آمنة الحربي

كثيراً ما تعترينا قرارات متأخرة قد تكون في صالحنا، وقد لا تكون ولا أحد يمكنه التكهن في ماهية النهايات؟!

ولكنها قرارات يفرضها الواقع الاجتماعي أو الاحتياج النفسي أو عدم القدرة على الثبات، وقبل ذلك كله الحاجة إلى التغيير كقرار تغيير العمل أو الانفصال أو الانتقال إلى مكان آخر..؟!

كل هذه القرارات بلا شك تحتاج إلى تفكير عميق وإدراك للأبعاد المستقبلية لهذا القرار.

وقد يعتبر البعض هذه القرارات جنوناً ودون الغوص في إشكالية الجنون والدوافع اللاشعورية لكل القرارات، التي قد يطلق عليها جنوناً، والتي تكون بدايةً لحالة عقلانية جديدة تعيد تشكيل حياتنا من جديد، وتجعلنا نبني واقعاً مختلفاً بكل المقاييس.. بحيث يمكننا القول إن البنية التأسيسية الضرورية لكياننا الإنساني قد تأتي في قرار واحد، ذلك أن المفاهيم نفسها ما هي إلا كلمات وحياة الإنسان بأكملها تعتبر لعبةً من الكلمات كقولنا (ناجح)، أو (فاشل) (مجنون) أو (عاقل)..

بضع كلمات تحكم على حياة كاملة بالفشل أو النجاح، فلماذا نجعل أنفسنا رهينة كلمات معينة يطلقها الآخرون علينا وتحرمنا من تحقيق ما نريد..!

فقد تطلق كلمة ناجح على شخص ولكنه غير سعيد والعكس تماماً.

فقد تكون حياة شخص ما غير نموذجية بالنسبة للآخرين؛ ولكنه يشعر بالرضا التام والاكتفاء الذاتي.

والأهم من ذلك قناعتك الذاتية في بناء منظومتك الحياتية، التي أنت مَن تقرر أين تكون وكيف تكون..؟!

ولا تخشى من القرارات المتأخرة أو المجنونة كما يقال؛ فقد تكون بداية لحياة جديدة ومدهشة.

ولا تقف عندها طويلاً، بل بادر باتخاذ القرار الذي تراه مناسباً.! لأن الوقوف يجعلك تشعر بالتعب وقد تعدل عما تريد، وتحرم نفسك من فرصة التغيير المنشود، الذي يجعلك تخلق حياة جديدةً تمنحك الشعور بالقيمة الشخصية، وتعزز حالة التفرد الذاتي لديك فلا تلجأ لمقارنة نفسك مع الآخرين.. وحاول دائماً أن تجيد الشكر والامتنان لذاتك، ولكل شيء جميل بحياتك.

قرر وبادر ولا تقف طويلاً..!