تفتيش ذكي لمتابعة التزام المصانع بضوابط وسلامة الأغذية
60 % من منسوبي «الصحة» شاركوا في المواسم الماضية
تحليل البيانات الوبائية عالميا للتنبؤ بأي مهدد للصحة
40 موقعا تاريخيا وإسلاميا تستقبل الزائرين بحلول 2030
كشفت جلسات اليوم الثاني لمؤتمر ومعرض خدمات الحج والعمرة، في مدينة جدة، عن تناقص مدة الرد على الرقم الموحد «911» إلى ثانيتين فقط، وبأكثر من 10 لغات، إضافة إلى استخدام تقنية التفتيش الذكي لمتابعة التزام المصانع بضوابط وسلامة الأغذية المقدمة للحجيج والمعتمرين، ومتابعة السيارات الناقلة للأغذية، إلى جانب الإشراف على تقييم المخاطر في أكثر من 157 دولة يأتي منها الحجاج والمعتمرون.
وأوضح المشاركون في الجلسات، أن هناك تعاونا بين وزارة الحج والعمرة، والخطوط السعودية لإنشاء قناة الحج والعمرة على متن الطائرات كمنصة توعوية، وبينوا أن 60 % من منسوبي وزارة الصحة، بجميع المناطق شاركوا في مواسم الحج الماضية، مشيرين إلى أن برنامج خدمة ضيوف الرحمن يهدف في المقام الأول إلى زيادة قاصدي الحرمين الشريفين، والوصول إلى 30 مليون معتمر من الخارج حتى 2030، إضافة إلى التوسع في استخدام الذكاء الاصطناعي والتقنيات الناشئة وإنترنت الأشياء، والتطبيقات الذكية، والواقع الافتراضي والواقع المعزز، لإثراء تعزيز تجربة ضيوف الرحمن ورفع جودة الخدمات المقدمة لهم، بالإضافة إلى تهيئة 40 موقعا تاريخيا وإسلاميا، بحيث لا تقتصر تجربة ضيوف الرحمن على المشاعر المقدسة فقط.
وبين مساعد وزير الصحة د. محمد العبدالعالي أن المملكة حظيت بشهادات عالمية عدة، في إدارة أزمة كورونا، وحققت أنموذجا قياسيا في إدارة حشود الحج والعمرة، في ظل الجائحة، مع عودة العمرة بشكل مناسب ومنظم، مشددا على أن المملكة تولي الصحة العامة اهتماما متزايدا.
وقال إن المملكة استخدمت أحدث التقنيات، وفي سباق دائم في تقديم كل ما يساهم في تسهيل الخدمات للحجاج، كاستخدام التقنيات المتطورة، وجمع البيانات للرصد المبكر، وإدخال الذكاء الاصطناعي والروبوتات، إضافة إلى الخدمات المتنقلة لتقديم الخدمات الطبية، وأيضاً تدشين المجمع الطبي الافتراضي، وهو ما دفع بالمملكة للمقدمة في تقديم الخدمات واستخدام أحدث التقنيات. وأضاف: التعامل مع الحاج يتطلب عناية خاصة، والمملكة لديها خبرات متراكمة في إدارة الحشود المليونية.
الأمراض المستوطنة
وقال الرئيس التنفيذي لهيئة الصحة العامة د. عبدالله القويزاني إن «وقاية» تشرف على تقييم المخاطر في 192 دولة منها 57 دولة إسلامية يفد منها الحجاج والمعتمرون، كمتابعة الأمراض المستوطنة، لمنع وفادة أي مهدد للصحة العامة، كما تعمل على تحليل البيانات الوبائية في الدول الإسلامية وغير الإسلامية للتنبؤ بأي مهدد.
وأضاف: نعمل على تقييم المخاطر الجينية، كما نستخدم التقنية في رصد المتحورات، وبروتوكولات التعامل مع أي مهدد صحي، وتقييم التقنيات الجديدة في التعامل مع التعقيم والفحوصات، لرفع الوقاية البيولوجية وتأمين البيئة الصحية المثالية.
التزام المصانع
وأوضح رئيس الهيئة العامة للغذاء والدواء د. هشام الجضعي، دور الهيئة في خدمات الحجاج والمعتمرين، والتي تشمل التأكد من سلامة الغذاء بالشراكة مع القطاع الخاص والجهات الحكومية ذات العلاقة، واعتماد المصانع التي تقدم الأغذية والوجبات مسبقة التجهيز، مشيرا إلى استخدام تقنية التفتيش الذكي لمتابعة التزام المصانع بالضوابط وسلامة الغذاء.
وقال: لدينا مشروع كبير لمتابعة ومراقبة السيارات الناقلة للأغذية، والتأكد من سلامة المنتجات بجميع السلاسل، في جميع مراحل الأغذية، حتى وصولها إلى الحاج والمعتمر.
تقليص الانتظار
وأشار مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة مكة المكرمة د. وائل مطير إلى منظومتين أساسيتين تعملان بشكل متواز، الأولى: داخل العاصمة المقدسة على مدار العام لتقديم الخدمات لساكني المنطقة، والثانية: بمراكز مستقلة تعمل بشكل موسمي لتقديم الخدمات للحجاج والمعتمرين، مشيرا إلى أنه من خلال التجارب تم تحويل التحديات إلى فرص لتحسين الخدمات وتسريع قوائم العمليات وتقليص الانتظار، بما لا يؤثر على الخدمة المقدمة. وأضاف: تم مشاركة 60 % من منسوبي وزارة الصحة، بجميع المناطق في مواسم الحج الماضية، وهو ما أكسبهم الخبرات اللازمة.
خبرات متراكمة
وبين المدير العام للمركز العالمي لطب الحشود بوزارة الصحة د. أنس خان أن المملكة تمتلك خبرات متراكمة، في إدارة الحشود، مشيرا إلى أن المنظومة الصحية في المملكة تتشكل من 6 لبنات هي القيادة، والتنظيم، والخدمة الصحية، ورأس المال البشري، والتجهيزات الطبية، وطب الحشود، الذي يمكنها من تقديم خدمات صحية عاجلة وطارئة للحجاج من جميع دول العالم.
وأشار إلى أن الأمن الصحي، يضمن توفير بيئة صحية في المملكة وبلدان الحجاج بعد رجوعهم إليها، وكل تلك الجهود بحاجة لعمل مستمر، وأحدث الدراسات التي أطلقت هو مشروع الإنذار الصحي المبكر والذي يدرس المحددات والمخاطر الصحية، مع تقسيمها لدرجات، ووضع مؤشرات للوصول إلى خارطة، ثم تأسيس البنية التحتية القوية بما يتلاءم مع إدارة المخاطر.
مؤشرات أداء
وخلال الجلسة الثالثة «قياس أداء خدمة ضيوف الرحمن وتحليل الأثر»، أكد وكيل وزارة الحج والعمرة لشؤون الزيارة والوكيل المكلف لشؤون الحج محمد البيجاوي، أن الوزارة تمتلك منظومة تقنية ضخمة، لجميع إجراءات الحجاج والمعتمرين ومقدمي الخدمات، إضافة إلى مؤشرات أداء لاكتمال الجاهزية، وتقديم تجربة مميزة لضيوف الرحمن.
وبين نائب الرئيس للجودة وتجربة المسافر بالهيئة العامة للطيران المدني م. عبدالعزيز الدهمش أن الهدف، خلال الفترة الماضية، كان تقديم خدمات لضيوف الرحمن في أقصر مدة انتظار، بجميع مراحل الرحلة، وعلى أثر ذلك، جرى إطلاق مبادرة إياب والتي تخدم ضيوف الرحمن بإنهاء إجراءات سفرهم في مقر سكنهم حتى الوصول للمطار.
وأوضح عميد معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة د. تركي العمر أن منظومة المعهد تهدف لتقديم خدمات ذات جودة عالية، لضيوف الرحمن، وجرى الاعتماد على التقنية، وقياس أثرها بعد ذلك بـ«التغذية الراجعة».
زيادة الأعداد
وقال الرئيس التنفيذي للإستراتيجية ببرنامج خدمة ضيوف الرحمن م. عامر الغامدي، إن البرنامج، يشمل 3 مستهدفات، على رأسها زيادة قاصدي الحرمين الشريفين سواء في الداخل أو الخارج، من خلال الوصول لـ30 مليون معتمر من الخارج حتى 2030، وقبل الجائحة وصلنا إلى 8 ملايين معتمر سنويا، وهنالك مؤشر سنوي لزيادة الأعداد تدريجيا.وأردف الغامدي: يتمثل المستهدف الثاني في الارتقاء بجودة الخدمات بمشاركة العديد من القطاعات والجهات، للوصول إلى أرقام متقدمة في مستوى الرضا وجودة الخدمات، أما المستهدف الثالث: فهو إثراء التجربة، بحيث لا تقتصر زيارة ضيوف الرحمن المشاعر المقدسة، بل تمتد للمواقع التاريخية، ونستهدف في 2030 تهيئة 40 موقعا تاريخيا وإسلاميا، وعلى سبيل المثال، موقع معركة أحد وغيرها الكثير.
وذكر رئيس مجلس إدارة شركة مطوفي حجاج الدول العربية ماهر جمال، أنه يجري العمل على توعية الحجاج بطبيعة الرحلة، للإسهام في ضمان الانسيابية وسهولة الأداء، وذلك عن طريق دورات تدريبية وورش عمل للحجيج والمعتمرين، ونسعى لأن نكون جاهزين على مدار الساعة لخدمة ضيوف الرحمن، وتقديم رحلة حج ميسرة.
منظومة متكاملة
وفي الجلسة الرابعة «التوعية المبتكرة لضيوف الرحمن»، أكد وكيل وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات لقدرات ووظائف المستقبل م. فارس الصقعبي أن المملكة قادت تغييرا تقنيا؛ لتقديم منظومة متكاملة من الخدمات، عبر التطبيقات المختلفة ومن أهمها «أبشر»، إضافة إلى استخدام الذكاء الاصطناعي والتقنيات الناشئة وإنترنت الأشياء، والتطبيقات الذكية، إضافة إلى التقنيات القادمة كالواقع الافتراضي والواقع المعزز، وذلك لتعزيز تجربة ضيوف الرحمن ورفع جودة الخدمات المقدمة لهم.
وأوضح وكيل وزارة الصحة المساعد للتواصل م. أنس الحميد، أنه يجري التركيز على تكثيف التوعية الصحية المبسطة المناسبة لكل الجنسيات؛ لتعزيز وقاية ضيوف الرحمن.
أتمتة الخدمات
وبين مدير الإدارة العامة للإعلام والاتصال المؤسسي المتحدث الأمني لوزارة الداخلية العقيد طلال الشلهوب، أنه يجري أتمتة كامل خدمات الوزارة ورفع جودتها لخدمة ضيوف الرحمن، وعلى سبيل المثال، فإن الرد على الرقم الموحد 911 حاليا لا يستغرق أكثر من ثانيتين، وبأكثر من 10 لغات.
وقال: في كل موقع برحلة الحاج، هناك رجل أمن لخدمة ضيوف الرحمن، مع تعزيز الخدمات ميدانيًا وإلكترونيًا؛ فالأمن هو أساس أداء هذه الفريضة.
محتوى توعوي
وأشار مساعد المدير العام للاتصال والتسويق بالخطوط السعودية خالد طاش إلى وجود شراكات حقيقية بين الخطوط السعودية وسفارات المملكة حول العالم؛ ولدينا استراتيجية للمحتوى التوعوي على متن الطائرات؛ لخدمة ضيوف الرحمن وتهيئة رحلة حج ميسرة.
وأوضح وكيل الرئيس العام للاتصال والشؤون الإعلامية بالرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام هاني حيدر أن الرئاسة أعدت 48 شاشة منتشرة في شتى أنحاء المسجد الحرام تقدم خدماتها بـ 10 لغات، وبمحتويات متنوعة وشاملة، وهناك روبوتات لخدمة قاصدي المسجد الحرام كتوجيه الحاج والمعتمر.
وكشف مدير الجلسة وكيل وزارة الحج والعمرة للتعاون الدولي د. الحسن المناخرة عن تعاون سيرى النور قريبا بين وزارة الحج والعمرة وشركة الخطوط السعودية وهو قناة الحج والعمرة على متن طائرات الخطوط كمنصة توعوية تقدم محتوى توعويا في كافة الجوانب الصحية والأمنية وغيرها بالتعاون مع الجهات العاملة في قطاع الحج والعمرة كافة.