مجدي البانوبي

@MagdyElbanouby

المكسب والخسارة و«المصالح»، لغة يعرفها العالم جيدا، وتنتهجها أغلب الدول، بل والأفراد، وأصبحت قاعدة سائدة داخل المجتمعات الصغيرة والكبيرة على حد سواء.

على مستوى البلدان، أصبح نادرا أن نرى على الأرض مواقف متوازنة تنظر إلى المشهد كاملا، ولكن المملكة العربية السعودية تضرب «دائماً وأبداً» وعلى مر تاريخها أروع الأمثلة في الحرص على مصالح شعبها، والنظر باهتمام إلى صالح جميع أطراف المعادلة.

المتأمل لموقف المملكة، الذي أعلنته للعالم بأسره قبل أيام قليلة على لسان مصدر مسؤول بوزارة الخارجية، والمتضمن إخلاء مسؤوليتها من أي نقص في إمدادات البترول للأسواق العالمية في ظل تعرض منشآتها النفطية لهجمات ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة إيرانيا، يجده واضحا ومتوازنا ولا يتطلب تفسيرا إضافيا، فهي تؤكد أهمية أن يعي المجتمع الدولي خطورة استمرار نظام طهران في تزويد الميليشيات الحوثية الإرهابية بتقنيات الصواريخ الباليستية والطائرات المتطورة دون طيار، التي تستهدف بها مواقع إنتاج البترول والغاز ومشتقاتهما بالمملكة، وما يترتب على ذلك من آثارٍ وخيمة على قطاعات الإنتاج والمعالجة والتكرير، الذي سيُفضي بدوره إلى التأثير على إنتاجها وقدرتها على الوفاء بالتزاماتها، الأمر الذي يهدد بلا شك أمن واستقرار إمدادات الطاقة إلى الأسواق العالمية.

الموقف السعودي جاء بمثابة «جرس إنذار» إلى المجتمع الدولي بأهمية اضطلاعه بمسؤوليته في المحافظة على إمدادات الطاقة بالوقوف بحزم ضد الميليشيات الحوثية الإرهابية وردعها عن هجماتها التخريبية، التي تشكل تهديداً مباشراً لأمن الإمدادات البترولية في تلك الظروف بالغة الحساسية، التي تشهدها أسواق الطاقة العالمية.

من أسواق النفط عالمياً إلى «لبنان» عربياً، لم تدخر القيادة السعودية «رغم عدوانية حزب الله الإرهابي تجاه المملكة»، جهدًا في دعم الأشقاء اللبنانيين بكل الظروف، من خلال تمويل المشروعات الإنسانية والخيرية، لرفع مستوى الرعاية الصحية، وكذا المنشآت التعليمية، تأكيدا لوضعها المواطن اللبناني دائمًا محل الرعاية والاهتمام، والحرص بالتنسيق مع المنظمات الدولية الإغاثية على ضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها من الفقراء والفئات المتضررة والأكثر احتياجا، بعيدًا عن سيطرة حزب الله على قوت اللبنانيين المحتاجين، وذلك إلى جانب جميع الأشقاء العرب، الذين تحرص القيادة السعودية دائمًا على دعمهم بتقديم المساعدات للدول المتضررة، التي تمر بظروف اقتصادية ومعيشية صعبة ​انطلاقاً من تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، التي توجب إغاثة الملهوف ومساعدة المحتاج، والمحافظة على ​حياة الإنسان وصحته وكرامته.

امتداداً لمواقف المملكة الإنسانية ورسالتها الإغاثية في شتى أرجاء المعمورة، يواصل مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، الذي أطلقه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود «يحفظه الله» في يوليو 2015 الماضي، تحقيق الريادة والأسبقية والمبادرة إلى إغاثة المجتمعات، التي تُعاني الكوارث بهدف مساعدتها ورفع معاناتها لتعيش حياة كريمة بوصفه مركزاً قائماً على الجانب الإنساني، بعيداً عن أي دوافع أخرى بالتعاون مع المؤسسات والهيئات الإغاثية الدولية المعتمدة.

إنسانية المملكة ومواقفها الثابتة يعلمها القاصي والداني ولا تزال جسورها الخيرية ممتدة بالعطاءات المستمرة، انطلاقًا من إيمانها ورؤيتها كعضو فاعل ورصين في المجتمع الدولي وقلب العالم الإسلامي النابض.