علي بطيح العمري يكتب:

ما أروع البحتري يوم قال:

خَفِّضْ عَلَيكَ من الهُمُومِ، فإنّما

يَحظَى برَاحَةِ دَهْرِهِ مَنْ خَفّضَا

لما اختار الله -تعالى- موسى للنبوة، طلب موسى -عليه السلام- من ربه أشياءً من ضمنها: (قال رب اشرح لي صدري).

وشرح الصدر هو الكنز الذي نبحث عنه، فشرح الصدر يعني جعله فسيحاً واسعاً سمحاً سهلاً، لا حرج فيه ولا ضيق، يتسع لكل دوائر الاختلافات ويتحمل كل اعتراضات الحياة ومماحكات الناس.

نسمع كثيراً عبارة (وسع صدرك، أو خلي صدر واسعاً، أو كن واسع الصدر).. ومعناها؛ لا تحمّل الأمور فوق طاقتها نقداً وتفكيراً واترك الأمور تمضي بسلاسة، وربما كانت مهارة نفسية تساعد الإنسان بأن يصنع أرضية نفسية تساعده دوماً في التعامل مع مختلف جوانب الحياة.

لماذا يجب أن تكون صدورنا متسعة؟

لأن سعة الصدر نعمة من شأنها تهوين المصاعب والمتاعب، وهي علاج فعال في مواجهة أمواج الحياة العاتية.

ولأننا لو قمنا بإغلاق صدورنا في تعاملنا مع الآخرين، فإن مآلنا في نهاية الأمر أن ننعزل عن الناس، والمؤمن مطلوب منه أن يتفاعل مع محيطه ويصبر ويحلم لتمضي حياته وأموره كما ينبغي لها.

أشياء كثيرة تتطلب أن توسع لها صدرك لتمر بسلام..

- وسع صدرك.. وكف البحث عن التفكير المرهق لمواقف وآراء الآخرين السلبية.

- وسع صدرك عندما تجد نفسك قريباً من وحل الغضب والتعصب.

- وسع صدرك وتسامى عن الأمور التافهة، التي قد تحيط بك.

- وسع صدرك إذا تعثرت يوماً ولا تبقى مقيداً بأغلال الأخطاء.

- وسع صدرك لكلام الناس عنك وفيك، وتعاملهم الخشن أحياناً، لا تدقق في كل تفاصيل كلامهم وتصرفاتهم.. تغابى وتعامى عن رؤية بعض ما يؤلم لتعيش بسلام، وقد قال الشاعر:

ليس الغبي بسيد في قومه

لكن سيد قومه المتغابي

إن مشكلات الحياة وظروفها وصعوبات العيش وهموم العلاقات الاجتماعية والتقلبات الاقتصادية تحتاج إلى مهارة نفسية وذهنية في التعاطي معها، ولعل سعة الصدر هي مفتاح التعامل مع هذه المشكلات، فأدر ظهرك لما لا يعنيك منها، ووسع صدرك لمزعجات الحياة وكوابيسها، وارفق بنفسك، فأنت أولى الناس بالرفق.

• قفلة..

قال أبو البندري غفر الله له:

وسع صدرك تعش بأمان.

@alomary2008