عبدالرحمن السليمان

عندما بدأ انتظام معارضنا الجماعية في السبعينيات كانت بعض المشاركات بسيطة وفق ما يمتلكه المشاركون من معارف. كثيرون حينها لم يدرسوا الفن أو لنقل إن عددا غير قليل كانوا طلبة أو تخرجوا للتو من مرحلة دراسية ثانوية أو جامعية. كان حب الفن وممارسته هو ما يوجه إلى تقديمه في المعارض المحلية التي كانت تنظمها الأندية أو مكاتب رعاية الشباب أو المركز الرئيسي للرئاسة العامة لرعاية الشباب أو فروع جمعية الثقافة والفنون، ومع ذلك كانت تُمنح الجوائز تشجيعا وتحفيزا للاستمرار، ثم بدأت الأسماء تظهر والتجارب الفنية تبرز. تواصلت المعارض، وللخارجين أو البعيدين عن تنظيمها آراؤهم ووجهات نظرهم التي تتنوع وتختلف بين من يحث على تواصل التشجيع وبين من يصعّب المشاركة ويريدها لمستويات فنية عالية، بالطبع لا هذا ولا ذاك؛ لأن لكل مرحلة ظروفها ولكل شخص طموحه ولكل معرض مناسبة ومتقدمين، تواصلت معارض الشباب والهواة والمبتدئين والواعدين، وبالتالي لم نتوقع من مثل تلك المعارض تجاوزات فنية، إلا نادرا وينبني ذلك على الموهبة أو المهارة التي يتمتع بها شخص عن آخر، وهؤلاء الأشخاص بلا شك استثناءات، ولا يمكننا بالتالي قصر عروضنا أو نشاطاتنا عليهم فقط، فمُنح الأغلبية الفُرص وأخذ التشجيع مداه وفق الوضع القائم ووفق التقدم للمشاركة، لعل معارض الواعدات والمواهب والمراسم وغيرها مناسبات لذلك. بعض المعارض تستقبل الكثير من الأعمال، ومع ما يكتنف مثل هذه المعارض من إشكالات إلا أن بعض جهات التنظيم تمنح الأغلبية فرص العرض وخلق الاحتكاك ومنح المشاركين الأحدث فرصا لمزيد من الفائدة التي تحققها لقاءاتهم وما يتاح من خلال ذلك من وجهات نظر من زملائهم أو الجمهور، ومع مثل تلك الفرص نكتشف في كل معرض أكثر من اسم وتجربة.

aalsoliman@hotmail.com