أنيسة الشريف مكي

هدر الطعام سلوك سلبي لا يقره ديننا الحنيف، وجحود بالنعمة، وقد وصف الله المبذرين بإخوان الشياطين.

وأيضا في كل الثقافات في العالم يتعارض الهدر الغذائي مع المعايير الأخلاقية، أمرنا ديننا بإطعام المسكين وحثنا عليه ولكن نهانا عن التبذير.

حديثي اليوم عن هدر الطعام خاصة في الشهر المبارك، أعاده الله علينا وعليكم وعلى الأمة الإسلامية بالخير والبركات.

للأسف كثير من الأسر ولا أعمم تقوم بسلوكيات خاطئة في هذا الشهر الفضيل تسرف في كميات طعام الإفطار والسحور وتخالف ما حثنا الإسلام عليه من وجوب صون النعم وإكرامها بصرفها بحسب ما أمرنا به الشرع لتحقيق التكافل الاجتماعي بين الناس، حتى لا يكون هناك فقير ومحتاج.

ثقافة غرس قيم حفظ النعم ضرورية، والإسراف والتبذير سلوكان مذمومان وآفتان تفتكان بجسد المجتمع دينيا وماديا.

إلا أن ما نراه في الوقت الحاضر وفي رمضان بالذات مخالف تماما للأوامر والنواهي الشرعية ومؤلم في النفس، الطعام المهدر بأنواعه والذي مصيره لا حول ولا قوة إلا بالله حاويات القمامة أعزكم الله.

لنتذكر قول رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة وأجل التسليم «وكفى المبذر إثما أنه يكون أقرب شبها للشيطان»، وقوله تعالى «ولا تبذر تبذيرا إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا».

كان من هدي الرسل والأنبياء إكرام الضيوف دون إسراف فلا يجب أن نسمح للإسراف بأن يمتص أجورنا فلا نستفيد من صيامنا سوى الجوع والعطش.

والمؤسف حقا أن عقاب كفران النعمة والتبذير لا يخص بل يعم، يصيب الجميع خاصة من يرى ويصمت.

فبدلا من هدر الطعام في غير محله، يوجد متعففون كثيرون من الأهل والأقارب والجيران والأصدقاء يحسبهم الجاهل من التعفف أغنياء، لا بد من تذكرهم دائما خاصة في رمضان.

الجمعيات الخيرية جزاها الله خير الجزاء تقوم بدور كبير وفعال تشكر عليه طوال العام، وفي كل المناسبات، وتخص رمضان بأهمية أكبر وفعالية أشمل وأعم، مثلا وعلى سبيل المثال لا الحصر، جمعية فتاة الخليج بالخبر، وجمعية ود الخيرية بالخبر، وجمعيات أخرى جعل الله أعمالهم في ميزان حسناتهم.

تحلي الأسر والأفراد بالسلوكيات الحضارية والتعاليم الإسلامية المتعلقة بالحد من الهدر وعدم الإسراف فيه، وشراء الاحتياجات الأساسية وبالكميات المناسبة من دون زيادة، واجب ديني وحضاري.

وعكسه الإفراط في الطعام خاصة شراء الفواكه والخضراوات التي يسهل خرابها ولا يهتم بالمحافظة عليها مما يتسبب في بطلان صلاحيتها للأكل وإلقائها في حاويات النفايات.

نشر ترشيد الاستهلاك الغذائي مسئولية كل فرد في المجتمع خاصة الإعلام بأنواعه المقروء والمسموع ووسائل التواصل الاجتماعي، وقبلهم وفي الدرجة الأولى شيوخنا الأفاضل كما تعودنا منهم دائما حفظهم الله.

إلقاء الأطعمة في حاويات النفايات مشاهد مؤلمة رجاء من الجميع مشكورين التوعية الشاملة للترشيد الغذائي للمحافظة على النعم.

Aneesa_makki@hotmail.com