مطلق العنزي يكتب:

مبادرة مجلس التعاون الخليجي لجمع الفرقاء اليمنيين لمناقشة الوضع المؤلم في اليمن. مبادرة مهمة جداً. وتبرهن على أن الدول الخليجية تعطي أهمية قصوى لليمن، وتعمل جهدها لوقف الدماء والمعاناة المجانية التي يكابدها اليمنيون، وقطع الطريق على المرتزقة والمتاجرين بدماء اليمنيين ومأساة بلادهم.

ويجب أن يزجى الشكر للحكومة اليمنية الشرعية، التي أعلنت موقفاً وطنياً يمنياً مسؤولاً بموافقتها على الانخراط في الحوار. والشكر موصول للدول الخليجية التي تطرق كل باب، وتستغيث بكل جهد، لوقف الحرب المدمرة، وأملاً بنقل الخطاب اليمني إلى طاولة الحوار بدلاً من التخاطب بالبنادق وميادين الحروب وسيول الدماء والتفاخر بعدد المقابر.

بعد أن جرب اليمنيون ويلات الحرب والتمزق والتشرد، يطرح اليوم اختبار آخر لمدى وطنية جماعة الحوثي والنضج السياسي لقادتها، ومدى استقلاليتهم.

ويفترض أن التجربة المؤلمة، قد أفادت الحوثيين في أن يدركوا أن سنيناً من إذكاء الحرب وترويج بضاعة الموت، لم تؤد إلى أي مصلحة حوثية ولا أي مصلحة يمنية، ولم تبهج أي يمني. وآن لهم أن يقتنعوا بأن مصلحة الجماعة أولاً، ومصلحة اليمنيين، في الحوار في السلمي وحده، وأن يقتنعوا أيضاً بأن إيران تتاجر بدمائهم، ويهمها أن توقد نيران الفتن، وتستخدم العرب أدوات لنشر البغضاء والفقر والوهن في المجتمعات العربية. وأيضاً الدول الكبرى تستغل الحروب وأدواتها وتوظفها لخدمة مصالحها.

لو استجابت الجماعة الحوثية لصوت الحكمة وانخرطت في الحوار. وقرر اليمنيون وقف إطلاق النار هذه الليلة، ما الذي سيحدث؟

الذي يحدث أن عشرات اليمنيين والحوثيين، لن يحملوا هذه الليلة إلى المقابر، وسيهدون فرصة الحياة، ويعودون إلى منازلهم ويسهرون مع أطفالهم وأمهاتهم وآبائهم، بدلاً من أن يتيبسوا في اللحود. وأيضاً لن يتيتم هذه الليلة مئات الأطفال، ولا تترمل عشرات اليمنيات. وإذا استمر وقف إطلاق النار، وحل السلام، فإن ملايين اليمنيين سيتحررون من الفتنة وأشباح الموت. ويبدلون خوفهم أمناً وسلاماً، وأحزانهم آملاً بمستقبل زاهر لهم ولأبنائهم ولبلادهم.

- وترالحروب معشوقة التاريخ، يقدح زنادها الأشرار،

تعمر المقابر..

إذ قلوب الأمهات لهيب الحزن..

والبساتين الخضر رماد النار..

القادة الحقيقيون هم صناع السلام والأمل..

@malanzi3