ترجمة: إسلام فرج

بدل الإدانة.. أمريكا تسمح للنظام الإرهابي ببرنامج الأسلحة النووية ومليارات الدولارات

انتقد موقع معهد «غيتستون انستتيوت»، الصمت الأمريكي حيال مؤامرات الاغتيال التي ينفذها ملالي إيران في الخارج، والتي تمر دون عقاب.

وبحسب مقال لـ «ماجد رافي زاده»، تمر مؤامرات الاغتيال التي ينفذها ملالي إيران في الخارج دون عقاب. وأضاف: لم تقم إدارة الرئيس جو بايدن فقط بحجب المعلومات عنها، بل ترفض أيضا توجيه الاتهام إلى القتلة وتواصل في الوقت نفسه استرضاء الملالي من خلال رفع العقوبات.

وأردف يقول: أفاد توم روغان في صحيفة «واشنطن إكزامينر» بأن رجلين على الأقل من فيلق القدس، أحد الفروع الخمسة للحرس الثوري الإيراني سيئ السمعة، يخططان لاغتيال مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق جون بولتون.

مؤامرات اغتيال

وأشار إلى أن المؤامرة تأتي ضمن رغبة إيران في الانتقام من مقتل الجنرال قاسم سليماني، قائد الفيلق، في غارة أمريكية بطائرة مسيرة عام 2020.

وتابع: مع ذلك، لا يريد مسؤولو إدارة بايدن توجيه الاتهام إلى القتلة الإيرانيين، خوفًا من تعطيل التقدم في محادثات فيينا حول اتفاق نووي كارثي عالميًا.

وأردف: وفقًا للتقرير، توجد مؤامرات اغتيال مماثلة ضد وزير الخارجية السابق مايك بومبيو ومسؤولين آخرين يخدمون الولايات المتحدة الآن أو كانوا في الخدمة.

ومضى يقول: وفقًا للصحفية كارولين جليك، فإن الصفقة الجديدة، التي مثل صفقة «خطة العمل الشاملة المشتركة» الأصلية لعام 2015، والتي يفترض ألا تقدم للكونجرس للموافقة عليها، ستلغي إدراج الحرس الثوري من قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية.

وتابع: وفقًا لغابرييل نورونها، وهو متخصص في الشأن الإيراني وكان يعمل لدى وزارة الخارجية، فإن روبرت مالي، الممثل الأمريكي الخاص بإيران، وافق على تخفيف العقوبات الذي سيوفر لإيران أموالا فورية تقدر بقيمة 90 مليار دولار، بالإضافة إلى 50-55 مليار دولار إضافية سنويًا من أرباح النفط والغاز.

ونقل عن نورونها، قوله: إلى جانب بعض الإجراءات الشكلية، سيمكن اتفاق بايدن، إيران، من المضي قدمًا بأقصى سرعة في تطوير أجهزة الطرد المركزي المتقدمة ومواصلة سباقها نحو خط النهاية النووي. وستتم إزالة جميع القيود، التي لا يمكن إنفاذها إلى حد كبير، في سنتين ونصف السنة. وبرنامج إيران النووي، الذي يشكل خرقا ماديا لمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية التي وقّعت عليها إيران، سيصبح قانونيا من قبل الأمم المتحدة وحكومة الولايات المتحدة.

استهداف المنشقين

ومضى الكاتب يقول: مؤخرًا، أحبطت أجهزة المخابرات الإسرائيلية محاولة اغتيال رجل الأعمال الإسرائيلي يائير جيلر في تركيا. وورد أن الخلية الإيرانية، المكونة من 9 أفراد، كان يديرها ضابط الاستخبارات الإيراني ياسين طاهر مكندي، ونظيره التركي صالح مشتاق بهاغوس.

وأردف: بينما حاول النظام الإيراني قتل مواطن دولة حليفة لأمريكا، لم تصدر كلمة إدانة من قبل إدارة بايدن. إضافة إلى ذلك، لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يحاول فيها النظام الإيراني تنفيذ اغتيالات في تركيا. في الواقع، يبدو أن تركيا أصبحت مركزًا مهمًا للنظام الإيراني يمكن من خلاله استهداف المواطنين الأجانب أو المنشقين.

ومضى يقول: على سبيل المثال، في العام الماضي احتجزت السلطات التركية محمد رضا نادر زاده، وهو موظف في القنصلية الإيرانية في إسطنبول، لدوره في قتل معارض إيراني هو مسعود مولاوي فاردانجاني، في نوفمبر 2019.

وتابع: يُزعم أن نادر زاده زوَّر وثائق سفر لعلي اسفندياري، الذي دبَّر عملية الاغتيال. استهدف النظام الإيراني فردنجاني بسبب حملته على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي استهدفت فضح الفساد في الحرس الثوري وفيلق القدس التابع له.

وأشار إلى أنه انشق بعد أن خدم كضابط مخابرات للحكومة الإيرانية، وكتب على وسائل التواصل الاجتماعي: سأقضي على قادة المافيا الفاسدين... صلوا ألا يقتلوني قبل أن أفعل ذلك.

إشراف قادة النظام

ومضى يقول: إضافة إلى ذلك، قُتل مدير تليفزيون بريطاني وهو سعيد كريميان، مؤسس شركة Gem TV، التي تدير 17 قناة تليفزيونية باللغة الفارسية، بالرصاص في إسطنبول في عام 2017. وقبل مقتله، أدين غيابيًا في إيران بزعم نشره دعاية ضد النظام.

ولفت إلى أنه من المحتمل أن تأتي هذه الأنواع من أوامر الاغتيال من أعلى مستويات المؤسسة الدينية في إيران.

ونقل عن مسؤول أمريكي، قوله: بالنظر إلى تاريخ إيران في الاغتيالات المستهدفة للمعارضين الإيرانيين والأساليب المستخدمة في تركيا، تعتقد حكومة الولايات المتحدة أن وزارة الاستخبارات والأمن الإيرانية متورطة بشكل مباشر في مقتل فاردانجاني.

ومضى يقول: لقد شجعت علاقة تركيا الوثيقة مع طهران، النظام الإيراني على التخطيط لاغتيالات على الأراضي التركية.

وبحسب الكاتب، يستهدف النظام الديني الإيراني أيضًا القادة السياسيين والدبلوماسيين الأجانب الذين يعارضون النظام.

وتابع: من المعروف أن النظام الإيراني لديه حزم استهداف تشمل على الأرجح مواطنين أو مقيمين أجانب مدافعين عن حقوق الإنسان ومنتقدين للقادة الإيرانيين ونشطاء سياسيين ومعارضين. وبعض أهداف النظام هم أيضًا سياسيون أو دبلوماسيون من تلك البلدان التي تعتبرها إيران دول منافسة.

مكافأة النظام

وأردف: يمكن العثور على مؤامرات الاغتيال والإرهاب التي يمارسها النظام الإيراني في أوروبا أيضًا. حُكم على الدبلوماسي الإيراني أسد الله أسدي بالسجن 20 عاما في بلجيكا لدوره في مؤامرة إرهابية عام 2018.

وتابع: كان الأسدي قد سلم 500 جرام من ثلاثي الأسيتون المتفجر القوي (TATP) إلى شركائه، بهدف تفجير تجمع للمعارضة الإيرانية في باريس. لو لم يتم اكتشاف المؤامرة في اللحظة الأخيرة، لكان الانفجار أسفر عن مئات القتلى، بمن فيهم شخصيات دولية والعديد من البرلمانيين الأوروبيين. وحكمت محكمة دنماركية على عميل إيراني آخر، وهو محمد داود زاده لولوي، بالسجن لكونه شريكًا في محاولة قتل واحد أو أكثر من معارضي النظام الإيراني.

ومضى يقول: بدلاً من مكافأة النظام الإرهابي الإيراني بمليارات الدولارات والشرعية الدولية وإطلاق برنامج الأسلحة النووية الشامل، يجب على إدارة بايدن والاتحاد الأوروبي، تحميل النظام المسؤولية عن أنشطته الإرهابية، التي لا تُعد ولا تُحصى وبرامجه النووية والصاروخية، من خلال استئناف عقوبات «الضغط الأقصى» حتى تغيّر إيران الطريقة التي تعامل بها شعبها وكذلك جيرانها.

وأضاف: تحتاج الحكومات الغربية إلى تبنّي سياسة حازمة وحتى تشريعات لطرد الدبلوماسيين الإيرانيين وعملاء المخابرات، الذين ربما يخطط بعضهم لمزيد من الهجمات الإرهابية والاغتيالات. والأهم من ذلك، يحتاج الاتحاد الأوروبي إلى تصنيف الحرس الثوري الإيراني ووكلائه كمنظمات إرهابية رسميًا.

واختتم بقوله: كلما استرضت إدارة بايدن، النظام الإيراني، ورفعت العقوبات عنه وتمويل وتمكين توسعه الوحشي؛ تم تمكين الملالي الحاكمين من تنفيذ الوحشية في الداخل والاغتيالات والإرهاب والنهب في الخارج.