ذا هيل

دعت صحيفة «ذا هيل» الأمريكية إدارة الرئيس جو بايدن إلى مراجعة إستراتيجية الردع النووي للبلاد، في ظل وجود قوتين نوويتين مناظرتين تشكلان تهديدا مشتركا وجديا للبلاد.

وبحسب مقال لـ «باتي جين جيلر»، وهو محلل سياسي متخصص في الردع النووي والدفاع الصاروخي في مركز الدفاع الوطني التابع لمؤسسة التراث، لقد علمنا منذ بعض الوقت بالتوسع النووي الهائل للصين، وفي العام الماضي، شهد الأدميرال تشارلز ريتشارد، قائد القيادة الإستراتيجية الأمريكية، بأننا نسير على طريق مواجهة نظيرين نوويين؛ هما: روسيا والصين، لأول مرة في التاريخ.

وتابع: لكن الأمور تغيرت، في هذا الأسبوع، شهد ريتشارد أن واقع التناظر الثلاثي النووي تحقق بالفعل.

ولفت إلى أن هذا يشكل تحولا كبيرا في بيئة التهديد. قال ريتشارد إن القوات النووية التي لدينا اليوم هي الحد الأدنى المطلق وإن البنتاغون سيحتاج إلى إجراء تغييرات فورية ومهمة في وضع الولايات المتحدة النووي.

وأضاف: استقبل دعاة نزع السلاح بيانه بالتشكيك، لكن ريتشارد على حق. لا يوجد وقت نضيعه عندما يتعلق الأمر بردع أي هجوم نووي.

وأشار إلى أن التصميم الأساسي للوضع الحالي لقوة أمريكا النووية يعود إلى حوالي عام 2010، عندما كان من المتوقع أن ينخفض التهديد الشامل لهجوم نووي بمرور الوقت.

وأردف: كانت روسيا منافستنا الوحيدة، واعتبر تقرير الرئيس أوباما للوضع النووي لعام 2010 أن روسيا لم تعد خصما. حافظت الصين على موقفها التاريخي وهو «الحد الأدنى من الردع» بأقل من 100 صاروخ نووي، وكان من المتوقع أن تستمر في المسار.

واستطرد بقوله: فشلت إدارة أوباما بشكل عام في توقع نطاق وحجم التعزيز النووي الصيني اللاحق.

وبحسب الكاتب، فقد أدت هذه الافتراضات الخاطئة إلى اتخاذ العديد من القرارات حول وضع أمريكا النووي.

ومضى يقول: على سبيل المثال، تم تصميم الغواصة النووية من طراز كولومبيا لتحمل صواريخ نووية أقل من سابقتها «فئة أوهايو».

وتابع: وفقا لتقرير حديث لمؤسسة «راند»، فإن هذا القرار استند جزئيا إلى الافتراض القائل بإن التخفيض لعدة عقود في أنظمة إيصال الأسلحة النووية الأمريكية من غير المرجح أن يتم عكس مساره فجأة وبشكل كبير.

وأضاف: بالنظر إلى أن ترسانتنا النووية التي تضم حوالي 1550 سلاحا نوويا منتشرا تم تصميمها لبيئة عام 2010، مع توقع انخفاض التهديدات، فهي بالتأكيد غير كافية لتلبية متطلبات الردع في عالم اليوم الأكثر خطورة بكثير.

وأكد أن هناك علاقة مباشرة بين قدرات الخصوم وما تحتاجه الولايات المتحدة للردع.

وأشار إلى أنه كي يكون الردع ذا مصداقية، يجب على الولايات المتحدة الحفاظ على كمية وأنواع الأسلحة النووية المطلوبة لإقناع الخصوم أنه يمكن ضرب هذه الأهداف إذا لزم الأمر.

وأردف: في ظل تضاعف عدد التهديدات التي كانت موجودة في عام 2010، ستحتاج الولايات المتحدة إلى تعديل قوتها النووية. هذا لا يعني أننا يجب أن نطابق القدرات الجديدة للصين واحدا لواحد، لكن هذا يعني أن قوتنا النووية الحالية غير كافية لمواجهة تهديدين نوويين رئيسيين.

وأكد أنه لا يمكن للولايات المتحدة أن تخاطر بوضعية ردع تمكنها من هزيمة خصم نووي واحد فقط دون الآخر.

وأضاف: عندما يتعلق الأمر بأخطر الأسلحة في العالم، يجب أن ترغب الولايات المتحدة في ردع جميع التهديدات في جميع الأوقات.

وتابع: إذا فشلت الولايات المتحدة في تعديل وضع قوتها النووية، تزداد المخاطر. إذا لم تدرك روسيا والصين أن التهديد النووي الأمريكي موثوق به، فسوف تزداد جرأة في مساعيهما العدوانية في أوروبا وآسيا.

ومضى يقول: من المتوقع أن تنشر إدارة بايدن «مراجعة الوضع النووي» قريبا، إذا لم تكن قد نظرت بالفعل في التعديلات المستقبلية للقوات النووية الأمريكية، فعليها أن تفعل ذلك على الفور. يتعين عليها أن تراجع الخيارات لإضافة المزيد من الرؤوس الحربية النووية إلى قواتنا الحالية، وكذلك لتطوير أنواع إضافية من الأسلحة التكتيكية.