كييف تتهم موسكو بالسعي لتقسيم البلاد.. والروس يدعمون بوتين بعد تصريحات بايدن
بينما دُمرت ماريوبول، الواقعة بين شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا والمناطق الشرقية يخطط الانفصاليون الذين يسيطرون عليها، لإجراء استفتاء على انضمام منطقة لوهانسك المحاصرة في شرق البلاد إلى موسكو، مما يزيد الضغط على كييف، فيما اتهمت المخابرات العسكرية الأوكرانية روسيا بتقسيم أوكرانيا إلى قسمين، وتعهدت بشن حرب عصابات «شاملة» لمنع ذلك.
إلى ذلك، واصل المسؤولون الأمريكيون جهودهم لتخفيف حدة تصريحات أدلى بها الرئيس جو بايدن عندما قال السبت: إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «لا يمكن أن يبقى في السلطة».
فيما قال الملياردير الروسي اوليج ديريباسكا أمس: إن تصريحات الرئيس الأمريكي في وارسو تشير إلى نوع من «الحشد الأيديولوجي الجهنمي» وقد تطلق شرارة صراع أطول أمدا بكثير في أوكرانيا.
وأضاف إنه يعتقد أن الصراع في أوكرانيا «جنوني» وكان من الممكن إيقافه قبل ثلاثة أسابيع عبر الحوار.
وتابع قائلا «لكن الآن هناك نوع من الحشد الأيديولوجي الجهنمي الذي يجري من جانب كل الأطراف».
وأضاف «قولا واحدا: هؤلاء الناس يعدون لسنوات من القتال».
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن: إن واشنطن ليس لديها استراتيجية لتغيير النظام في موسكو.
وأضاف للصحفيين في القدس المحتلة: إن بايدن كان يعني أنه «بكل بساطة لا يمكن السماح للرئيس بوتين بشن حرب أو عدوان على أوكرانيا أو أي طرف آخر».
وتقول موسكو: إن أهدافها من ما تصفها بأنها «عملية عسكرية خاصة» تشمل نزع سلاح أوكرانيا و«القضاء على النازيين» هناك، فيما وصفت أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون ذلك بأنه ذريعة لا أساس لها لغزو غير مبرر.
انتقاد بايدن
ووجهت روسيا انتقادات إلى بايدن بسبب تعليقاته في خطاب في وارسو سعى خلاله إلى وضع الحرب في إطار صراع تاريخي من أجل الحريات الديمقراطية.
وقال بايدن الذي وصف بوتين في وقت سابق الأحد، بأنه جزار «لأجل الرب، لا يمكن لهذا الرجل أن يظل في السلطة».
ودعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى التحلي بضبط النفس قولا وفعلا أثناء التعامل مع الصراع الأوكراني بعد أن وصف الرئيس الأمريكي جو بايدن نظيره الروسي فلاديمير بوتين بأنه «جزار» وقال: إنه لا يتعين أن يبقى في السلطة.
وقال ماكرون لمحطة فرنسا3 التلفزيونية «لم أكن لأستخدم هذا النوع من الكلمات لأنني أواصل الحوار مع الرئيس بوتين».
وأضاف ماكرون «نريد أن نوقف الحرب التي شنتها روسيا في أوكرانيا دون تصعيد، هذا هو الهدف»، مشيرا إلى أن الغرض هو التوصل لوقف لإطلاق النار وسحب القوات عبر السبل الدبلوماسية.
وتابع قائلا «إذا كان هذا هو ما نريد أن نفعله فلا يجب أن نصعد الأمور لا قولا ولا فعلا».
وعلى الصعيد ذاته، قالت مبعوثة الولايات المتحدة لدى حلف شمال الأطلسي أمس الأحد: إن واشنطن لا تنتهج سياسة تهدف إلى تغيير النظام في روسيا، وذلك في أحدث محاولة لتوضيح تصريح للرئيس جو بايدن.
وقالت جوليان سميث لبرنامج «حالة الاتحاد» على شبكة سي.إن.إن «الولايات المتحدة لا تنتهج سياسة لتغيير النظام في روسيا».
وأضافت إن تصريحات بايدن كانت ترمي إلى التأكيد على أن المجتمع الدولي لا يمكنه السماح لبوتين بشن حرب في أوكرانيا أو الاستمرار في المزيد من الأعمال العدوانية في أعقاب الغزو الروسي للبلاد.
وتسببت تصريحات بايدن في انتقادات داخلية في الولايات المتحدة، إذ وصفها السناتور جيمس ريتش كبير الجمهوريين في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ بأنها «خطأ مروع» وقال: إنه كان يأمل في أن يلتزم الرئيس بالنهج المتبع، مشيرا إلى أنه يعتقد أن الأمر سيتسبب في «مشكلة ضخمة».
وتجنبت الولايات المتحدة التدخل العسكري المباشر في أوكرانيا وشاركت بدلا من ذلك من خلال حلف شمال الأطلسي في تسريع وتيرة إيصال الأسلحة للقوات الأوكرانية لمساعدتها في صد التقدم الروسي.
عائلة فرت من «لوهانسك» تجلس بصالة مدرسة لجأت إليها في أوزجورود (رويترز)
استفتاء لوهانسك
وفي سياق آخر، قال الزعيم الانفصالي لـ«لوهانسك»، ليونيد باسيتشنيك: «أعتقد أنه في المستقبل القريب سيتم إجراء استفتاء على أراضي الجمهورية الشعبية، حيث سيمارس الشعب حقه الدستوري المطلق ويعبر عن رأيه في الانضمام إلى الاتحاد الروسي»، وفقا لما ذكرته وكالة أنباء «تاس» الروسية الرسمية أمس الأحد.
واعترفت روسيا بمنطقتي لوهانسك ودونيتسك الانفصاليتين كمنطقتين مستقلتين في فبراير في مواجهة احتجاجات من أوكرانيا والغرب. وفي 24 فبراير، أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشن «عملية عسكرية» بناء على طلب جمهوريتي لوهانسك ودونيتسك الشعبيتين المعلنتين من جانب واحد لحمايتهما من الجيش الأوكراني. وفرض الغرب عقوبات غير مسبوقة ردا على الحرب العدوانية الروسية على أوكرانيا.
ومن المرجح أن يؤدي انضمام لوهانسك المحتمل إلى روسيا إلى تصعيد الوضع بشكل أكبر، ووفقا للمعلومات التي لا يمكن التحقق منها بشكل مستقل، أعلن الجيش الروسي أن أكثر من 90 % من المنطقة قد انتزعت من السيطرة الأوكرانية.
وذكرت وزارة الخارجية الأوكرانية: إنه لن يتم الاعتراف بمثل هذا التصويت في لوهانسك.
وبعد ما يزيد على أربعة أسابيع من بدء الصراع، فشلت روسيا في السيطرة على أي مدينة أوكرانية كبيرة، وأشارت موسكو يوم الجمعة إلى أنها قلصت طموحاتها للتركيز على تأمين منطقة دونباس بشرق أوكرانيا حيث يقاتل الانفصاليون الذين تدعمهم روسيا الجيش الأوكراني منذ ثمانية أعوام.
وصوت أهالي القرم بأغلبية ساحقة لصالح الانفصال عن أوكرانيا والانضمام إلى روسيا، في تصويت رفض معظم العالم الاعتراف به.
وقال كيريلو بودانوف رئيس المخابرات العسكرية الأوكرانية في بيان الأحد «إنها في الحقيقة محاولة لإقامة كوريّتين شمالية وجنوبية في أوكرانيا»، في إشارة إلى تقسيم كوريا بعد الحرب العالمية الثانية.
الجولة الصعبة
في غضون هذا، قال المفاوض الأوكراني ديفيد أرخاميا في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي أمس الأحد: إن الجولة القادمة من المحادثات المباشرة بين أوكرانيا وروسيا ستجرى في تركيا من 28 إلى 30 مارس.
ووصفت أوكرانيا الجولات السابقة من المحادثات مع روسيا بأنها «صعبة للغاية».
وقال رئيس المخابرات العسكرية الأوكرانية أمس الأحد: إن روسيا تريد تقسيم أوكرانيا إلى قسمين، كما حدث عند تقسيم كوريا إلى شمالية وجنوبية، وتعهد بشن حرب عصابات «شاملة» لمنع تقسيم البلاد.
وحث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الغرب على منح بلاده دبابات وطائرات وصواريخ لصد القوات الروسية، في حين قالت حكومته: إن قوات موسكو تستهدف مستودعات الوقود والغذاء.
وطالب زيلينسكي في كلمة ألقاها عبر الفيديو ليل السبت/الأحد الدول الغربية بتقديم معدات عسكرية من مخزوناتها التي «علاها الغبار» قائلا: إن بلاده لا تحتاج أكثر من 1 % فقط من طائرات حلف شمال الأطلسي وواحد في المئة من دباباته.
وأعطت الدول الغربية أوكرانيا حتى الآن صواريخ مضادة للدبابات والطائرات بالإضافة إلى أسلحة خفيفة ومعدات دفاع، لكنها لم تقدم أي أسلحة ثقيلة أو طائرات.
وقال زيلينسكي «لقد انتظرنا بالفعل 31 يوما، من المسؤول عن المجتمع الأوروبي الأطلسي؟ هل ما زالت موسكو حقا بسبب الترهيب؟»، مضيفا «إن الزعماء الغربيين يحجمون عن تقديم دعم لأنهم خائفون من روسيا».
وأكد مستشار وزارة الداخلية الأوكرانية فاديم دينيسنكو الأحد: إن روسيا بدأت في تدمير مخازن الوقود والأغذية الأوكرانية، مما يعني أن الحكومة ستضطر إلى وضع هذه المخزونات في أماكن متفرقة في المستقبل القريب.
وفيما بدا تأكيدا لذلك قالت وزارة الدفاع الروسية: إن صواريخها استهدفت السبت مستودع وقود ومنشأة إصلاح معدات عسكرية قرب مدينة لفيف في غرب البلاد، والتي تقع على مسافة 60 كيلومترا فقط من الحدود مع بولندا.
رجل يمر بجانب مدرسة دمرها القتال في خاركيف مع استمرار هجوم روسيا على أوكرانيا (رويترز)
دعم بوتين
من جهتها، أكدت الأمم المتحدة مقتل 1119 مدنيا وإصابة 1790 في أنحاء أوكرانيا منذ بدء الغزو، لكنها تقول: إن من المرجح أن يكون العدد الحقيقي أعلى من ذلك، وقالت أوكرانيا الأحد: إن 139 طفلا قتلوا حتى الآن وأصيب أكثر من 205.
وقالت نائبة رئيس الوزراء إيرينا فيريشتشوك: إن أوكرانيا وروسيا اتفقتا على إقامة «ممرين إنسانيين» لإجلاء المدنيين من الخطوط الأمامية للقتال أمس الأحد، بما في ذلك السماح للأشخاص بالمغادرة بسياراتهم الخاصة من مدينة ماريوبول في جنوب أوكرانيا.
ودُمرت ماريوبول، الواقعة بين شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا والمناطق الشرقية التي يسيطر عليها الانفصاليون الموالون لروسيا، بعد قصف عنيف منذ أسابيع، مما أجبر الآلاف من السكان على الاحتماء في أقبية في ظل نقص في المياه والطعام والدواء والكهرباء.
وقالت روسيا قبل أيام إنها أجلت مئات الآلاف من الأشخاص من أوكرانيا منذ بدء ما تصفه بأنه «عملية عسكرية خاصة» لنزع سلاح جارتها و«القضاء على النازية» بها.
وتقول أوكرانيا: إن روسيا رحلت الآلاف بشكل غير قانوني منذ بدء الحرب، منهم حوالي 15 ألف مدني من مدينة ماريوبول المحاصرة.
وشهدت مدينة بون غربي ألمانيا أمس الأحد، مسيرة مؤيدة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين وضع خلالها مشاركون في المظاهرة زهورا وأكاليل على نصب تذكاري في مقبرة بالمدينة.
وقال مصور صحفي تابع لوكالة الأنباء الألمانية: إن المسيرة تخللها إلقاء خطب يبدو أنها بالروسية. وقال المراسل: إن المشاركين كانوا قد توجهوا في البداية من كولونيا إلى بون في موكب شاركت به عدة مئات من السيارات حمل بعضها الأعلام الروسية، وإحداها حمل علم الاتحاد السوفيتي السابق المميز بالمطرقة والمنجل.
يشار إلى أن ألمانيا تساند أوكرانيا ضد الغزو الروسي.
إلى ذلك، واصل المسؤولون الأمريكيون جهودهم لتخفيف حدة تصريحات أدلى بها الرئيس جو بايدن عندما قال السبت: إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «لا يمكن أن يبقى في السلطة».
فيما قال الملياردير الروسي اوليج ديريباسكا أمس: إن تصريحات الرئيس الأمريكي في وارسو تشير إلى نوع من «الحشد الأيديولوجي الجهنمي» وقد تطلق شرارة صراع أطول أمدا بكثير في أوكرانيا.
وأضاف إنه يعتقد أن الصراع في أوكرانيا «جنوني» وكان من الممكن إيقافه قبل ثلاثة أسابيع عبر الحوار.
وتابع قائلا «لكن الآن هناك نوع من الحشد الأيديولوجي الجهنمي الذي يجري من جانب كل الأطراف».
وأضاف «قولا واحدا: هؤلاء الناس يعدون لسنوات من القتال».
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن: إن واشنطن ليس لديها استراتيجية لتغيير النظام في موسكو.
وأضاف للصحفيين في القدس المحتلة: إن بايدن كان يعني أنه «بكل بساطة لا يمكن السماح للرئيس بوتين بشن حرب أو عدوان على أوكرانيا أو أي طرف آخر».
وتقول موسكو: إن أهدافها من ما تصفها بأنها «عملية عسكرية خاصة» تشمل نزع سلاح أوكرانيا و«القضاء على النازيين» هناك، فيما وصفت أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون ذلك بأنه ذريعة لا أساس لها لغزو غير مبرر.
انتقاد بايدن
ووجهت روسيا انتقادات إلى بايدن بسبب تعليقاته في خطاب في وارسو سعى خلاله إلى وضع الحرب في إطار صراع تاريخي من أجل الحريات الديمقراطية.
وقال بايدن الذي وصف بوتين في وقت سابق الأحد، بأنه جزار «لأجل الرب، لا يمكن لهذا الرجل أن يظل في السلطة».
ودعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى التحلي بضبط النفس قولا وفعلا أثناء التعامل مع الصراع الأوكراني بعد أن وصف الرئيس الأمريكي جو بايدن نظيره الروسي فلاديمير بوتين بأنه «جزار» وقال: إنه لا يتعين أن يبقى في السلطة.
وقال ماكرون لمحطة فرنسا3 التلفزيونية «لم أكن لأستخدم هذا النوع من الكلمات لأنني أواصل الحوار مع الرئيس بوتين».
وأضاف ماكرون «نريد أن نوقف الحرب التي شنتها روسيا في أوكرانيا دون تصعيد، هذا هو الهدف»، مشيرا إلى أن الغرض هو التوصل لوقف لإطلاق النار وسحب القوات عبر السبل الدبلوماسية.
وتابع قائلا «إذا كان هذا هو ما نريد أن نفعله فلا يجب أن نصعد الأمور لا قولا ولا فعلا».
وعلى الصعيد ذاته، قالت مبعوثة الولايات المتحدة لدى حلف شمال الأطلسي أمس الأحد: إن واشنطن لا تنتهج سياسة تهدف إلى تغيير النظام في روسيا، وذلك في أحدث محاولة لتوضيح تصريح للرئيس جو بايدن.
وقالت جوليان سميث لبرنامج «حالة الاتحاد» على شبكة سي.إن.إن «الولايات المتحدة لا تنتهج سياسة لتغيير النظام في روسيا».
وأضافت إن تصريحات بايدن كانت ترمي إلى التأكيد على أن المجتمع الدولي لا يمكنه السماح لبوتين بشن حرب في أوكرانيا أو الاستمرار في المزيد من الأعمال العدوانية في أعقاب الغزو الروسي للبلاد.
وتسببت تصريحات بايدن في انتقادات داخلية في الولايات المتحدة، إذ وصفها السناتور جيمس ريتش كبير الجمهوريين في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ بأنها «خطأ مروع» وقال: إنه كان يأمل في أن يلتزم الرئيس بالنهج المتبع، مشيرا إلى أنه يعتقد أن الأمر سيتسبب في «مشكلة ضخمة».
وتجنبت الولايات المتحدة التدخل العسكري المباشر في أوكرانيا وشاركت بدلا من ذلك من خلال حلف شمال الأطلسي في تسريع وتيرة إيصال الأسلحة للقوات الأوكرانية لمساعدتها في صد التقدم الروسي.
استفتاء لوهانسك
وفي سياق آخر، قال الزعيم الانفصالي لـ«لوهانسك»، ليونيد باسيتشنيك: «أعتقد أنه في المستقبل القريب سيتم إجراء استفتاء على أراضي الجمهورية الشعبية، حيث سيمارس الشعب حقه الدستوري المطلق ويعبر عن رأيه في الانضمام إلى الاتحاد الروسي»، وفقا لما ذكرته وكالة أنباء «تاس» الروسية الرسمية أمس الأحد.
واعترفت روسيا بمنطقتي لوهانسك ودونيتسك الانفصاليتين كمنطقتين مستقلتين في فبراير في مواجهة احتجاجات من أوكرانيا والغرب. وفي 24 فبراير، أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشن «عملية عسكرية» بناء على طلب جمهوريتي لوهانسك ودونيتسك الشعبيتين المعلنتين من جانب واحد لحمايتهما من الجيش الأوكراني. وفرض الغرب عقوبات غير مسبوقة ردا على الحرب العدوانية الروسية على أوكرانيا.
ومن المرجح أن يؤدي انضمام لوهانسك المحتمل إلى روسيا إلى تصعيد الوضع بشكل أكبر، ووفقا للمعلومات التي لا يمكن التحقق منها بشكل مستقل، أعلن الجيش الروسي أن أكثر من 90 % من المنطقة قد انتزعت من السيطرة الأوكرانية.
وذكرت وزارة الخارجية الأوكرانية: إنه لن يتم الاعتراف بمثل هذا التصويت في لوهانسك.
وبعد ما يزيد على أربعة أسابيع من بدء الصراع، فشلت روسيا في السيطرة على أي مدينة أوكرانية كبيرة، وأشارت موسكو يوم الجمعة إلى أنها قلصت طموحاتها للتركيز على تأمين منطقة دونباس بشرق أوكرانيا حيث يقاتل الانفصاليون الذين تدعمهم روسيا الجيش الأوكراني منذ ثمانية أعوام.
وصوت أهالي القرم بأغلبية ساحقة لصالح الانفصال عن أوكرانيا والانضمام إلى روسيا، في تصويت رفض معظم العالم الاعتراف به.
وقال كيريلو بودانوف رئيس المخابرات العسكرية الأوكرانية في بيان الأحد «إنها في الحقيقة محاولة لإقامة كوريّتين شمالية وجنوبية في أوكرانيا»، في إشارة إلى تقسيم كوريا بعد الحرب العالمية الثانية.
الجولة الصعبة
في غضون هذا، قال المفاوض الأوكراني ديفيد أرخاميا في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي أمس الأحد: إن الجولة القادمة من المحادثات المباشرة بين أوكرانيا وروسيا ستجرى في تركيا من 28 إلى 30 مارس.
ووصفت أوكرانيا الجولات السابقة من المحادثات مع روسيا بأنها «صعبة للغاية».
وقال رئيس المخابرات العسكرية الأوكرانية أمس الأحد: إن روسيا تريد تقسيم أوكرانيا إلى قسمين، كما حدث عند تقسيم كوريا إلى شمالية وجنوبية، وتعهد بشن حرب عصابات «شاملة» لمنع تقسيم البلاد.
وحث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الغرب على منح بلاده دبابات وطائرات وصواريخ لصد القوات الروسية، في حين قالت حكومته: إن قوات موسكو تستهدف مستودعات الوقود والغذاء.
وطالب زيلينسكي في كلمة ألقاها عبر الفيديو ليل السبت/الأحد الدول الغربية بتقديم معدات عسكرية من مخزوناتها التي «علاها الغبار» قائلا: إن بلاده لا تحتاج أكثر من 1 % فقط من طائرات حلف شمال الأطلسي وواحد في المئة من دباباته.
وأعطت الدول الغربية أوكرانيا حتى الآن صواريخ مضادة للدبابات والطائرات بالإضافة إلى أسلحة خفيفة ومعدات دفاع، لكنها لم تقدم أي أسلحة ثقيلة أو طائرات.
وقال زيلينسكي «لقد انتظرنا بالفعل 31 يوما، من المسؤول عن المجتمع الأوروبي الأطلسي؟ هل ما زالت موسكو حقا بسبب الترهيب؟»، مضيفا «إن الزعماء الغربيين يحجمون عن تقديم دعم لأنهم خائفون من روسيا».
وأكد مستشار وزارة الداخلية الأوكرانية فاديم دينيسنكو الأحد: إن روسيا بدأت في تدمير مخازن الوقود والأغذية الأوكرانية، مما يعني أن الحكومة ستضطر إلى وضع هذه المخزونات في أماكن متفرقة في المستقبل القريب.
وفيما بدا تأكيدا لذلك قالت وزارة الدفاع الروسية: إن صواريخها استهدفت السبت مستودع وقود ومنشأة إصلاح معدات عسكرية قرب مدينة لفيف في غرب البلاد، والتي تقع على مسافة 60 كيلومترا فقط من الحدود مع بولندا.
دعم بوتين
من جهتها، أكدت الأمم المتحدة مقتل 1119 مدنيا وإصابة 1790 في أنحاء أوكرانيا منذ بدء الغزو، لكنها تقول: إن من المرجح أن يكون العدد الحقيقي أعلى من ذلك، وقالت أوكرانيا الأحد: إن 139 طفلا قتلوا حتى الآن وأصيب أكثر من 205.
وقالت نائبة رئيس الوزراء إيرينا فيريشتشوك: إن أوكرانيا وروسيا اتفقتا على إقامة «ممرين إنسانيين» لإجلاء المدنيين من الخطوط الأمامية للقتال أمس الأحد، بما في ذلك السماح للأشخاص بالمغادرة بسياراتهم الخاصة من مدينة ماريوبول في جنوب أوكرانيا.
ودُمرت ماريوبول، الواقعة بين شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا والمناطق الشرقية التي يسيطر عليها الانفصاليون الموالون لروسيا، بعد قصف عنيف منذ أسابيع، مما أجبر الآلاف من السكان على الاحتماء في أقبية في ظل نقص في المياه والطعام والدواء والكهرباء.
وقالت روسيا قبل أيام إنها أجلت مئات الآلاف من الأشخاص من أوكرانيا منذ بدء ما تصفه بأنه «عملية عسكرية خاصة» لنزع سلاح جارتها و«القضاء على النازية» بها.
وتقول أوكرانيا: إن روسيا رحلت الآلاف بشكل غير قانوني منذ بدء الحرب، منهم حوالي 15 ألف مدني من مدينة ماريوبول المحاصرة.
وشهدت مدينة بون غربي ألمانيا أمس الأحد، مسيرة مؤيدة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين وضع خلالها مشاركون في المظاهرة زهورا وأكاليل على نصب تذكاري في مقبرة بالمدينة.
وقال مصور صحفي تابع لوكالة الأنباء الألمانية: إن المسيرة تخللها إلقاء خطب يبدو أنها بالروسية. وقال المراسل: إن المشاركين كانوا قد توجهوا في البداية من كولونيا إلى بون في موكب شاركت به عدة مئات من السيارات حمل بعضها الأعلام الروسية، وإحداها حمل علم الاتحاد السوفيتي السابق المميز بالمطرقة والمنجل.
يشار إلى أن ألمانيا تساند أوكرانيا ضد الغزو الروسي.