كلمة اليوم

تهتم حكومة المملكة العربية بخدمة الحرمين الشريفين، وتبذل كل الإمكانات في سبيل رعايتيهما وحفظهما وتهيئتيهما بأكمل الصور وأبهى الحلل وكامل الخدمات لكل مَن قصدهما حاجاً أو معتمراً أو زائراً لكي ينعم بأداء العبادة في أمن وطمأنينة ويسر وسلامة.. وهذا الاهتمام يعكس نهجا راسخا في تاريخ الدولة منذ مراحل التأسيس، وحتى هذا العهد الزاهر الميمون بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز «حفظهما الله».

لسمو ولي العهد «حفظه الله» أدوار بارزة في الحفاظ على المكانة الثقافية والتاريخية للمملكة العربية السعودية كمهبط للوحي ومهد للرسالة المحمدية من خلال اهتمام سموه بالمعالم الإسلامية، والإرث النبوي الشريف بكل تفاصيله بما يكفل المحافظة عليها وتسهيل الوصول إليها من قبل الزوار والمصلين والحجاج والمعتمرين، وهو ما يلتقي مع إعلان سمو ولي العهد عن مشروع (الملك سلمان بن عبدالعزيز لـ) توسعة مسجد قباء وتطوير المنطقة المُحيطة به، وهو ما يعكس عظيم عنايته -أيده الله- بالمعالم الإسلامية التاريخية، وحرصه على أهمية الارتقاء بها والمحافظة عليها، انطلاقًا من اهتمام سموه بالإرث الإسلامي، وتأكيدًا على البُعد الثقافي التاريخي للمملكة كمهبط للوحي ومهد للرسالة المُحمدية.. كما يكتسب المشروع أهمية بالغة؛ لكونه يُعد أكبر توسعة في تاريخ أول مسجد بُني في الإسلام، انطلاقًا من حرص قيادة خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده -حفظهما الله- على العناية بالمعالم الإسلامية المُرتبطة بزمن الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- وعمارتها وتطويرها ورفع كفاءتها خدمةً للمصلين والزائرين.

لقد راعى مشروع (الملك سلمان بن عبدالعزيز لـ) توسعة مسجد قباء وتطوير المنطقة المُحيطة به، رفع الطاقة الاستيعابية للمسجد لتصل إلى 66 ألف مُصلٍ بعد مُضاعفة مساحته بواقع 10 أضعاف من 5 آلاف متر مُربع إلى 50 ألف متر مُربع، ما يُجسد حرص خادم الحرمين، وسمو ولي عهده الأمين على تهيئة أيسر وأفضل السُبل لقاصدي المسجد بغرض الصلاة أو الزيارة.. كما سيعمل المشروع على سد الفجوة بين الوضع الحالي، وحجم الطلب المتزايد، تحقيقًا لمُستهدفات برنامجي خدمة ضيوف الرحمن، وجودة الحياة ضمن رؤية المملكة 2030، وتحسين شبكة الطرق والبنية التحتية المحيطة لرفع كفاءة التفويج وسهولة الوصول للمسجد وإيجاد حلول جذرية للزحام وتعزيز أمن وسلامة المصلين.