عبدالرحمن المرشد

هذا الشهر يعتبر مختلفاً عما قبله، حيث ستستمر الدراسة إلى الخامس والعشرين من رمضان، فالطلبة والطالبات، وكذلك أولياء الأمور سيظلون تحت المكابدة إلى نهايته، فالجميع لا يخفى عليه أن الأهالي يتحملون موضوع إيقاظ أبنائهم في الصباح الباكر وتجهيزهم استعدادا للذهاب إلى المدرسة مما يعني أنهم شركاء في الجهد وبالذات الذين ليست لديهم أعمال أما الموظفون فلا خلاف في ذلك بحكم أنهم ذاهبون أساساً لأعمالهم، وهذا ما يؤكد أن موضوع السهر المتعارف عليه خلال هذا الشهر يجب أن يختلف ليحل محله النوم باكراً، ولكن إذا كانت الأسواق لا تغلق إلا عند الساعة الثالثة فجراً، وكذلك صالات السينما ـ وربما بعد ذلك ـ فإن موضوع السهر يصعب تجاوزه بأي حال من الأحوال.

تركيز أبنائنا على مقاعد الدراسة مهم جداً ـ ولا يخفى ـ على الجميع أن السهر عدو الانتباه، ولذلك من المستحيل أن يستفيد الطلبة والطالبات على مقاعد الدراسة خلال هذا الشهر الكريم مع وجود ثقافة السهر، كيف يمكن لطالب لا ينام إلا بعد صلاة الفجر ويستيقظ على الساعة الثامنة والنصف أن يبذل جهداً ذهنياً وتركيزاً عالياً وفهماً للمادة ـ مستحيل ـ ولكن يمكن تجاوز ذلك من خلال التبكير في إغلاق الوسائل المساعدة على السهر، ومنها الأسواق وصالات السينما، التي يقضي فيها الناس معظم أوقاتهم خلاف أن إغلاقها على الساعة الواحدة سيساعد الكثير على أداء صلاة التهجد في العشر الأواخر.

ربما يتحجج البعض بالعيد وشراء المستلزمات وغيرها، أعتقد ليست هناك مشكلة في تطبيق هذا الأمر. فالأسواق تفتح أبوابها من الساعة العاشرة صباحاً، وهناك متسع من الوقت لشراء مستلزمات العيد وبقية الأغراض إلى ما قبل الساعة الواحدة ليلاً.

كتبت في هذه الزاوية قبل أسبوعين أن وقت الدراسة المناسب للطلبة في رمضان بدءًا من الواحدة ظهراً وحتى الرابعة، بحكم أن أغلب أبنائنا وبناتنا تعودوا على السهر في هذا الشهر الكريم مما يعطيهم فرصة للراحة والذهاب للمدرسة بكل أريحية، ولكن مع بدء الدراسة باكراً أعتقد أنه من المناسب إغلاق الأسواق في الساعة الواحدة ليلاً حتى يتجه الجميع إلى منازلهم استعدادا للنهوض في صباح الغد.

@almarshad_1