وليد الأحمد

تبني الشركات قرار استثماراتها الكبيرة بناء على دراسة جدوى تشمل تقدير حجم السوق وتقديرات مستقبله في المدى المنظور قبل الوصول إلى نقطة الربحية، وكلما كانت الدراسة دقيقة كان الاستثمار ناجحا، ومع ذلك يبقى خطر ظهور تحديات مفاجئة قائما مثل تغير سلوك المستهلك وبالتالي تغير معطيات السوق.

في العام 2010 دفعت شركة «والت ديزني» مبلغ مليار دولار كقيمة حقوق لنقل حفل جوائز الأوسكار حتى العام 2028 على إحدى الشركات التابعة وهي قناة ABC التي تحتكر نقل المناسبة منذ العام 1976. لكن وبعد مرور 5 سنوات فقط بدت الصفة كأنها عديمة القيمة. إذ بلغت التقييمات ذروتها في عام 2014 عند 44 مليونًا وظلت في انخفاض مستمر منذ ذلك الحين حتى وصل البث التلفزيوني العام الماضي إلى أدنى مستوى له على الإطلاق بأكثر من 10 ملايين مشاهد بانخفاض بأكثر من 50 ٪ عن التقديرات لعام 2020. مجلة فوربس الأمريكية وضعت عدة أسباب قد تكون ساهمت في هذا الهبوط الحاد لكنها تساءلت إذا كان زمن مشاهدة حفل جوائز الأوسكار الذي كان أحد أكثر الأحداث التلفزيونية مشاهدة في أمريكا قد أفل بالفعل وبات كأنه ترفيه يعود إلى قرن مضى من الزمان حيث بدأ حفل الأوسكار عرضه لأول مرة. ولكن الأرجح أن ثورة وسائل الإعلام الرقمية وحجم خيارات الترفيه التي باتت متاحة اليوم قد أثرت على جاذبية البث المباشر للأوسكار كخيار ترفيهي وسط قائمة المواد الترفيهية الأخرى. نيل بيغلي المتخصص في التحليل الإعلامي في شركة Moody’s Corp توقع أن يستمر الانخفاض لجاذبية البث المباشر وأنها مجرد مسألة وقت فقط حتى تنخفض الاشتراكات لذا حان الوقت للشبكات التلفزيونية لتغيير إستراتيجياتها. وفقًا لاستطلاع أجرته صحيفة Los Angeles Times مؤخرًا فإن شبكة Netflix ليس لديها خطط لتقديم عروض الجوائز المباشرة مضيفة أن المشتركين تغير سلوكهم ولم يعودوا يرتبطون كثيرا كما في السابق بالبرامج المباشرة بما في ذلك الأحداث الرياضية.

@woahmed1