كلمة اليوم

حسن النية يجب أن تلتقي معه الحيطة في الوسيلة والتأكد من سلامة الغاية وتحقيق الهدف.. هنا في المملكة العربية السعودية يأتي الكرم وحب الإيثار وبذل الخير كأبرز الصفات التي يمتاز بها المواطن السعودي إجمالاً ويزداد شوقه لفعلها في مواسم يتضاعف فيها الأجر.. بالتأكيد شهر رمضان المبارك شهر الخير والعطاء ولكن لا ينبغي أن يكون هناك مجال لاستغلال هذه المشاعر النبيلة والأخلاق الرفيعة في سبيل تحقيق غايات شخصية وأجندات مشبوهة قد يتفاقم خطرها ليصل إلى تمويل أعداء الوطن من الميليشيات الإرهابية.

قيادات أمن العمرة أكدت أمس خلال المؤتمر الصحفي لشرح الخطط الأمنية والمرورية والتنظيمية المتعلقة بموسم العمرة لهذا العام أنه سيتم متابعة كافة الظواهر السلبية بحزم ومنها ممارسة التسول.. الجهات الأمنية بالأمن العام في مختلف مناطق المملكة تضبط (3719) متسولًا، وذلك خلال الفترة من 19/8/1443هـ حتى 27/8/1443هـ، وجرى اتخاذ الإجراءات النظامية بحقهم، وتسليم المبالغ المضبوطة للجهات المختصة.. وذلك في إطار تنفيذ الحملة التي تقوم بها وزارة الداخلية ممثلة في الأمن العام في مكافحة التسول بمختلف صوره.. الأمن العام يحثّ على الإبلاغ عن المتسولين على الرقم (911) بمنطقتي مكة المكرمة والرياض، و(999) في جميع مناطق المملكة.. الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي ممثلةً بوكالة الخدمات والشؤون الميدانية وتحقيق الوقاية البيئية تعمل على متابعة المتسولين داخل الساحات والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة، وتنظيم الساحات والممرات ضمن مساعيها لتوفير العديد من الخدمات لقاصدي بيت الله العتيق، وذلك للارتقاء بمنظومة الخدمات المقدمة لهم خلال الشهر الفضيل.. جميع هذه الحقائق الآنفة وإن اختلفت في مواقعها فهي تلتقي في هدفها وغايتها وهو ضبط ومتابعة المتسولين.. فلن تعلم إلى أي مدى قد يبلغ خطر التبرع لهم ولا إلى أين تصل تلك الأموال.

نعم نحرص على فعل الخير في المملكة العربية السعودية خاصة في مواسم الخير والعطاء، وعليه يجب أن يتم ذلك من خلال الجهات والمنصات الرسمية المعتمدة بغية ضمان أن تصل هذه التبرعات للمستحقين، وأن يتجنب المرء الانزلاق في دهاليز الاستغلال التي تعود نتائجها بالضرر على الوطن.