محمد العصيمي

بمناسبة يوم المرأة العالمي ربما يجدر بنا أن نناقش مدى نجاح المرأة في بلادنا بعد تمكينها وإتاحة الفرص الهائلة أمامها لتقود وتعمل وتؤثر في الأعمال الحكومية و(البزنس). ولكي ننطلق في هذا النقاش المختصر من ظاهرة محددة أو (وطية ثابتة) كما يقولون، دعونا نعترف بأن الحديث عن قدرات المرأة وتفوقها وريادتها، فيما مضى وإلى الآن، يأخذ، في الغالب الأعم، سياقا عاطفيا أو متعاطفا وليس سياقا علميا يقيم التجربة بشكل صحيح، وينظر للأثر النسائي في الوظائف ومختلف الأنشطة والأعمال بعين فاحصة، دقيقة ومنصفة.

أمر آخر قد نكون وقعنا فيه من حيث لا ندري، وهو أن توقعاتنا من المرأة تتضحم، بناء على ما يدق من طبول عن قدرتها وتفوقها وتميزها بالمطلق، بينما هي في نهاية المطاف بشر يجوز أن تكون متفوقة ومؤثرة في وظيفتها وأعمالها، ويجوز، أيضا، أن تكون عادية وأقل من عادية، مثل الرجل تماما الذي يشاركها الوظائف والأعمال.

المرأة، في اعتقادي، حملت أكثر مما تحتمل، ووضعت، من باب التمكين، في مناصب ووظائف لم تكن، في البعض منها، على قدر أهمية ومتطلبات هذه الوظائف. ولذلك لم تقدم أو تؤخر فيها. أي لا طورت ولا أضافت قيمة جديدة لمنصبها أو وظيفتها التي بقيت اعتيادية وغير مؤثرة. في الوقت الذي أثبتت بعض النساء، وهن بالمناسبة قلة، قدرة فائقة وأحدثن فارقا نتيجة لمواهبهن وخبرتهن التي وجدت، في التمكين، فرصة لإظهارها وتوظيفها لصالح الجهات التي يعملن بها وللصالح العام.

عدد من النساء كن أثناء تعيينهن ملء السمع والبصر الإعلامي والوظيفي ثم اختفين تماما من المشهد وكأنهن غير موجودات، فأين ذهبن وأين ما وعدن به من التطوير وإحداث الفوارق المؤثرة في مسيرتنا التنموية وتحسين نوعية حياتنا وتسهيل أمورها.؟ أكاد بصراحة لا أرى هؤلاء النساء ولا أرى إلا القليل من هذه الوعود يتحقق على الأرض. ولذلك (رفقا بالقوارير) لا تحملوهن ما لا يطقن ولا ترفعوهن في كل حين فوق الواقع. من المهم أن نهدأ ونعامل النساء مثل الرجال على أساس الكفاءة والقدرة الشخصية بعيدا عن كونهن نساء، فهذه هي الضمانة الوحيدة لوجود نساء كفؤات في وظائفهن ومؤثرات في مجتمعهن.

@ma_alosaimi