واس - مكة المكرمة، المدينة المنورة

قال إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ د. أسامة خياط، إن حياة النبي صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان -كما هي في كل الأوقات- أنموذج حي، وتطبيق عملي، وقدوة ومنهاج يحتذيه المسلمون ويستمسك به المتقون، وينهجون نهجه، ويهتدون بهديه، ويترسمون خطاه.

وجه التخيير

وأضاف في خطبة الجمعة أمس، لقد فرض صيام شهر رمضان في السنة الثانية من الهجرة، فصام رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعة رمضانات، وكان الصيام في أول الأمر على وجه التخيير بينه وبين الإطعام عن كل يوم مسكينا، ثم صار على سبيل الحتم، لكن الصائم كان إذا نام قبل أن يأكل -عند فطره- حرم عليه الطعام والشراب إلى الليلة المقبلة، ثم نسخ ذلك، واستقرت فرضية الصيام على وجهه المعروف إلى يوم القيامة.

الصدقة والإحسان

وبين فضيلته أنه كان من هديه عليه الصلاة والسلام في استقبال شهر الصوم: أنه ينهى عن تقدم رمضان بصيام يوم أو يومين، إلا رجلا كان له صوم فليصمه. وذكر أنه كان من هديه عليه الصلاة والسلام في الفطر من الصوم: أنه يعجل الفطر، ويحث الناس على تعجيله، ببيان فضيلة التعجيل وموافقته لسنته، كما كان من هديه صلى الله عليه وسلم، الإكثار من أنواع العبادات، كالصدقة، والإحسان، والصلاة، والذكر، وقراءة القرآن، والقيام، والاعتكاف وكان من هديه في تلاوة القرآن والجود بالخير.

مدارسة القرآن

وأكد أن في هذه المدارسة القرآنية دلالة ظاهرة على الفضل العظيم لمدارسة القرآن في شهر القرآن، وعلى استحباب الإكثار من التلاوة في هذا الشهر، وأنها أفضل من سائر الأذكار، وإلى توجيه الأنظار إلى ما بين المدارسة القرآنية والجود بالخير من وثيق صلة. وبين فضيلته أن من هديه صلى الله عليه وسلم في مراعاة مقصود الصيام والتنبيه على حكمته أنه كان ينهى الصائم عن اللغو والرفث والسباب، ويأمره بالرد على الشاتم بقوله: «إني صائم»، أي: بلسانه، في أظهر أقوال أهل العلم. مضيفا إن الصيام لا يبطله إلا الأكل، والشرب، والجماع، والقيء، والحجامة. ولم يصح عنه أنه احتجم وهو صائم، وكان يقبل بعض أزواجه وهو صائم. وكان يستاك وهو صائم. وكان يصب الماء على رأسه وهو صائم، وكان صلى الله عليه وسلم يتمضمض ويستنشق وهو صائم، لكن حذر من المبالغة في الاستنشاق.

إصلاح النفوس

وفي المدينة المنورة، قال إمام وخطيب المسجد النبوي فضيلة الشيخ أحمد بن حميد في خطبة أمس إنه في العام شهر هو خير الشهور، بعث الله فيه رسوله وأنزل فيه كتابه، يرتقبه المسلمون في كل حول وفي نفوسهم له بهجة، يؤدون فيه ركنا من أركان الإسلام، يفعل خالصا ويتلذذ فيه المسلم جائعا، يحقق العبد فيه معنى الإخلاص لينطلق به إلى سائر العبادات بعيدا عن الرياء، ثواب صومه لا حد له من المضاعفة. وأكد أن الصيام يصلح النفوس، ويدفع إلى اكتساب المحامد والبعد عن المفاسد، به تغفر الذنوب وتكفر السيئات. وذكر: والقرآن العظيم أصل الدين وآية الرسالة، نزل في أفضل الشهور، ونزوله فيه إيماء لهذه الأمة بالإكثار من تلاوته وتدبره.