لمى الغلاييني

لو لاحظت اتجاه عقلك فهل تجده يعيش في أرض الإمكانيات أو أرض الخوف والشك والقلق من سيل الأخبار السلبية في وسائل الإعلام؟ فكر في الأمر وتابع تركيز عقلك، فإذا كنت مثل معظم الناس فأنت تملك عقلا مستقيما قويا منطقيا لكن صبره على التخيل ليس كافيا، والأرجح أنك تميل للتناغم مع أفكارك الناقدة أكثر من الاستغراق في ابتكار التصورات وبناء الرؤى المستقبلية، والخبر السار هو أنك لست وحدك، والخبر السيئ هو أن أمامك الكثير من العمل لتغيير حالتك الذهنية والانتقال من أحد مناطق المخ إلى منطقة جديدة، ومغادرة جانب النقد للعيش في جانب الخيال والتصور الإيجابي، وإذا استخدمنا لغة التشبيه فسنستخدم مثال الاستثمارات، فإذا أجريت استثمارات سيئة فسوف تنخفض إيراداتك، وإذا أجريت استثمارات جيدة فسوف تزدهر، فهل تفضل أن تستثمر في توجهات العقل المقيد بالقيود؟ أم العقل الذي يصنع تصورات مستقبلية مشرقة؟ ولا تعتبر هذه العبارات مجرد ادعاءات واهمة ومتجاهلة للواقع، فنحن نتحدث عن فتح المجال للأمور الجيدة لكي تحدث عن طريق الانفتاح على رؤية الإمكانيات التي لدينا لإيجاد فرص جديدة وتجاهل الأجواء السلبية، لكن معظمنا يركز على الانجراف في مصيدة نشرات الأخبار السيئة ووسائل الإعلام المبالغة في الانتقاء السلبي للأحداث، ولهذا فلا عجب ألا تزدهر أحوال الأغلبية، لأنهم لا يختارون غذاء سليما لعقولهم، فما نستهلكه من معلومات يؤثر على ازدهار أحوالنا، وحين تتوالى علينا الأنباء المقلقة الواحد تلو الآخر فهذا كفيل بإحكام القيود على عقلنا، وزيادة اقتناعنا بأن الفشل والخسارة هما النتيجة المرجحة، وتبعا لقانون دوام الطاقة، فعندما تكثر الطاقة التي ينفقها الفرد في شكل واحد من أشكال الوعي، تقل كمية الطاقة التي ينفقها على شكل آخر، لذا إذا أنفقنا الكثير من الوقت على حالات الاضطراب مثل الخوف والتوتر والقلق، فستكون لدينا طاقة أقل للعمل والسعي نحو الأفضل، ولهذا فالعنصر الأساسي في خطة ازدهارك هو إعادة تدريب وعيك على التفكير في الإمكانيات رغم وجود الصعاب، وأن تعيد ضبط مستوى الطاقة، والبدء في تغيير كيفية شعورك تجاه نفسك وظروفك، وهذا يستلزم انتزاع القيادة من اللاوعي وأن تعيد برمجته للتخلص من القيود القديمة وترسيخ نفسك في النصف الأفضل من تركيزك، وأن تكون متيقظا لتدخلات الصوت الناقد والمخاوف والشكوك الداخلية، فاللاواعي لا يتبين نوع الرسالة المرسلة إليه، وهو يعمل مهما كانت الطاقة التي يتلقاها، بحيث يجذب المزيد منها ويبدأ في إحضارها إلى حيز الوجود، فالكون يعمل مثل المرآة الكبيرة، وما تقدمه إليه يعيده إليك مرة أخرى، والمشكلة أنه في أغلب الأوقات يريد الناس شيئا بشدة في عقلهم الواعي، لكن تركيزهم يزداد في اللاواعي على ما لا يريدونه، أو النفور مما يملكونه في الوقت الحالي، ويستمرون في بث المزيد من مشاعر التعاسة، وذلك يأتي لهم بالمزيد من سيناريوهات التعاسة، مثلما يحدث في لعبة البينج بونج، ولهذا سيكون عليك أن تلعب دوما من أجل الفوز، وأن تؤمن بأنه ليس لديك شيء لتخسره وأمامك كل الفرص للربح، حيث تستجيب ذبذبات طاقة الإمكانيات لديك بالمثل مع الطاقة الواردة من الكون وتجلب النمو والازدهار الملموس لواقعك.

@LamaAlghalayini