سعي إلى هدنة أممية في أوكرانيا.. وموسكو تنفي نية تغيير حكومة كييف
بينما استعادت القوات الأوكرانية بلدية إربين الواقعة بالقرب من العاصمة أمس الإثنين، وهي التي تعد واحدة من نقاط القتال الرئيسية مع القوات الروسية بالقرب من كييف، أعربت أربع دول بحلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى جانب ألمانيا عن رغبتها في الحد من الاعتماد على الطاقة الروسية والتعاون بصورة أوثق في ظل الحرب، فيما شدد الكرملين على أنه «لن يقدم الغاز للأوروبيين بالمجان».
في غضون ذلك، قلت وكالة «إنترفاكس» للأنباء عن رئيس مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف قوله أمس الإثنين: إن تغيير الحكومة في أوكرانيا ليس من ضمن أهداف «العملية الروسية الخاصة» في أوكرانيا.
ونقلت الوكالة عن باتروشيف قوله: إن التلميحات الغربية بأن هذا هو هدف روسيا غير دقيقة.
ومن جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأوكرانية أولكسندر موتوزيانيك في وقت سابق أمس: إن بلاده لا ترى مؤشرات على الأرض على تخلي روسيا عن خطة لتطويق العاصمة كييف.
وقال في إفادة تليفزيونية: «وفقا لمعلوماتنا لم تتخل روسيا الاتحادية عن محاولاتها إن لم يكن للاستيلاء على كييف فلتطويقها، في الوقت الحالي لا نرى تحركا لقوات العدو بعيدا عن كييف».
وفي السياق، قال مسؤول أمريكي رفيع المستوى أمس: «إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين غير مستعد فيما يبدو لتقديم تنازلات لإنهاء الحرب في أوكرانيا»، بينما تستعد موسكو وكييف لإجراء أول محادثات سلام مباشرة في إسطنبول التركية منذ أكثر من أسبوعين.
وتطلق موسكو على حملتها في أوكرانيا وصف «عملية عسكرية خاصة» لنزع سلاح جارتها و«القضاء على النازية» فيها، بينما يعتبر الغرب أن هذا مجرد ذريعة لغزو كييف، مطلقا حزمة عقوبات موجعة على الاقتصاد الروسي، ربما تطال إمدادات الطاقة قريبا في حال اتحاد الموقف الأوروبي.
يأتي كل هذا، مع تطلع روسيا إلى زيادة صادراتها النفطية لآسيا للتعويض، ولو عن جزء من صادراتها، في ظل العزوف الأوروبي عن النفط والغاز.
المستشار الألماني ورئيسة الوزراء السويدية بعد محادثات حول كييف في برلين (رويترز)
قلق روسي
ومن جهته، أبدى الكرملين قلقه مما قاله الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال كلمة ألقاها يوم السبت بأنه يجب عدم بقاء الرئيس فلاديمير بوتين في السلطة.
وقالت روسيا وأوكرانيا: إن وفديهما سيصلان إلى تركيا أمس الإثنين مع توقع بدء المحادثات اليوم الثلاثاء.
وتستعد أوكرانيا وروسيا اليوم الثلاثاء لعقد أول محادثات سلام مباشرة منذ أكثر من أسبوعين مع إصرار كييف على عدم تقديم أي تنازلات تتعلق بالتخلي عن أراض في الوقت الذي تحول فيه زخم القتال لصالحها.
وقلل مسؤولون أوكرانيون من فرص تحقيق انفراجة كبيرة في المحادثات المقرر عقدها في إسطنبول بعد أن تحدث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الأحد.
ولكن حقيقة إجراء أول محادثات مباشرة على الإطلاق منذ الاجتماع الحاد الذي عقد بين وزيري خارجية البلدين في العاشر من مارس تمثل علامة على التحولات وراء الكواليس مع تعثر الحرب.
وأشار المسؤولون الأوكرانيون في الآونة الأخيرة إلى أن روسيا قد تكون الآن أكثر استعدادا لتقديم تنازلات، مع تراجع أي أمل لها بفرض حكومة جديدة على كييف في مواجهة المقاومة الأوكرانية الشديدة والخسائر الروسية الفادحة.
ولمح الجيش الروسي الأسبوع الماضي إلى أنه يحول تركيزه على توسيع الأراضي التي يسيطر عليها الانفصاليون في شرق أوكرانيا بعد شهر من دفعه الجزء الأكبر من قوة الغزو الضخمة لشن هجوم فاشل على كييف.
وعندما التقى الطرفان بشكل شخصي المرة السابقة، اتهمت أوكرانيا وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بتجاهل مناشداتها لمناقشة وقف إطلاق النار في حين قال لافروف: إن وقف القتال ليس مطروحا حتى على جدول الأعمال.
وبعد ذلك التقى الطرفان مرارا عبر رابط فيديو بدلا من الاجتماع بشكل مباشر، وناقش الجانبان علنا صيغة قد تقبل أوكرانيا بموجبها وضعا محايدا رسميا بشكل ما، ولكن لم يتزحزح أي من الجانبين بشأن المطالب الإقليمية لروسيا بما في ذلك شبه جزيرة القرم التي سيطرت عليها موسكو وضمتها في 2014 والأراضي الشرقية المعروفة باسم دونباس التي تطالب موسكو بالتنازل عنها للانفصاليين.
امرأة تحمل طفلًا بجوار جسر مدمر أثناء الإخلاء من بلدة إيربين خارج كييف (رويترز)
الكرملين يرد
ونقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية عن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف القول أمس: إن هناك سوقا «في جنوب شرق آسيا، وفي الشرق»، ولكنه استدرك بالقول: إن «السوق الأوروبية بالطبع مميزة».
وجاء تصريح المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ردا على إعلان المستشار الألماني أولاف شولتس أن حكومته ستتحرك «بسرعة كبيرة» للحد من اعتماد ألمانيا على واردات الطاقة الروسية.
وقال شولتس في مقابلة إعلامية أمس: إن ألمانيا يمكنها فعل ذلك بسرعة فيما يتعلق بالفحم والنفط، إلا أن الغاز الطبيعي سيحتاج وقتا أطول.
وتواصل روسيا حتى الآن ضخ غازها إلى أوروبا بصورة اعتيادية، رغم حربها في أوكرانيا والعقوبات التي فرضها الغرب.
وجدد بيسكوف مرة أخرى التأكيد على إصرار روسيا على تلقي مدفوعات الغاز الروسي لأوروبا بالروبل وليس باليورو.
وكان بوتين أعلن الأسبوع الماضي أن الغاز الذي يتم ضخه «لدول غير صديقة» سيتم بيعه بالروبل فقط.
ورغم أنه يبدو أن خطوة الكرملين تهدف إلى تعزيز العملة الوطنية التي تعاني تحت وطأة العقوبات، فإن الخبراء يشككون في جدوى مثل هذا الأمر.
وقال الكرملين الإثنين: إن روسيا تسعى للتوصل إلى وسائل وسبل تقبل من خلالها قيمة صادراتها من الغاز بعملتها المحلية، وإنها ستتخذ قراراتها في اللحظة المناسبة في حالة امتناع الدول الأوروبية عن الدفع بالروبل.
وخلال اجتماع لزعماء الاتحاد الأوروبي يوم الجمعة الماضي لم تظهر أرضية مشتركة أو موقف موحد تجاه المطالب التي أعلنت عنها روسيا في الأسبوع الماضي، بأن تدفع الدول «غير الصديقة» ثمن الغاز بالروبل وليس باليورو بعد اتفاق الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين على مجموعة من العقوبات على روسيا.
فيما ناقش اجتماع لرؤساء حكومات بلغاريا ورومانيا ومقدونيا الشمالية ومونتنيجرو بالقرب من صوفيا أمس الإثنين، الأمر.
وقال رئيس الوزراء البلغاري كيريل بيتكوف «ما كان من المعتاد أن يأتي من الشمال يجب أن يأتي الآن من الجنوب»، ملخصا الجهود التي تبذل في المنطقة لتصبح مستقلة عن إمدادات الطاقة من روسيا.
جندي بولندي يحمل طفلا للأسرة الأوكرانية التي وصلت نقطة حدودية بين البلدين (رويترز)
مخاوف أوروبية
وزادت المخاوف حول أمن الإمدادات بعد المطلب الروسي، في وقت تسارع فيه الشركات ودول الاتحاد الأوروبي لفهم تداعياته.
ويتعين على البنك المركزي الروسي والحكومة وشركة «جازبروم» التي تمثل إمداداتها 40% من واردات الغاز الأوروبية تقديم مقترحاتها بخصوص مدفوعات الغاز بالروبل إلى الرئيس فلاديمير بوتين بحلول يوم الخميس 31 مارس.
وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين في مؤتمر صحفي عبر الهاتف «لن نقدم الغاز بالمجان، هذا شيء واضح، في وضعنا الراهن، من غير الممكن ولا المناسب أن نقوم بأعمال خيرية (مع العملاء الأوروبيين)».
ويضع الاتحاد الأوروبي هدفا يتمثل في خفض اعتماده على الغاز الروسي بمقدار الثلثين هذا العام ووقف واردات الوقود الأحفوري الروسي بحلول 2027.
وقالت الولايات المتحدة يوم الجمعة: إنها ستعمل على توريد 15 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال إلى الاتحاد الأوروبي هذا العام.
وقُدرت صادرات الغاز الروسي للاتحاد الأوروبي بحوالي 155 مليار متر مكعب العام الماضي.
في غضون هذا، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الإثنين: إنه أصدر تعليماته إلى مسؤول الإغاثة بالمنظمة الدولية «للبحث مع الأطراف المعنية» إمكان وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية في أوكرانيا.
كما دعا غوتيريش إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية «للسماح بإحراز تقدم في مفاوضات سياسية جادة تهدف إلى التوصل إلى اتفاق سلام على أساس مبادئ ميثاق الأمم المتحدة». دون ذكر روسيا في حديثه.
من جانبه، قال الرئيس البولندي أندريه دودا الإثنين: إنه من بين نحو 2.3 مليون لاجئ أوكراني دخلوا بلاده منذ بدء الحرب؛ قرر ما بين 1.7 و 1.8 مليون منهم البقاء في البلاد، وذلك حسبما أفادت وكالة «بلومبرغ» للأنباء.
وأضاف دودا أن نحو نصف مليون لاجئ من أوكرانيا المجاورة غادروا بولندا قاصدين دولا أخرى.
وكانت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك وعدت في وقت سابق أمس، بتقديم بلادها دعما ماليا للدول المجاورة لأوكرانيا بسبب العدد الكبير للاجئي الحرب.
لاجئون أوكرانيون أمام نزل ألماني اضطروا لمغادرته لانتهاء العقد مع صاحبه (د ب أ)
رعاية اللاجئين
وخلال زيارة لنُزُل إيواء «أولي» في مدينة ايزنهوتنشتات شرقي ألمانيا، قالت السياسية المنتمية إلى حزب «الخضر»: إن بلادها يمكنها أن تساعد في ضمان إمكانية تقديم الرعاية للاجئين بشكل مباشر ميدانيا في دول مثل مولدوفا.
مشيرة إلى أنه ليس هناك أحد يمكنه مواصلة رحلته من بيلاروس أو مولدوفا أو بولندا إلى إسبانيا على سبيل المثال على قدميه «ولذلك فإننا بحاجة إلى جسر جوي، وأنا أعمل على ذلك بشكل مكثف مع دول مجموعة السبع».
وميدانيا، قال المتحدث باسم رئيس بلدية مدينة ماريوبول الأوكرانية «إن ما يقرب من خمسة آلاف شخص قُتلوا في المدينة الواقعة في جنوب البلاد منذ أن فرضت القوات الروسية حصارا عليها».
ونقل المتحدث بيانات عن مكتب رئيس البلدية ذكرت أن حوالي 90% من المباني في ماريوبول تضررت، بينما دُمرت حوالي 40% منها.
ومن ناحيته، ذكر عمدة مدينة خاركيف الأوكرانية، ايهور تيريخوف، أن نحو 1180 مبنى سكنيا متعدد الطوابق في المدينة الواقعة بشرق البلاد دمرت جراء الهجمات الجوية والبرية الروسية المستمرة منذ أسابيع.
ونقلت وكالة الأنباء الأوكرانية (يونيان) عن تيريخوف القول: إنه خلال 24 ساعة، قصفت القوات الروسية خاركيف نحو 60 مرة بالمدفعية وقذائف الهاون.
وكان تعداد سكان خاركيف يبلغ نحو 1.5 مليون نسمة قبل بداية الحرب وهي ثاني أكبر مدينة أوكرانية بعد كييف.
وبحسب تيريخوف، يجري إيواء سكان المنازل التي تعرضت للقصف في المدارس المتبقية ورياض الأطفال وكذلك الأقبية والمحطات تحت الأرض.
وتتلقى خاركيف المساعدات الإنسانية من مدن أخرى بالإضافة إلى شحنة من الأدوية تقدر بـ880 ألف دولار وصلت أيضا من الولايات المتحدة.
في غضون ذلك، قلت وكالة «إنترفاكس» للأنباء عن رئيس مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف قوله أمس الإثنين: إن تغيير الحكومة في أوكرانيا ليس من ضمن أهداف «العملية الروسية الخاصة» في أوكرانيا.
ونقلت الوكالة عن باتروشيف قوله: إن التلميحات الغربية بأن هذا هو هدف روسيا غير دقيقة.
ومن جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأوكرانية أولكسندر موتوزيانيك في وقت سابق أمس: إن بلاده لا ترى مؤشرات على الأرض على تخلي روسيا عن خطة لتطويق العاصمة كييف.
وقال في إفادة تليفزيونية: «وفقا لمعلوماتنا لم تتخل روسيا الاتحادية عن محاولاتها إن لم يكن للاستيلاء على كييف فلتطويقها، في الوقت الحالي لا نرى تحركا لقوات العدو بعيدا عن كييف».
وفي السياق، قال مسؤول أمريكي رفيع المستوى أمس: «إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين غير مستعد فيما يبدو لتقديم تنازلات لإنهاء الحرب في أوكرانيا»، بينما تستعد موسكو وكييف لإجراء أول محادثات سلام مباشرة في إسطنبول التركية منذ أكثر من أسبوعين.
وتطلق موسكو على حملتها في أوكرانيا وصف «عملية عسكرية خاصة» لنزع سلاح جارتها و«القضاء على النازية» فيها، بينما يعتبر الغرب أن هذا مجرد ذريعة لغزو كييف، مطلقا حزمة عقوبات موجعة على الاقتصاد الروسي، ربما تطال إمدادات الطاقة قريبا في حال اتحاد الموقف الأوروبي.
يأتي كل هذا، مع تطلع روسيا إلى زيادة صادراتها النفطية لآسيا للتعويض، ولو عن جزء من صادراتها، في ظل العزوف الأوروبي عن النفط والغاز.
قلق روسي
ومن جهته، أبدى الكرملين قلقه مما قاله الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال كلمة ألقاها يوم السبت بأنه يجب عدم بقاء الرئيس فلاديمير بوتين في السلطة.
وقالت روسيا وأوكرانيا: إن وفديهما سيصلان إلى تركيا أمس الإثنين مع توقع بدء المحادثات اليوم الثلاثاء.
وتستعد أوكرانيا وروسيا اليوم الثلاثاء لعقد أول محادثات سلام مباشرة منذ أكثر من أسبوعين مع إصرار كييف على عدم تقديم أي تنازلات تتعلق بالتخلي عن أراض في الوقت الذي تحول فيه زخم القتال لصالحها.
وقلل مسؤولون أوكرانيون من فرص تحقيق انفراجة كبيرة في المحادثات المقرر عقدها في إسطنبول بعد أن تحدث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الأحد.
ولكن حقيقة إجراء أول محادثات مباشرة على الإطلاق منذ الاجتماع الحاد الذي عقد بين وزيري خارجية البلدين في العاشر من مارس تمثل علامة على التحولات وراء الكواليس مع تعثر الحرب.
وأشار المسؤولون الأوكرانيون في الآونة الأخيرة إلى أن روسيا قد تكون الآن أكثر استعدادا لتقديم تنازلات، مع تراجع أي أمل لها بفرض حكومة جديدة على كييف في مواجهة المقاومة الأوكرانية الشديدة والخسائر الروسية الفادحة.
ولمح الجيش الروسي الأسبوع الماضي إلى أنه يحول تركيزه على توسيع الأراضي التي يسيطر عليها الانفصاليون في شرق أوكرانيا بعد شهر من دفعه الجزء الأكبر من قوة الغزو الضخمة لشن هجوم فاشل على كييف.
وعندما التقى الطرفان بشكل شخصي المرة السابقة، اتهمت أوكرانيا وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بتجاهل مناشداتها لمناقشة وقف إطلاق النار في حين قال لافروف: إن وقف القتال ليس مطروحا حتى على جدول الأعمال.
وبعد ذلك التقى الطرفان مرارا عبر رابط فيديو بدلا من الاجتماع بشكل مباشر، وناقش الجانبان علنا صيغة قد تقبل أوكرانيا بموجبها وضعا محايدا رسميا بشكل ما، ولكن لم يتزحزح أي من الجانبين بشأن المطالب الإقليمية لروسيا بما في ذلك شبه جزيرة القرم التي سيطرت عليها موسكو وضمتها في 2014 والأراضي الشرقية المعروفة باسم دونباس التي تطالب موسكو بالتنازل عنها للانفصاليين.
الكرملين يرد
ونقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية عن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف القول أمس: إن هناك سوقا «في جنوب شرق آسيا، وفي الشرق»، ولكنه استدرك بالقول: إن «السوق الأوروبية بالطبع مميزة».
وجاء تصريح المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ردا على إعلان المستشار الألماني أولاف شولتس أن حكومته ستتحرك «بسرعة كبيرة» للحد من اعتماد ألمانيا على واردات الطاقة الروسية.
وقال شولتس في مقابلة إعلامية أمس: إن ألمانيا يمكنها فعل ذلك بسرعة فيما يتعلق بالفحم والنفط، إلا أن الغاز الطبيعي سيحتاج وقتا أطول.
وتواصل روسيا حتى الآن ضخ غازها إلى أوروبا بصورة اعتيادية، رغم حربها في أوكرانيا والعقوبات التي فرضها الغرب.
وجدد بيسكوف مرة أخرى التأكيد على إصرار روسيا على تلقي مدفوعات الغاز الروسي لأوروبا بالروبل وليس باليورو.
وكان بوتين أعلن الأسبوع الماضي أن الغاز الذي يتم ضخه «لدول غير صديقة» سيتم بيعه بالروبل فقط.
ورغم أنه يبدو أن خطوة الكرملين تهدف إلى تعزيز العملة الوطنية التي تعاني تحت وطأة العقوبات، فإن الخبراء يشككون في جدوى مثل هذا الأمر.
وقال الكرملين الإثنين: إن روسيا تسعى للتوصل إلى وسائل وسبل تقبل من خلالها قيمة صادراتها من الغاز بعملتها المحلية، وإنها ستتخذ قراراتها في اللحظة المناسبة في حالة امتناع الدول الأوروبية عن الدفع بالروبل.
وخلال اجتماع لزعماء الاتحاد الأوروبي يوم الجمعة الماضي لم تظهر أرضية مشتركة أو موقف موحد تجاه المطالب التي أعلنت عنها روسيا في الأسبوع الماضي، بأن تدفع الدول «غير الصديقة» ثمن الغاز بالروبل وليس باليورو بعد اتفاق الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين على مجموعة من العقوبات على روسيا.
فيما ناقش اجتماع لرؤساء حكومات بلغاريا ورومانيا ومقدونيا الشمالية ومونتنيجرو بالقرب من صوفيا أمس الإثنين، الأمر.
وقال رئيس الوزراء البلغاري كيريل بيتكوف «ما كان من المعتاد أن يأتي من الشمال يجب أن يأتي الآن من الجنوب»، ملخصا الجهود التي تبذل في المنطقة لتصبح مستقلة عن إمدادات الطاقة من روسيا.
مخاوف أوروبية
وزادت المخاوف حول أمن الإمدادات بعد المطلب الروسي، في وقت تسارع فيه الشركات ودول الاتحاد الأوروبي لفهم تداعياته.
ويتعين على البنك المركزي الروسي والحكومة وشركة «جازبروم» التي تمثل إمداداتها 40% من واردات الغاز الأوروبية تقديم مقترحاتها بخصوص مدفوعات الغاز بالروبل إلى الرئيس فلاديمير بوتين بحلول يوم الخميس 31 مارس.
وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين في مؤتمر صحفي عبر الهاتف «لن نقدم الغاز بالمجان، هذا شيء واضح، في وضعنا الراهن، من غير الممكن ولا المناسب أن نقوم بأعمال خيرية (مع العملاء الأوروبيين)».
ويضع الاتحاد الأوروبي هدفا يتمثل في خفض اعتماده على الغاز الروسي بمقدار الثلثين هذا العام ووقف واردات الوقود الأحفوري الروسي بحلول 2027.
وقالت الولايات المتحدة يوم الجمعة: إنها ستعمل على توريد 15 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال إلى الاتحاد الأوروبي هذا العام.
وقُدرت صادرات الغاز الروسي للاتحاد الأوروبي بحوالي 155 مليار متر مكعب العام الماضي.
في غضون هذا، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الإثنين: إنه أصدر تعليماته إلى مسؤول الإغاثة بالمنظمة الدولية «للبحث مع الأطراف المعنية» إمكان وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية في أوكرانيا.
كما دعا غوتيريش إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية «للسماح بإحراز تقدم في مفاوضات سياسية جادة تهدف إلى التوصل إلى اتفاق سلام على أساس مبادئ ميثاق الأمم المتحدة». دون ذكر روسيا في حديثه.
من جانبه، قال الرئيس البولندي أندريه دودا الإثنين: إنه من بين نحو 2.3 مليون لاجئ أوكراني دخلوا بلاده منذ بدء الحرب؛ قرر ما بين 1.7 و 1.8 مليون منهم البقاء في البلاد، وذلك حسبما أفادت وكالة «بلومبرغ» للأنباء.
وأضاف دودا أن نحو نصف مليون لاجئ من أوكرانيا المجاورة غادروا بولندا قاصدين دولا أخرى.
وكانت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك وعدت في وقت سابق أمس، بتقديم بلادها دعما ماليا للدول المجاورة لأوكرانيا بسبب العدد الكبير للاجئي الحرب.
رعاية اللاجئين
وخلال زيارة لنُزُل إيواء «أولي» في مدينة ايزنهوتنشتات شرقي ألمانيا، قالت السياسية المنتمية إلى حزب «الخضر»: إن بلادها يمكنها أن تساعد في ضمان إمكانية تقديم الرعاية للاجئين بشكل مباشر ميدانيا في دول مثل مولدوفا.
مشيرة إلى أنه ليس هناك أحد يمكنه مواصلة رحلته من بيلاروس أو مولدوفا أو بولندا إلى إسبانيا على سبيل المثال على قدميه «ولذلك فإننا بحاجة إلى جسر جوي، وأنا أعمل على ذلك بشكل مكثف مع دول مجموعة السبع».
وميدانيا، قال المتحدث باسم رئيس بلدية مدينة ماريوبول الأوكرانية «إن ما يقرب من خمسة آلاف شخص قُتلوا في المدينة الواقعة في جنوب البلاد منذ أن فرضت القوات الروسية حصارا عليها».
ونقل المتحدث بيانات عن مكتب رئيس البلدية ذكرت أن حوالي 90% من المباني في ماريوبول تضررت، بينما دُمرت حوالي 40% منها.
ومن ناحيته، ذكر عمدة مدينة خاركيف الأوكرانية، ايهور تيريخوف، أن نحو 1180 مبنى سكنيا متعدد الطوابق في المدينة الواقعة بشرق البلاد دمرت جراء الهجمات الجوية والبرية الروسية المستمرة منذ أسابيع.
ونقلت وكالة الأنباء الأوكرانية (يونيان) عن تيريخوف القول: إنه خلال 24 ساعة، قصفت القوات الروسية خاركيف نحو 60 مرة بالمدفعية وقذائف الهاون.
وكان تعداد سكان خاركيف يبلغ نحو 1.5 مليون نسمة قبل بداية الحرب وهي ثاني أكبر مدينة أوكرانية بعد كييف.
وبحسب تيريخوف، يجري إيواء سكان المنازل التي تعرضت للقصف في المدارس المتبقية ورياض الأطفال وكذلك الأقبية والمحطات تحت الأرض.
وتتلقى خاركيف المساعدات الإنسانية من مدن أخرى بالإضافة إلى شحنة من الأدوية تقدر بـ880 ألف دولار وصلت أيضا من الولايات المتحدة.