الوكالات - عواصم

زيلينسكي يصعد انتقاداته لـ«الناتو».. و3 ملايين فروا بسبب الحرب

تعرضت العاصمة الأوكرانية كييف لقصف روسي خلال الليل وأظهرت صور نشرتها هيئة الطوارئ الحكومية أمس الثلاثاء مبنى سكنيا شاهقا وقد اشتعلت فيه النيران بعد تعرضه للقصف. وحاولت فرق الإطفاء إخماد النيران وساعد منقذون في إخراج السكان المحاصرين في المبنى باستخدام سلالم.

وقالت أجهزة الطوارئ في وقت سابق إن شخصين قتلا في هجوم على مبنى سكني. ولم يتضح على الفور ما إذا كان نفس المبنى.

وفي منطقة أخرى بالمدينة، رأى شهود من رويترز السكان وهم يزيلون الأنقاض من منازلهم بعد قصف أدى إلى تحطيم النوافذ والشرفات وتناثر الحطام على الأرض.

وتجنبت كييف أسوأ المعارك منذ بدء غزو روسيا لأوكرانيا في 24 فبراير، لكن الجيش الروسي يقترب ببطء من المدينة ويكثف قصفها. ولقي الآلاف مصرعهم في الحرب وشرد الملايين.

السيطرة على خيرسون

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية صباح أمس السيطرة على كامل أراضي مقاطعة خيرسون بجنوب أوكرانيا.

ونقل موقع قناة «آر تي عربية» الروسية عن المتحدث باسم وزارة الدفاع إيجور كوناشينكوف القول إن العسكريين الروس أسقطوا خلال اليوم الماضي طائرتين أوكرانيتين ومروحية و13 طائرة مسيرة، فيما دمرت القوات الجوية الروسية 136 منشأة عسكرية أوكرانية.

في غضون ذلك، حذر تقييم استخباراتي لوزارة الدفاع البريطانية، بشأن التطورات في أوكرانيا، أمس، من أن روسيا قد تسعى لإجراء «استفتاء» على الانفصال بمدينة خيرسون، بهدف إعلان المنطقة «جمهورية انفصالية»، تماما مثل دونيتسك ولوهانسك والقرم.

الجيش الأوكراني

من جهته قال الجيش الأوكراني أن قواته تصدت لتقدم روسي تجاه مدينة ماريوبول الساحلية المحاصرة التي تواجه قصفا جويا مكثفا منذ أيام.

وأعلنت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية أمس الثلاثاء، مقتل نحو 150 مهاجما وتدمير دبابتين والعديد من المركبات المدرعة.

وأضافت أن نيران المدفعية والغارات الجوية الأوكرانية دمرت أيضا معدات عسكرية أخرى، وفتحت النار على طوابير من القوات الروسية كانت تقترب منها.

ولا يمكن تأكيد المزاعم الواردة من ساحة المعركة بشكل مستقل.

يشار إلى أن مدينة ماريوبول الواقعة على بحر آزوف، محاطة بوحدات من الجيش الروسي والانفصاليين الموالين لروسيا.

زيلينسكي يصعدوصعد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس من انتقاداته لحلف شمال الأطلسي بعد الغزو الروسي لبلاده، مشككا في التزام الحلف بالمادة الخامسة من فقرة الدفاع الجماعي في معاهدة تأسيس الحلف.

وقال زيلينسكي في خطاب عبر الفيديو إن المادة الخامسة لم تبد أبدا «ضعيفة مثلما هي اليوم».

ولم يرسل الحلف قوات للدفاع عن أوكرانيا غير العضو في التحالف العسكري الغربي.

وأشار زيلينسكي إلى أن حلف شمال الأطلسي سيرد «بنفس الطريقة» إذا تعرض أحد أعضائه لهجوم من روسيا.

الأبواب المفتوحةاعترف زيلينسكي بأن فرص انضمام بلاده إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو) غير مرجحة.

وخلال كلمة له عبر الإنترنت أمام ممثلي قوة المشاة المشتركة العسكرية لدول شمال أوروبا (جيف)، قال زيلينسكي أمس: «من الواضح أن أوكرانيا ليست عضوا في الناتو، ونحن نفهم هذا».

وأضاف زيلينسكي: «ظللنا على مدار سنوات نسمع عن الأبواب المفتوحة، لكننا نسمع الآن أيضا أننا غير مسموح لنا بالدخول إلى هناك، ونحن مضطرون إلى قبول ذلك». وتابع زيلينسكي: «أنا سعيد لأن شعبنا بدأ في فهم أننا يجب أن نعتمد على أنفسنا وعلى شركائنا الذين يساعدوننا».

وتشن روسيا حربا على أوكرانيا منذ قرابة ثلاثة أسابيع، تطالب بوضع حيادي لأوكرانيا بما يعني تخليها عن مساعي الانضمام إلى الناتو.

ونقلت وكالة أنباء «أونيان» الأوكرانية عن اوليكسي اريستوفيتش مستشار الرئيس الأوكراني قوله إن هناك إمكانيتين فقط لإنهاء الحرب الأولى إما أن تستجيب موسكو لمطالب كييف في المفاوضات الحالية بسحب قواتها أو أن تواصل القتال وسيهزمها الجيش الأوكراني في نهاية المطاف.

مقتل 100 طفل

قال الرئيس زيلينسكي إن نحو مائة طفل لقوا حتفهم خلال الغزو الروسي لأوكرانيا.

وقال زيلينسكي في خطاب عبر الإنترنت للمشرعين الكنديين إن مدينة ماريوبول الواقعة في جنوب أوكرانيا تركت بدون أي وسائل اتصال، بالإضافة إلى نفاد معظم الطعام منها تقريبا. وأضاف إنه تم تسجيل إجمالي 97 وفاة بين الأطفال منذ بدء الحرب.

قلق الأطلسي

قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج أمس إن الحلف يشعر بالقلق من احتمال لجوء روسيا لاستخدام أسلحة كيمياوية في «هجوم كاذب»، تلقي باللوم فيه على خصومها، في إطار غزوها لأوكرانيا.

وقال ستولتنبرج في مؤتمر صحفي «نشعر بالقلق من أن تدبر موسكو عملية «هجوم كاذب» في أوكرانيا، ربما بأسلحة كيماوية».

مفاوضات مستمرةوأفاد الجانب الأوكراني باستمرار المفاوضات بين كييف وموسكو، أمس، بهدف إنهاء الحرب.

وقال رئيس الوفد الأوكراني ديفيد أراشاميا لصحيفة أوكراينسكا برافدا: «استمرت بالفعل»، دون الإفصاح عن أي تفاصيل أخرى. ولم يصدر تأكيد على الفور من الجانب الروسي في هذا الشأن. والتقى الجانبان الإثنين عبر رابط فيديو في الجولة الرابعة من المفاوضات.

وتطالب أوكرانيا بإنهاء الحرب وانسحاب القوات الروسية من أراضيها، في حين تطالب موسكو كييف بالاعتراف بأن شبه جزيرة القرم الواقعة في البحر الأسود هي أرض روسية، وأيضا باستقلال المناطق الانفصالية شرقي أوكرانية.

روسيا تتهمونقلت وكالة الإعلام الروسية عن نيكولاي باتروشيف سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي قوله أمس إن مستشارين أمريكيين في أوكرانيا يساعدون كييف في تطوير أسلحة بيولوجية ونووية، مما قد يزيد من مخاطر نشوب حرب نووية.

وقال باتروشيف إن عددا كبيرا من المستشارين الأجانب ممن استقروا على أراضي أوكرانيا يمثلون تهديدا جديدا لأمن روسيا، دون أن يقدم أدلة تدعم تصريحاته.

ونفت الولايات المتحدة في التاسع من مارس اتهامات روسية بأن واشنطن تدير مختبرات للحرب البيولوجية في أوكرانيا، ووصفت هذه المزاعم بأنها «مثيرة للسخرية» وأشارت إلى أن موسكو ربما تمهد لاستخدام الأسلحة الكيماوية أو البيولوجية.

فرار 3 ملايين

قالت متحدثة باسم المنظمة الدولية للهجرة، التابعة للأمم المتحدة، أمس، إن حوالي 3 ملايين شخص قد فروا من أوكرانيا بسبب الحرب، حتى الآن.

وغردت المتحدثة صفاء مسهلي، عبر موقع تويتر، قائلة إنه من بين الفارين أكثر من 150 ألف شخص من جنسية ثالثة، غير الأوكرانية والروسية.

ويتردد أن هناك ملايين آخرين عالقين داخل أوكرانيا، إما في منازلهم أو أنهم نازحون داخليا، مع دخول الغزو الروسي للبلاد يومه العشرين.

وأفادت بيانات حكومية جمعتها المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بأن الغالبية العظمى من اللاجئين الأوكرانيين الفارين عبروا الحدود إلى بولندا.

وذكرت قوة الحدود البولندية اليوم الثلاثاء أن1.83مليون لاجئ أوكراني وصلوا إلى البلاد منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في الرابع والعشرين من الشهر الماضي.

وتم تسجيل وصول حوالي 453 ألفا و432 لاجئا إلى رومانيا، و337 ألفا و215 لاجئا إلى مولدوفا، و263 ألفا و888 لاجئا إلى المجر و213 ألف لاجئ إلى سلوفاكيا، وفقا لموقع المفوضية على الإنترنت.

كما ذكرت مفوضية شؤون اللاجئين، نقلا عن أحدث البيانات الواردة من موسكو، أن حوالي 142 ألفا و994 لاجئا فروا شرقا إلى روسيا، بينما فر عدد صغير نسبيا إلى بيلاروس.

إجلاء مدنيينوقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أمس إن أكثر من مائة حافلة تقل مدنيين غادرت مدينة سومي المحاصرة في شمال شرق أوكرانيا متجهة إلى منطقة آمنة.

وقال المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر جيسون سترازيوسو لرويترز في جنيف إن «أكثر من مائة حافلة في المجمل تسافر في قافلتين مختلفتين، في عملية مشتركة بيننا وبين الصليب الأحمر الأوكراني». وأضاف إن الحافلات متوجهة إلى مدينة بولتافا بوسط أوكرانيا، لكنها

مقتل 691 مدنيا

وأعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، أنها وثقت مقتل 691 مدنيا في أوكرانيا منذ بدء الحرب الروسية عليها في الرابع والعشرين من فبراير الماضي.

وقال مكتب المفوضية في جنيف الإثنين إن هناك 48 طفلا ومراهقا بين هؤلاء القتلى.

وكان عدد هؤلاء القتلى المدنيين وصل إلى 636 شخصا أمس الإثنين، وأضاف المكتب أن لديه معلومات محققة بشأن إصابة أكثر من 1143 شخصا، وكان عدد هؤلاء المصابين قد وصل إلى 1125 شخصا.

وأكدت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، ميشيل باشيليت، دائما أن الأعداد الحقيقية أعلى بشكل ملحوظ من هذه الأعداد، مشيرة إلى أن موظفي المكتب يحتاجون في الغالب إلى أيام للتحقق من أعداد الضحايا إذ لا تعلن المفوضية سوى عن الأعداد التي تحققت منها بنفسها بشكل مستقل.

وتابع مكتب باشيليت أن السبب في مقتل أو إصابة «معظم الضحايا بين السكان المدنيين هو استخدام أسلحة متفجرة ذات مدى بعيد، من بينها القصف بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ بالإضافة إلى الغارات الجوية والهجمات الصاروخية».