لواء. م. محمد مرعي العمري

* ليس بخاف على أحد هذا التسارع المحموم من خلال الرحلات المكوكية للدبلوماسية الغربية وهذه البكائيات الممنهجة من دول حلف الناتو تعاطفا مع ما آلت اليه الأوضاع نتيجة للحرب الدائرة حاليا في أوكرانيا، وبلا شك أنه ينم عن ارتعاد فرائصهم من الإقدام على مواجهة الدب الروسي وتحويل هرطقاتهم وثرثراتهم إلى أفعال في حين يمضي الرئيس بوتين قدما في حربه، التي يرجح بأنه لن يتراجع حتى يحقق مبتغاه وتعود أوكرانيا لبيت الطاعة الروسية وتخبو فكرة انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو إلى الأبد.*

* ويلاحظ المتابع أن أعلى ما وصلت إليه حملات الدعم لأوكرانيا هي وعود بتعويض بولندا بطائرات F16 على أن تبعث الأخيرة لأوكرانيا بما لديها من طائرات الميج والسوخوي روسيتي الصنع، أو الحشد الإعلامي لانتقاد موسكو بالتلكؤ في فتح ممرات انسانية، كذلك كما شاهدنا ولا نزال نشاهد ونتابع ما تعرضه وسائل الإعلام الأمريكية والأوروبية وهي تجرم روسيا وتصف رئيسها فلاديمير بوتين بأبشع النعوت ويعتقدون بذلك أنهم أقنعوا العالم بوقوفهم مع أوكرانيا.*

* ومع هذا التجييش لشيطنة روسيا ورئيسها تناسى مسيرو سياسة تلك الدول الظالمة والمتغطرسة وإعلامها الكاذب ما سبق أن ارتكبوه بحق كثير من الشعوب في شتى أصقاع المعمورة بدءا مما حدث في اليابان إبان الحرب العالمية الثانية من إطلاق قنابل النابالم على هيروشيما ونجازاكي، وما تلي ذلك في فيتنام ثم في الصومال، وما أعقب ذلك من ويلات وتهجير وتقتيل في سوريا وفي العراق سواء بأيديهم وبطائراتهم وبآلاتهم العسكرية، كما حدث في العراق أو بتسويغهم وصمتهم عما ترتكبه ميليشيات حزب الله والحوثيون في لبنان واليمن أو ما يمارسونهم خفية وجهارا بدعمهم لفصائل ضد أخرى كما حدث في ليبيا وفي البحرين.*

* نعم.... لطالما آذوا أسماعنا وأزعجونا وخدعوا الكثير بإعلامهم أو من خلال بعض الإعلام المتواطئ مع توجههم عندما مارسوا التضليل المتعمد لفرض ما أسموه زورا وبهتانا بالربيع العربي بهدف تشويه سمعة أنظمة الدول، التي اكتوت بجحيم ذلك «الخريف المكذوب» تحت مزاعم وأباطيل حتى إذا ما فرضوا على الرأي العام توطئة وتبرير ما تلي ذلك من انتهاكاتهم كمزاعم وجود أسلحة الدمار الشامل في العراق ومزاعم جلب الديمقراطية لشرعنة ما ارتكبوه فما لبثوا أن انقضوا بقضهم وقضيضهم على تلك الأوطان وشعوبها، وقد شاهد العالم أفظع الجرائم في سجن أبو غريب، وأصناف التعذيب، الذي كان يمارس على العراقيين في وطنهم، ثم قتلوا وهجروا مئات الالآف من السوريين والعراقيين والليبيين، الذين اضطروا لركوب البحر، فهلك من هلك ومن بقي حيا ووصل إلى اليابسة في أوروبا ساموهم أشد أصناف العذاب والعنصرية المقيتة، في الوقت الذي ينادون عبر منظماتهم المعدة سلفا لتسويق أوهام حقوق الإنسان، وهم لا يعيرون أي اهتمام لكرامة من سواهم.*

* لكنها حكمة الباري سبحانه بأن سقطت عنهم أقنعة الغطرسة والخيلاء، فها هم كالأحمال الوديعة أمام بوتين، إما ليقينهم بأنه محق في حماية حدود بلاده من غدرهم في حال انضمت أوكرانيا للناتو، أو تهربا من المواجهة وهم على هذه الحال من التفكك والتشرذم وتباين الآراء أو من خلال تغيير حدة الخطاب عما كانت عليه قبل عشرة أيام عند بداية الحرب، فها هو رئيس وزراء بريطانيا يصرح بأن مقاطعة النفط والغاز الروسي أمر سابق لأوانه، وها هي نائبة وزير الخارجية الأمريكي تقول إن ارسال أسلحة لأوكرانيا قد يصبح أمرا أكثر صعوبة خلال الأيام القادمة، إنه منطق الضعف أمام القوة لا بارك الله في الضعف ومنطق العدالة أمام الظلم والجبروت، اللهم أهلك الظالمين بالظالمين وأخرجنا من بين أيديهم سالمين.*

*خاتمة:*

أما إذا لقي العدو فثعلب

وعلى الضعيف فمثل ليث ضيغم