محمد السليمان – الدمام

تضفي البهجة وتوفر الظل والمأوى والغذاء

تضرر بيئي

وقال الأستاذ المساعد في كلية الصحة العامة بجامعة الإمام عبدالرحمن د. سعد دهلوي، إن المنطقة الشرقية واحدة من المناطق المتضررة بيئيا نتيجة الإهمال المتراكم منذ عدة عقود، بالإضافة إلى عوامل أخرى مثل التصحر والرعي الجائر والتوسع السكاني على حساب المساحات الخضراء، إذ تم القضاء على الكثير من السهول البرية الخضراء نتيجة تلك العوامل، مؤكدا أهمية التشجير؛ كونه أساس مبادرة السعودية الخضراء.

وأشار إلى دور الجهات المعنية كالمركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر، في وضع قائمة من الأشجار البرية وأشجار الزينة التي تلائم أجواء المملكة وطبيعة تربتها، ولا تشكل خطرا على البيئة أو البنى التحتية، مؤكدا أن هذه القائمة تم إعدادها بعد دراسة مستفيضة من قبل مجموعة متخصصة من علماء الزراعة.

تشجير البحر

من جانبه، أوضح الناشط البيئي الوليد الناجم، أن تشجير محيط البحر أصبح ضرورة مُلحة لتنامي الثروة السمكية التي تتغذى على الأشجار البحرية وغيرها، كذلك المساحات اليابسة التي من شأنها الحفاظ على التوازن البيئي وخلق بيئة طبيعية جاذبة لأنواع متعددة من الطيور المهاجرة أو الحاضرة، مشيرا إلى أن زراعة أشجار المانجروف على السواحل تسهم في تثبيت التربة الساحلية، ومنعها من الانجراف وتقليص الانبعاثات الكربونية.

وأضاف أن الطرقات تتأثر من زحف الرمال، ما يسبب عوائق لوسائل النقل، مشددا على أن إقامة المزيد من المنتزهات البرية يجعلها متنفسا للسكان، وتضفي البهجة والسرور على نفوس مرتاديها، كما توفر الظل والمأوى والغذاء للحيوانات.

أساس علمي

ورأى الناشط الزراعي وليد الدويرج، أن من أهم عوامل زيادة الرقعة الخضراء الحفاظ على الثروة المائية باختيار الأشجار المتحملة للجفاف، والتي تتناسب مع مناخ المنطقة الشرقية، موضحا أن المملكة النباتية غنية بأنواع كثيرة من الأشجار التي يجب اختيارها على أساس علمي مدروس، وليس عشوائيا، حتى يتحقق الهدف المرجو للغرض من الزراعة، موضحا أن المنطقة الشرقية ذات المناخ الصحراوي مرتفع الحرارة صيفا تناسبه الأشجار الظلية التي يجب أن يتم اعتماد زراعتها في الطرق لتقلل من درجات الحرارة، خاصة الأشجار الفصيلة البقولية وفي مقدمتها أشجار اللبخ، والتي لها خاصية مساحة ظل عرضية تصل إلى ١٢ مترا صيفا، وتسمح بدخول أشعة الشمس شتاء، فضلا عن أن هذه الفصيلة تتميز بتثبيت عنصر النيتروجين الجوي في التربة، واحتياجها المائي قليل.

وحذر من زراعة الثمريات في الطرقات بحجة قلة استهلاكها للمياه، إذ إن تساقط ثمارها بعد النضج يجعلها بيئة خصبة لإنتاج حشرات ذبابة الفاكهة، وهي آفة مدمرة للمحاصيل الزراعية، موضحا أن الأشجار المثمرة تناسب البيئة الريفية أو الصحراوية.

نباتات سامة

وحذر الناشط البيئي الوليد الناجم، من النباتات السامة والتي تنتشر في الأماكن البرية بالمنطقة الشرقية، مشيرا إلى أن هذه النباتات ذات سمية عالية، وقد تؤدي إلى الوفاة حال التذوق أو لمس ثمارها أو أوراقها.

كما حذر من ترك المخلفات البلاستيكية وتراكمها في المتنزهات والمناطق البرية خارج النطاق العمراني التي يصعب توفير خدمات النظافة لها، مؤكدا أهمية دور الفرد في الحفاظ على البيئة، بالحرص على جمع النفايات المستخدمة، والتخلص منها في الأماكن المخصصة لذلك، واستبدال الأواني البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد كالصحون، بالورقية.

أكد متخصصون أهمية النظر في عملية زيادة الرقعة الخضراء بالمنطقة الشرقية، إضافة إلى الموجودة حاليا، يدعم حماية البيئة وزيادة الرقعة الخضراء بالمملكة ككل، إضافة إلى كونها داعما لسياسات الاستدامة البيئية وتقليل انبعاثات الكربون، التي تشكل جزءا من أهداف رؤية المملكة.

أمانة المنطقة توجه بزراعة الأشجار التي لا تستهلك المياه

«البيئة»: نستهدف النباتات المناسبة لظروف المملكة الجوية

قال مدير فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بالمنطقة الشرقية م. عامر المطيري، إن الجميع يعرف مبادرة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع - حفظه الله -، بشأن مبادرة السعودية خضراء والشرق الأوسط الأخضر الذي يهدف إلى زراعة أكثر من 10 مليارات شجرة في المملكة، بالإضافة إلى زراعة 40 مليار شجرة في محيط المنطقة، وإقليميا على مستوى الشرق الأوسط، وسيتم حتى 2030، مضيفا: التركيز الكبير سيكون على النباتات والأشجار المحلية المقاومة للاستهلاك للمياه والمناسبة لظروف المملكة الجوية والمنطقة بشكل عام.

أكدت أمانة المنطقة الشرقية أنها تولي التشجير أهمية كبرى، موضحة توجهها إلى زراعة الأشجار الملائمة للبيئة التي لا تستهلك مياها، وتشجير المناطق الساحلية والبرية، بعد إجراء الدراسات المناسبة لكل بيئة.

وأضاف أن هناك أكثر من 12 مليون زهرة موسمية تتم زراعتها على مستوى المنطقة الشرقية، موضحا أن عدد الحدائق والمنتزهات على مستوى أمانة المنطقة بلغ ٩٤٨، وإجمالي الرقعة الخضراء ١٣,٧٦٢,٥٤٧م٢، وعدد مضامير المشي ١٩٦، وأن معدل نصيب الفرد من المساحات الخضر١ء ٤،٤ م٢.

وقالت الأمانة إن دورها يتمثل في المساهمة في مبادرة ولي العهد السعودية الخضراء في زراعة ٦ آلاف شجرة لتشكل شعار المملكة الخضراء والتي ستدخل موسوعة «جينس» كأكبر شعار للسعودية الخضراء يتم تصميمه عن طريق الأشجار، مضيفا: بالإضافة إلى تشجير الحدائق والشوارع تسهم الأمانة أيضا في تشجير المدارس والدوائر الحكومية والمساجد، والمرحلة الثانية من مبادرة شرقية خضراء، والتي تهدف إلى زراعة مليون شجرة من أشجار الظل والزينة الملائمة لبيئة المنطقة، ونشر ثقافة التشجير والمحافظة على النباتات.