ونحن نتزامن مع اليوم العالمي للمرأة تذكرت قصة المصطفى الكريم مع أنجشة ووصيته له «رفقا بالقوارير»، ولعل قارورة تلك الأزمنة ليست كقارورتنا اليوم! اليوم نحتاج لمجلدات من الوصايا نوجهها لبعض النساء ليرفقن بذلك «الفقير»، و«الفقير» لفظة ترددها خالتي كلما رأت «زوجا فقيرا» من العاطفة والحب والرعاية والخدمة، والفقر في قاموس خالتي لا يعني فقير المال، فقد يكون زوجا ممتلئا لكنه جاء في زمان غير زمانه! زمان «المغلوبين» على أمرهم ضحايا «السيداوية»، وما دعاني لتهنئة بني جنسي بهذا اليوم بطريقة الحث على ملء جيب هذا الفقير من الرعاية والاهتمام والتقدير لأن المعادلة تقول إن لم يكن الشخص مبادرا فالعطاء بقدر الأخذ، ولأن خالتي عندما علمت بيوم المرأة قالت «هي ناقصة بعد» بحكم أنها تعتقد أن المرأة من حولها تمكنت حتى «تفرعنت» والعهدة عليها! ولأن الزواج شراكة بين شخصين ولكل منهما واجباته وحقوقه، ولأن بعض الرجال تجبروا في سالف الزمان ولم يهتدوا بهدي المصطفى الكريم في تكريم المرأة فلا نريد أن تحذو بعض النساء حذو المتجبرين منهم، فيدمرن أسرهن ونفسيات أفرادها، لأن تبادل الأدوار لا يتناسب مع التكوين والقدرة لكل منهما!
ونيل الحقوق ليس تحديا لكنه هبة ونعمة تستوجب الشكر، ومن الإنصاف أن نسدد ونقارب، فإن انتكاس الفطر والمفاهيم داء عضال، المرأة تحتاج الزوج وإن كابرت وإن ركبت موجة الحرية، ولا أقصد أي زوج، بل الزوج الذي يقوم بحقوق أسرته ويتحملها كما ينبغي ويكون إضافة جميلة في حياة المرأة، فهي لا تحتاج عالة «لا يهش ولا ينش»، وكذلك الزوج يحتاج المرأة التي تعينه على الحياة وتملأها بهاء وجمالا، لا تلك التي يكره الساعة التي عرفها بها!
وليس صحيحا أنه كلما استقل أحدهما ماديا استغنى عن الآخر، فالحاجات على اختلافها والاستقرار وتكوين الأسرة والأبناء لا يعدله شيء.
نعود لذلك «الفقير» الذي تزوج ودفع «ما وراءه ودونه» ليحظى بـ «ست الحسن»! التي اجتهدت أيما اجتهاد وتعبت أيما تعب في سبيل أن ترتدي فستانها الأبيض وتمشي الهوينا على جسر الأحلام حاملة باقة الورد أمام صديقاتها اللاتي ينتظرن الإمساك بباقة الورد، ويمنين أنفسهن أن يعشن دور البطولة في حفلة الزفاف البهية! ثم إذا دخلت إحداهن معترك الحياة ولم تع مسؤولياتها قالت «طلقني» بل صنعت حفلا جديدا وأحضرت كيكة عليها مجسم الزوج «الفقير» وقد تحدر من أعلاها! على أنغام أغنية «انتهى.. مفروض أعاني من جراح!! بالعكس أحس بارتياح.. ليته من أول مبتعد!» والمسكين لا يعرف من أين يبدأ لملمة أوراقه وخسائره وسوء اختياره، لزوجة تعتقد الزواج فيلما تمثل فيه دور البطولة ثم تنسحب بكل برود!
وعموما فإن المغنين شواهدهم جاهزة وخاصة في باب الحب والفراق والدراما والتراجيديا! حتى يعيش من يسمعها الدور بكل تفاصيله بل يكيف حاله كما تقول الأغنية ويستجلب الأسى والدموع! ويعتقد بأنه المنتصر! لأن الأغنية تريد ذلك!! وحتى لا نقضي على الفرحة بيوم المرأة العالمي الذي أسعدني أنا أيضا أهنئ مجتمعي النسائي بهذا اليوم الذي لم يستطع الرجل أن يحظى بمثله، رغم أنه بحاجة إليه اليوم أكثر من قبل.
الحقيقة لم أكن في صف الرجل حتى رحمتهم من بعض المشاهد الواقعية، منها ما رأيته في أحد الشوارع لسيدة نزلت من سيارتها مشمرة عن «كمها» وقد استجمعت قواها العقلية والبدنية ولم أسمع حقيقة إلا صراخها والمسكين ينظر إليها نظرة من يرثي حاله ومآله! كما سمعت قصة قريب أقسم أيمانا مغلظة إن سلكت امرأة شعبا لسلك شعبا آخر! حيث دفعته النخوة والمروءة لخدمة إحداهن ثم قلبت عليه ظهر المجن وادعت عليه زورا وبهتانا بالتحرش والمرأة (لا تكذب) على أي حال!
وفي عالم الأسرة التي يجب أن تكتنفها المحبة والرحمة نجد من تصيرها علاقة مادية خالية من المعاني السامية فتذهب بجمالها بقوة مصطنعة لا تناسب رقتها، وإذا كانت بعض المهن ثقيلة على المرأة ولا تناسب فطرتها فإن بعض التصرفات والسلوكيات والتعاملات لا تناسب المرأة الرفيقة الرقيقة.
@ghannia
ونيل الحقوق ليس تحديا لكنه هبة ونعمة تستوجب الشكر، ومن الإنصاف أن نسدد ونقارب، فإن انتكاس الفطر والمفاهيم داء عضال، المرأة تحتاج الزوج وإن كابرت وإن ركبت موجة الحرية، ولا أقصد أي زوج، بل الزوج الذي يقوم بحقوق أسرته ويتحملها كما ينبغي ويكون إضافة جميلة في حياة المرأة، فهي لا تحتاج عالة «لا يهش ولا ينش»، وكذلك الزوج يحتاج المرأة التي تعينه على الحياة وتملأها بهاء وجمالا، لا تلك التي يكره الساعة التي عرفها بها!
وليس صحيحا أنه كلما استقل أحدهما ماديا استغنى عن الآخر، فالحاجات على اختلافها والاستقرار وتكوين الأسرة والأبناء لا يعدله شيء.
نعود لذلك «الفقير» الذي تزوج ودفع «ما وراءه ودونه» ليحظى بـ «ست الحسن»! التي اجتهدت أيما اجتهاد وتعبت أيما تعب في سبيل أن ترتدي فستانها الأبيض وتمشي الهوينا على جسر الأحلام حاملة باقة الورد أمام صديقاتها اللاتي ينتظرن الإمساك بباقة الورد، ويمنين أنفسهن أن يعشن دور البطولة في حفلة الزفاف البهية! ثم إذا دخلت إحداهن معترك الحياة ولم تع مسؤولياتها قالت «طلقني» بل صنعت حفلا جديدا وأحضرت كيكة عليها مجسم الزوج «الفقير» وقد تحدر من أعلاها! على أنغام أغنية «انتهى.. مفروض أعاني من جراح!! بالعكس أحس بارتياح.. ليته من أول مبتعد!» والمسكين لا يعرف من أين يبدأ لملمة أوراقه وخسائره وسوء اختياره، لزوجة تعتقد الزواج فيلما تمثل فيه دور البطولة ثم تنسحب بكل برود!
وعموما فإن المغنين شواهدهم جاهزة وخاصة في باب الحب والفراق والدراما والتراجيديا! حتى يعيش من يسمعها الدور بكل تفاصيله بل يكيف حاله كما تقول الأغنية ويستجلب الأسى والدموع! ويعتقد بأنه المنتصر! لأن الأغنية تريد ذلك!! وحتى لا نقضي على الفرحة بيوم المرأة العالمي الذي أسعدني أنا أيضا أهنئ مجتمعي النسائي بهذا اليوم الذي لم يستطع الرجل أن يحظى بمثله، رغم أنه بحاجة إليه اليوم أكثر من قبل.
الحقيقة لم أكن في صف الرجل حتى رحمتهم من بعض المشاهد الواقعية، منها ما رأيته في أحد الشوارع لسيدة نزلت من سيارتها مشمرة عن «كمها» وقد استجمعت قواها العقلية والبدنية ولم أسمع حقيقة إلا صراخها والمسكين ينظر إليها نظرة من يرثي حاله ومآله! كما سمعت قصة قريب أقسم أيمانا مغلظة إن سلكت امرأة شعبا لسلك شعبا آخر! حيث دفعته النخوة والمروءة لخدمة إحداهن ثم قلبت عليه ظهر المجن وادعت عليه زورا وبهتانا بالتحرش والمرأة (لا تكذب) على أي حال!
وفي عالم الأسرة التي يجب أن تكتنفها المحبة والرحمة نجد من تصيرها علاقة مادية خالية من المعاني السامية فتذهب بجمالها بقوة مصطنعة لا تناسب رقتها، وإذا كانت بعض المهن ثقيلة على المرأة ولا تناسب فطرتها فإن بعض التصرفات والسلوكيات والتعاملات لا تناسب المرأة الرفيقة الرقيقة.
@ghannia