أروى المحيسن

على مدى السنوات الماضية كانت العديد من الجمعيات الخيرية والقطاعات غير الربحية لا تولي أي اهتمام لعلامتها التجارية أو هويتها البصرية، بل كان تركيزها على جمع الإيرادات والتبرعات وإيصالها لمستحقيها، لكن مع تغير مفهوم هذا القطاع وإعادة صياغة تعريفه وإخراجه من النطاق الرعوي إلى مهام وتفرعات أكثر بدأنا نلاحظ اهتمامًا أكثر بالهوية البصرية وصورة العلامة التجارية، لعل من أهم أسباب هذا التغير كثرة المنافسين، وتغير اهتمامات المجتمع، وظهور مجالات متنوعة مثل ريادة الأعمال المجتمعية، الاستثمار المجتمعي وغيرها، مما جعلها تدرك أهمية ربط القيمة الاستراتيجية والتأثير التنظيمي لها عن طريق رفع قيمة علامتها التجارية.

يعرف خبير العلامات التجارية مارتي نيومير العلامة التجارية بـ (من أنت؟ وماذا تفعل؟ ولماذا أنت مهم؟) وتطبق عن طريق استخدام التفكير التصميمي الإبداعي والتكنولوجيا في خدمة استراتيجية العلامة التجارية.

وتواجه القطاعات غير الربحية تحديًا أكثر صعوبة من مثيلاتها الربحية لأن دورها يرتكز على مدى الأثر الذي تتركه بالمجتمع والخدمات والمشاريع التنموية المقدمة وطرقها لحل المشكلات المعقدة ومدى قدرتها على الوفاء بوعودها أمام جمهورها المستهدف. فيقع على عاتقها مهمة توليد نوع من المشاركة والالتزام بين جمهورها وأهدافها الاستراتيجية، سواء كان هذا الجمهور فردا متبرعا أو متطوعا أو شركاء نجاح.

وقد وضعت مؤسسة (مسك الخيرية) بصمتها الواضحة التي غيرت بها مفهوم العلامات التجارية البصرية بالقطاعات غير الربحية حيث إنها دشنت هويتها البصرية المُحدثة والتي اعتمدت على تبسيط العناصر البصرية بشعارها لتمثل مساراتها الأربعة وأيضًا لتعكس التحول الاستراتيجي في مسار عملها حيث أطلقت عددا من المبادرات النوعية لتطوير القطاع غير الربحي، واحتضان المجاميع الشبابية والتطوعية؛ وعلى رأسها إطلاق مشروع مدينة الأمير محمد بن سلمان غير الربحية والتي تعد الأولى عالميا، لدعم الابتكار وريادة الأعمال، وتأهيل قيادات المستقبل.

ختامًا وكما قال مارتي نيومير «العلامة التجارية هي عملية ربط الاستراتيجية الجيدة بالإبداع الجيد».

@arwaalmohaisin