الوكالات - عواصم

روسيا وقازاخستان تريدان أوكرانيا محايدة وخالية من الأسلحة النووية

فيما تتواصل الحرب الروسية في أوكرانيا على جبهات القتال، خاصة حول العاصمة كييف، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن بلاده ليست ضعيفة، ولن تقبل أي نتيجة في القتال ضد القوات الروسية بخلاف الانتصار.

وقال زيلينسكي في مقابلة أجرتها معه شبكة «فوكس نيوز» الإخبارية الأمريكية: «إن المحافظة على أراضي البلاد أمر غير قابل للنقاش».

وأضاف الرئيس الأوكراني: «من الصعب بالنسبة لنا الحديث عن حلف شمال الأطلسي (ناتو)؛ لأن الأخير لا يريد ضمنا إليه. أعتقد أن هذا خطأ، لأننا إذا انضممنا للناتو فإننا سوف نجعله أكثر قوة. لسنا دولة ضعيفة. لا نقترح أن يجعلونا أقوى على حساب الناتو. نحن نمثل إضافة، نحن القاطرة. وأعتقد أننا أحد العناصر المهمة للقارة الأوروبية».

وتابع: إن الولايات المتحدة تبحث الآن اقتراحا تقدمت به كييف فيما يتعلق بمشاركتها في اتفاق أمني سوف يقدم دعما طويل الأجل لأوكرانيا.

ووفقا لزيلينسكي، سوف يواصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عدوانه في أوروبا ليتجاوز أوكرانيا، وسوف يحصل على ما يريده ما لم يتم إيقافه الآن.

نرد بقوة

وأوضح: «كل شخص يجب أن يعلم أنه إذا ما تم تضييق الخناق علينا، فإن الجيش الأوكراني سوف يرد بكل قوة».

واستطرد زيلينسكي أن بلاده تتطلع للحصول على التزامات من «الدول القيادية» بأنه سوف تتم حماية أمن أوكرانيا من خلال معاهدة إذا ما وافقت على خفض التصعيد مع روسيا، وأعرب مجددا عن اعتقاده بأن أوكرانيا سوف تكون دولة مفيدة للناتو.

وحول سؤال عما إذا كان قد قام بشن هجوم على مستودع عسكري روسي داخل أراضي روسيا باستخدام طائرات مروحية، رد زيلينسكي بقوله: «آسف، لا أناقش أيا من أوامري كقائد عام للجيش».

وقال زيلينسكي إن جيشه لا يحتاج إلى سترات واقية من الرصاص وخوذا خاصة، ولكنه يفضل أسلحة ثقيلة.

وقال: «أعطونا فقط صواريخ وطائرات، لا يمكنكم أن تعطونا طائرات إف 18- أو إف 19-، أعطونا طائرات روسية قديمة. هذا كل ما في الأمر، أعطونا شيئا أدافع به عن بلادي».

وأتت تصريحات زيلينسكي فيما دخلت ما تطلق عليها روسيا «العملية العسكرية الخاصة» في أوكرانيا شهرها الثاني.

تدمير أهداف

من جهتها، أعلنت روسيا تدمير 67 هدفا عسكريا آخر، في أحدث هجماتها الصاروخية في أوكرانيا.

وذكرت وزارة الدفاع الروسية أنه تم تدمير مستودع للبنزين والديزل بالقرب من مدينة «كريمينشوك» التجارية والصناعية، على بُعد 300 كيلو متر جنوب شرق العاصمة، كييف، صباح أمس السبت.

وقالت الوزارة إن مطارين عسكريين توقفا عن العمل، بالقرب من مدينة «بولتافا» وبالقرب من مدينة دنيبرو.

وذكر إيجور كوناشينكوف، المتحدث باسم وزارة الدفاع، أنه تم إطلاق الصواريخ من سفن حربية وطائرات.

ممرات إنسانية

قالت إيرينا فيريشتشوك نائبة رئيس الوزراء الأوكراني، إنه من المقرر فتح سبعة ممرات إنسانية لإجلاء السكان من مناطق محاصرة أمس. وأضافت أن هذه الممرات تشمل واحدا لإجلاء السكان بوسائل نقل خاصة من مدينة ماريوبول وبالحافلات لسكان ماريوبول المغادرين مدينة برديانسك.

وقال فيتالي كيم حاكم مدينة ميكولايف الساحلية في جنوب أوكرانيا، في منشور على الإنترنت أمس، إنه تأكد مقتل 35 شخصا على الأقل نتيجة الهجوم الصاروخي الذي وقع يوم الثلاثاء، على مبنى الإدارة الإقليمية في المدينة.

وتواصل فرق الإنقاذ إزالة الأنقاض والبحث عن ضحايا بعد أن أحدث القصف فتحة كبيرة في أحد جوانب المبنى الواقع بوسط ميكولايف.

سقوط 412 طفلا

وأعلنت أوكرانيا أن نحو 158 طفلا قتلوا، وأصيب أكثر من 254 آخرين، منذ الغزو الروسي للبلاد في الرابع والعشرين من شهر فبراير الماضي.

جاء ذلك في بيان أصدره مكتب المدعي العام الأوكراني على فيسبوك، بحسب تقرير أوردته وكالة الأنباء الأوكرانية (يوكرينفورم).

وقال التقرير: «هذه البيانات ليست نهائية، وإنه يتم التحقق منها في المناطق المحتلة مؤقتا، وتحديدا في مدينة ماريوبول وداخل مناطق معينة في كييف وشيرنيهيف ولوهانسك».

وتضررت 869 مؤسسة تعليمية في الهجمات والقصف الروسي، من بينها 83 أصابها دمار شامل في البلاد.

ووفقا للتقرير، لحقت أضرار بأكثر من 80 مؤسسة خاصة بالأطفال، بما في ذلك مستشفيات ومدارس للموسيقى ومؤسسات رياضية وأخرى للتأهيل ومراكز شباب ومكتبات.

صواريخ روسية

من جهته، قال رئيس منطقة بولتافا الأوكرانية، إن الصواريخ الروسية قصفت مدينتين في وسط البلاد في وقت مبكر من يوم أمس، ودمرت بنية تحتية ومباني سكنية.

وكتب دميتري لونين في منشور على الإنترنت: «بولتوفا: قصف صاروخ إحدى منشآت البنية التحتية خلال الليل، كريمنشوك: العديد من الهجمات على المدينة في الصباح».

وفي وقت لاحق ذكر لونين أن ما لا يقل عن أربعة صواريخ أصابت منشأتين للبنية التحتية في بولتافا، في حين كشفت معلومات مبدئية أن ثلاث طائرات للعدو هاجمت المنشآت الصناعية في كريمنشوك.

وأشار إلى أنه لم تتوافر معلومات عن سقوط ضحايا، ولم يتسن لرويترز التحقق من صحة الأنباء.

وفي منطقة دنيبرو في جنوب غرب البلاد، قال فالنتين رسنيتشنكو حاكم المنطقة في منشور على الإنترنت، إن الصواريخ قصفت منشأة للبنية التحتية، ما أدى إلى إصابة شخصين وأحدث دمارا كبيرا.

وأضاف أن محطة وقود في مدينة كريفيي ريه تعرضت للقصف، ما تسبب في حريق.

لسنا طرفا

من جانبها، أعلنت الصين أنها ليست طرفا في النزاع الأوكراني، وأكدت أن علاقاتها التجارية مع البلدان الأخرى، بما في ذلك روسيا، يجب ألا تتأثر بهذا النزاع.

وقال مدير القسم الأوروبي بوزارة الخارجية الصينية، وانج لوتونج، في تصريح صحفي نقلته أمس، قناة «آر تي عربية» الروسية، إن بكين تدعم المفاوضات بين أوكرانيا وروسيا، داعيا إلى عدم المبالغة في الدور الذي يمكن أن تلعبه الصين في هذا النزاع.

وأكد لوتونج أن هذا النزاع لن ينتهي فقط بناء على طلب الصين.

وأوضح أن «الأعمال العسكرية هي قرار اتخذته دول ذات سيادة، وهذا كان قرارا روسيا مستقلا، ولا يجدي أن نلجأ إلى روسيا ونقول: يجب أن توقف هذه الحرب».

وشدد لوتونج على أن مفتاح حل هذه المسألة «ليس بيد الصين، بل بيد واشنطن وبروكسل وموسكو»، مشيرا إلى أن هذه مسألة تتعلق بأمن أوروبا، ولذلك، على الأوروبيين أن يقرروها.

وقال المسؤول الصيني: «لطالما قال الأمريكيون إنهم يقفون مع الأوروبيين في أمنهم، لذلك ربما يمكنهم فعل شيء حيال ذلك أيضا. على سبيل المثال، إذا اتصل الرئيس الأمريكي بالرئيس الروسي وقال إن الناتو لن يتوسع، ولن يكون هناك نشر أسلحة إستراتيجية، وإن أوكرانيا ستكون دولة محايدة، فقد يكون ذلك كفيلا بحل المشكلة».

وشدد لوتونج على أن الصين لم تستلم أي طلب من كييف بشأن تقديم بكين ضمانات تتعلق بأمن أوكرانيا. حياد أوكرانيا

وقال مكتب الرئاسة في كازاخستان، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس البلاد قاسم جومارت توكاييف اتفقا خلال اتصال هاتفي أمس، على أنه من الضروري التوصل إلى اتفاق بأن تكون أوكرانيا دولة محايدة غير منحازة عسكريا وخالية من الأسلحة النووية.

وأضاف المكتب في بيان يلخص ما ورد في الاتصال، أن بوتين أطلع توكاييف على سير المفاوضات بين أوكرانيا وروسيا.