د. نورة الهديب

الأسبوع الماضي وفي مساحات تويتر، تحدثت عن موضوع بر الوالدين وحقوق الأبناء. وأعتقد بأن مثل هذه المواضيع وما يتعلق بها تحتاج إلى تجديد وتنوع في الطرح، لما فيها من أهمية تربوية مستدامة وحاجة الإنسان لها ضرورة وسبب في استقامته، بإذن الله. وفضل بر الوالدين يعود إلى صاحبه بالمنفعة في الدنيا والآخرة، ولكي نضمن سلامة مفهوم بر الوالدين علينا أن نركز على الأساليب التربوية الصحيحة لأبنائنا.

أهمية بر الوالدين جاءت في مواضع كثيرة سواء في القرآن أو السنة، وذلك لأسباب عظيمة، ومن ضمنها أن البر يعين صاحبه على الصلاح. وصلاح الإنسان في الباطن والظاهر، يؤثر على النفس والأسرة أولا ثم المجتمع والوطن ثانيا. وكذلك، فإن بر الوالدين يعالج قضايا مختلفة ويفتح لأصحابه أبواب الرزق والبركة والرحمة والتوفيق ودعاء الوالدين سبب رئيسي في ذلك. وأخيرا، فإن قوة التلاحم وصلة الرحم تؤمن للإنسان حياة كريمة وسلامة محيطه من سلامته. فقوة الانتماء وشرف الولاء للأسرة تعتبر فضائل تحمي أصحابها من الثغرات، التي تقودهم -أحيانا- إلى الانحرافات الفكرية أو العاطفية وغيرها.

ولكي نستوعب المحاسن المذكورة أعلاه وأكثر، علينا أن نراعي موجباتها أو حوافزها وذلك من خلال تهيئة الأطفال تربويا على ذلك. فالطفل مسؤولية، وله من الحقوق والواجبات ما يعينه على المضي في هذه الحياة تحت ظل والديه، بإذن الله. غرس الفضائل والقيم في مرحلة الطفولة تعتبر من أهم الحقوق التربوية، التي يحتاج إليها الطفل والغرس هنا بمعنى التثبيت وبقوة. ثانيا، المتابعة والإشراف على الإنبات الحسن بعد الغرس الأخلاقي في نفس الطفل والاهتمام بتنميته ورعايته. ثالثا، مراعاة كون الأب أو الأم قدوة يقتدي بها الطفل والمعاملة الحسنة بالأقوال والأفعال تعتبر دروسا من حق الطفل أن يتعلمها من والديه.

رابعا، توفير الأمن والأمان الأسري بالنسبة للطفل يزيد من ثقة الطفل بنفسه ومحيطه مما يساعد على بناء شخصية سليمة للطفل. خامسا، يعتبر الاحتواء أحد الحقوق الواجبة اتجاه الأبناء لأنه يؤمن لهم الحماية النفسية والعاطفية والاجتماعية ويجعلهم في دائرة تقيهم شر المحيط، بإذن الله. وأخيرا، العدل في العطاء للأبناء سواء كانوا ذكورا أو إناثا ومراعاة الاختلافات بأنواعها وتحقيق العدل لأجل المساواة في النهاية يعتبر سببا في الرضا والقناعة.

كل هذه الحقوق وأكثر، يحتاج إليها الأبناء لتعينهم على بر والديهم بالشكل الصحيح، الذي أمرنا الله تعالى ورسوله بها. فإحقاق الحق التربوي اتجاه الأبناء يضمن لنا -بإذن الله- طاعة الله في بر الوالدين وصلاح حال الإنسان وسلامة ثمار العطاء مستقبلا.

@FofKEDL