د. شلاش الضبعان

أعرف شخصا تخرج من الجامعة ولم يجد وظيفة حتى الآن!

درسنا وتدربنا ولا استفدنا!

أنا إنسان غير محظوظ!

بعض المجالس أصبحت بسبب ما يطرح فيها محبطة، وما يطرح في مواقع التواصل أصبح مخيفا، فالمستقبل عند البعض مظلم وبائس ولذلك لا يتوقف عن تدمير الطموحات بآراء وأفكار بعيدة عن الفكر والمنطق والدين الذي حبانا الله به، والمصيبة عندما يقدمها لمن هم في مقتبل العمر.

الإنسان يؤمن أن الرازق هو الله، وأن كل إنسان كتب رزقه، ويروى عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قوله: «لا تكثر همك ما يقدر يكن وما ترزق يأتك»، وفي الحديث القدسي أيضا: «أنا عند ظن عبدي بي» ولذلك لم التشاؤم والكآبة؟! ولماذا الخوف المبالغ فيه على مصيرنا ومصير أبنائنا؟!

ذكر بهاء الدين البغدادي محمد بن حمدون في كتابه التذكرة الحمدونية: قال بشر بن الحارث: خرج فتى في طلب الرزق، فبينما هو يمشي إذ أعيا، فأوى إلى خراب يستريح فيه، فبينما هو يدير بصره إذ وقعت عيناه على بناء فيه كتاب:

إني رأيتك قاعدا مستقبلي... فعلمت أنك للهموم قرين

هون عليك وكن بربك واثقا... وأخو التوكل شأنه التهوين

طرح الأذى عن نفسه في رزقه... لما تيقن أنه مضمون

قال: فرجع الفتى إلى بيته وقال: اللهم أدبنا أنت.

مطلوب ألا نقعد في بيوتنا وننتظر الرزق، وأن نسعى في الكد والتحصيل فهذه سنة الله في الأرض، لا بد من العمل لننال، ولكن ليس المطلوب التشاؤم وإغلاق الأبواب في وجهك ووجه غيرك، وفشل الفاشل لا يعني أن الجميع سيفشلون، بل إن الفاشل يجب ألا يعطى الحق في تعميم تجربته، فليس كل الناس مثله وهناك من هو أفضل منه وأقدر، وسينجحون فيما فشل فيه هو، وقد يكون رزقه في مجال آخر ولكن أضاع وقته بنشر الإحباط والسعي لإغلاق الأبواب في وجوه الآخرين، ولكن من أعطى الفاشل الحق في نشر سمومه بالاستماع إليه عليه أن يتحمل انتشار هذه السموم في فكره وقلبه وجوارحه، فلا تطوير ولا إبداع ولا حياة سوية من متشائم، ولا ممن سيسير في طريق المتشائم.

تحذير: ابتعدوا عن المتشائمين وأبعدوهم عن أبنائكم.

@shlash2020