي جرعة من التفاعل ثم أنفرد بنفسي لأرتوي منها كما أشاء وفي نهاية المساء أتوسد وسادتي وأحكي لها عن ذاك المذاق، أكرر شكرا لرب العباد مئات المرات إلى أن أغفو بسلام، وقد تصحبني تلك المباهج في الأحلام.

* نبضة

عندما تبتسم اجعل ابتسامتك جلية لا تلزمها بحدود.

@ALAmoudiSheika