ميسة الحارثي

لا يتعلق الأمر بأن تكون لطيفا دوما وأن تلبي للناس ما يريدونه، ولا أن ترفض كذلك لأي سبب، بل في الموازنة بينهما، فتستطيع بذلك معرفة الوقت الصحيح والكيفية المناسبة للرفض، وتذكر أن راحتك النفسية تستحق منك بذل الجهد، وليس عليك أن تنال رضا الجميع فهذا من المحال.

لماذا عليك أن تقول لا؟

لا بد أنك تدرك مدى شبكة علاقاتك الاجتماعية وكيف أنه من المستحيل أن توفي للجميع حقوقهم وطلباتهم، ومن ثم فإن الحرص على رضاهم جميعا ودوما هو أمر مستحيل.

كما أن الأمر يؤثر على واجباتك الشخصية، من عمل أو دراسة ومسؤوليات عائلية ونحو ذلك، وأيضا فيما يخص راحتك النفسية ومساحتك الشخصية، فإن استجابتك الدائمة لطلبات الغير ستحول دون رضاك عن وضعك وعن راحتك وأيضا قد تضيف إليك عبئا نفسيا وتصيبك بالقلق والاضطراب.

قول لا ليس بالأمر الجلل ولا بالأمر الفاضح، فليس وقتك مباحا لكل من أراد منك معروفا، ولكن ذلك لا يحول دون استجابتك إن كان ذلك ممكنا ولا يضرك.

الكلمة هي سيف قاطع، قد يكون لك أو عليك، من ثم عليك باختيار الوقت المناسب والكلام الملائم لوصف ما لديك ببراعة، فالرفض في بعض الأحيان قد يكون شاقا، كالتعامل مع الوالدين والأهل ومن لهم مكانة خاصة.

وأيضا قد تكون لذلك الشخص مشاكل نفسية وأعباء حياتية تدفعك للتفكير في ما قد يسببه قرارك بالرفض لذلك الشخص من ألم نفسي، من هنا كانت أهمية وصف وضعك الحالي للشخص، وبيان ما لديك من أسباب تمنعك من إجابة طلبه.

اعلم أيضا أن الحياة متغيرة، فلا بد من توافر أوقات يمكنك فيها بذل العون، إذن فعلى الشخص أيضا أن يتغاضى عن ذلاتك في بحر حسناتك وفضلك، وإن كان بوسعك أيضا تقديم بعض النصح والمساعدة فلا ضير من ذلك.

بعد ذلك سيعتاد الناس على حالك وطباعك، سيعلمون أن لك حدودا لحياتك الشخصية، وأن رفضك أو قبولك للمساعدة له العديد من الدوافع وليس مجرد مصلحة شخصية.

مما سيساعدك في تحديد الرغبة لديك سواء في الرفض أو القبول هو تحديد أهدافك الخاصة وإدراكك لذاتك وطموحاتك.

إن استمر بك الحال على هذه المشكلة بالعجز عن قول لا، فإن ذلك لا محالة سيتبعه العديد من المشاكل والاضطرابات، كالقلق وانعدام الرضا عن الذات، ومن ثم فإن الأمر يتطلب تدخل المعالج النفسي في كلتا الحالتين للوصول بك إلى شخصية متوازنة.

@alharthimaysa