لها دور كبير في الحفاظ على التراث وبالإمكان تحويلها إلى مراكز ثقافية
أكد عدد من المهتمين بالمتاحف وجمع الآثار والمقتنيات التراثية أن شهر رمضان مناسبة مهمة يتم فيها إحياء الكثير من العادات والتقاليد من الممارسات الحياتية، التي تتم استعادتها في الشهر الكريم، وأن المتاحف أحد هذه الأماكن، التي تجمع الأصالة بالموروث وتعزز مكانته، وهي مؤهلة لإحياء العادات الرمضانية السائدة سنويا، واتفق عدد من أصحاب المتاحف الشخصية على ضرورة الالتفات لهم، وجعلهم ضمن أولويات وزارة الثقافة، وضرورة دعم إنتاجهم وحبهم للتراث والموروث.
حب الموروث
وقال المدير العام لأحد المتاحف الخاصة في القطيف ماهر حسن الغانم: للمتاحف دور مهم في ظل ما نعيشه الآن من تطورات متسارعة في النهضة والتكنولوجيا والتغريب في باقي أمورنا الحياتية، والتغير الحداثي في المعمار والبناء وغيرها، وكل هذا التطور لم نصل له إلا من خلال البدايات، التي بنيت عليها الحضارات وتطورت، فالأجيال الحالية يجب أن تعرف كيف كانت حياة الأجداد، الذين مهدوا لنا الطريق لنصل لما وصلنا له، والمتاحف الشخصية تعد اجتهادا شخصيا لأناس حملوا على عاتقهم حب الموروث وتغذيته، ولا بد من دعم أصحاب المتاحف وتبني أفكارهم، وبحث طرق لإصدار التصاريح الرسمية لهذه المتاحف إذ توقف إصدارها منذ سنة ونصف السنة، وكلنا أمل أن يكون هذا التوقف لدراسة مختلفة ومميزة لقادم أفضل بوجود جميع المسؤولين، وعلى رأسهم وزير الثقافة الذي يولي المتاحف والموروث اهتماما بالغا.
وأضاف: توفير الموقع المناسب لعرض المقتنيات والأماكن المخصصة للمعروضات أبرز التحديات، التي تواجه المتاحف الخاصة، بحيث لا تكون كالمخزن الذي تتراكم فيه التحف، ما يجعل الاستمتاع بها ضعيفا ويعرضها للتلف، وإذا وجد الدعم المادي والمعنوي والإعلامي سينتج عن ذلك قفزات سريعة في القطاع، فلابد من تعريف العالم بتراثنا من خلال تمثيل المملكة في المعارض العالمية الخارجية، فنحن بحاجة إلى الدعم للظهور بشكل مشرف ومنافس، ما يسهم في دعم السياحة من خلال استعراض الصور والمقتنيات والعادات والتقاليد وحسن الضيافة.
حياة الأجداد
أما العميد ركن متقاعد مشوح المشوح «صاحب متحف خاص»، فأكد أن المتاحف الشخصية لها دور كبير في الحفاظ على التراث، وأنه بالإمكان تحويلها إلى مراكز ثقافية للتعريف بالتراث والموروث الشعبي، وتعريف الجيل الجديد بأساليب حياة الأجداد وعاداتهم ومقتنياتهم وتقاليدهم ولهجاتهم، ولكن الجهود الفردية دون وجود الدعم لا تؤدي إلى زيارة المتحف من قبل السياح والزوار عن طريق المسار السياحي، كما أن السبب يعود إلى صعوبة تحمل أعباء الدعاية والنشر والإعلان، ومن المؤسف أن هذه الكنوز تضيع عند رحيل صاحبها عن هذه الدنيا، وتباع هذه المقتنيات كما يباع الأثاث المستعمل. وتابع: نتطلع إلى دعم جهات الاختصاص أو رجال الأعمال أو الشركات لرعاية هذه المتاحف، لتتمكن من التحول إلى عمل مؤسسي له كيان وإدارة لضمان استمرار المتحف في أداء رسالته بعد رحيل صاحبه، وأملنا في الله ثم في وزارة الثقافة، وفي الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود -حفظه الله- كبيرة.
مناسبات موروثة
وتحدث سعد المشعان «صاحب متحف ومهتم بالتراث»، قائلا إن المتاحف أماكن تشجع على ممارسة العادات التقليدية المتوارثة، مثل «القرقيعان» في رمضان، و«الناصفة» في آخر شعبان، وغيرها من المناسبات الموروثة، فالمتاحف مؤهلة لتكون حضنا جيدا لمناسباتنا، مؤكدا ضرورة الاحتفاء بالمتاحف وجعلها ضمن دائرة الاهتمام لما فيها من الخير الوفير، فهي رافد اقتصادي مهم إن حظيت بالاهتمام والعناية، وهي إرث لا يمكن تجاهله، ووزارة الثقافة بقيادة الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان تقدم عروضا ذهبية لجعل الثقافة مطوقة بالإنجازات المشهودة، التي يشار إليها بالبنان، وبإذن الله نتطلع إلى تحول قياسي في المتاحف بشكل عام، سواء متاحف شخصية أو حكومية، وجعلها وجهة سياحية، ومزارا ينقل حضارتنا ليس للأجيال فحسب، بل إلى الشعوب، متمنيا أن تتاح الفرصة من قبل الوزارة لإعداد زيارات إلى متاحف عربية وعالمية، وتبادل الخبرات والاستفادة منها كمشاريع اقتصادية مربحة.
ورش عمل
ودعا عميد كلية الآثار والسياحة في جامعة الملك سعود د. عبدالله بن محمد المنيف إلى عقد ورش عمل أو تخصيص منصة لأصحاب المتاحف الخاصة لتوعيتهم بالفارق بين متحف تراثي وأثري، لأن مشكلة المتاحف الخاصة غير مقننة، ويجب التأكيد على العاملين فيها أن ما يقومون به هو عملية جميلة تحتاج إلى الدعم والإعانة، ولكن أغلبهم جامعي تحف وليسوا متخصصين في الآثار، مشيرا إلى أن أغلب المتاحف الخاصة «تجميع» وأماكن تخزين، وهي مقسمة موضوعيا وليس تاريخيا، وأحيانا يتم خلط الحديث مع القديم بطريقة غير علمية، كما أنها تعتمد على رأي صاحب المتحف، وكل منهم يؤرخ قديما وحديثا، ومثل هذه القطع لا تحمل آلية محددة، وهؤلاء في الغالب هواة وليسوا متخصصين أو محترفين، لكن شغفهم وحبهم لمثل هذه القطع الأثرية هو الذي دعاهم إلى أن يقتطعوا جزءا من مالهم ووقتهم ويقيموا مثل هذه المتاحف، ويجب أن تسجل هذه المتاحف وتصنف ويعمل لها بطاقات، وطريقة العرض لابد أن تكون موحدة. وأوضح أن أغلب المتاحف الخاصة غير متخصصة وهي للعموميات، وأن الرياض أكثر مكان توجد به متاحف خاصة للأهالي، كما تكثر أيضا في الأحساء، مضيفا: يجب على هيئة المتاحف أن تدعم هذه الاهتمامات وتكرم القائمين عليها، فهم جديرون بالدعم والتوجيه والاعتناء، وتخصيص جزء لعرض نتاجهم في الفعاليات والأماكن العامة، لتشجيع أصحابها ودعمهم، وتشجيع المواطنين على إخراج ما لديهم من مقتنيات ثمينة.
وزارة الثقافة تقدم عروضا ذهبية لتحقيق إنجازات مشهودة يشار إليها بالبنان
توفير الأماكن المخصصة للمعروضات أبرز التحديات التي تواجه المتاحف الخاصة
تعرف الأجيال الجديدة بأساليب حياة الأجداد وعاداتهم ومقتنياتهم وتقاليدهم ولهجاتهم
إذا وجد الدعم المادي والمعنوي والإعلامي سينتج عن ذلك قفزات سريعة في القطاع
حب الموروث
وقال المدير العام لأحد المتاحف الخاصة في القطيف ماهر حسن الغانم: للمتاحف دور مهم في ظل ما نعيشه الآن من تطورات متسارعة في النهضة والتكنولوجيا والتغريب في باقي أمورنا الحياتية، والتغير الحداثي في المعمار والبناء وغيرها، وكل هذا التطور لم نصل له إلا من خلال البدايات، التي بنيت عليها الحضارات وتطورت، فالأجيال الحالية يجب أن تعرف كيف كانت حياة الأجداد، الذين مهدوا لنا الطريق لنصل لما وصلنا له، والمتاحف الشخصية تعد اجتهادا شخصيا لأناس حملوا على عاتقهم حب الموروث وتغذيته، ولا بد من دعم أصحاب المتاحف وتبني أفكارهم، وبحث طرق لإصدار التصاريح الرسمية لهذه المتاحف إذ توقف إصدارها منذ سنة ونصف السنة، وكلنا أمل أن يكون هذا التوقف لدراسة مختلفة ومميزة لقادم أفضل بوجود جميع المسؤولين، وعلى رأسهم وزير الثقافة الذي يولي المتاحف والموروث اهتماما بالغا.
وأضاف: توفير الموقع المناسب لعرض المقتنيات والأماكن المخصصة للمعروضات أبرز التحديات، التي تواجه المتاحف الخاصة، بحيث لا تكون كالمخزن الذي تتراكم فيه التحف، ما يجعل الاستمتاع بها ضعيفا ويعرضها للتلف، وإذا وجد الدعم المادي والمعنوي والإعلامي سينتج عن ذلك قفزات سريعة في القطاع، فلابد من تعريف العالم بتراثنا من خلال تمثيل المملكة في المعارض العالمية الخارجية، فنحن بحاجة إلى الدعم للظهور بشكل مشرف ومنافس، ما يسهم في دعم السياحة من خلال استعراض الصور والمقتنيات والعادات والتقاليد وحسن الضيافة.
حياة الأجداد
أما العميد ركن متقاعد مشوح المشوح «صاحب متحف خاص»، فأكد أن المتاحف الشخصية لها دور كبير في الحفاظ على التراث، وأنه بالإمكان تحويلها إلى مراكز ثقافية للتعريف بالتراث والموروث الشعبي، وتعريف الجيل الجديد بأساليب حياة الأجداد وعاداتهم ومقتنياتهم وتقاليدهم ولهجاتهم، ولكن الجهود الفردية دون وجود الدعم لا تؤدي إلى زيارة المتحف من قبل السياح والزوار عن طريق المسار السياحي، كما أن السبب يعود إلى صعوبة تحمل أعباء الدعاية والنشر والإعلان، ومن المؤسف أن هذه الكنوز تضيع عند رحيل صاحبها عن هذه الدنيا، وتباع هذه المقتنيات كما يباع الأثاث المستعمل. وتابع: نتطلع إلى دعم جهات الاختصاص أو رجال الأعمال أو الشركات لرعاية هذه المتاحف، لتتمكن من التحول إلى عمل مؤسسي له كيان وإدارة لضمان استمرار المتحف في أداء رسالته بعد رحيل صاحبه، وأملنا في الله ثم في وزارة الثقافة، وفي الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود -حفظه الله- كبيرة.
مناسبات موروثة
وتحدث سعد المشعان «صاحب متحف ومهتم بالتراث»، قائلا إن المتاحف أماكن تشجع على ممارسة العادات التقليدية المتوارثة، مثل «القرقيعان» في رمضان، و«الناصفة» في آخر شعبان، وغيرها من المناسبات الموروثة، فالمتاحف مؤهلة لتكون حضنا جيدا لمناسباتنا، مؤكدا ضرورة الاحتفاء بالمتاحف وجعلها ضمن دائرة الاهتمام لما فيها من الخير الوفير، فهي رافد اقتصادي مهم إن حظيت بالاهتمام والعناية، وهي إرث لا يمكن تجاهله، ووزارة الثقافة بقيادة الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان تقدم عروضا ذهبية لجعل الثقافة مطوقة بالإنجازات المشهودة، التي يشار إليها بالبنان، وبإذن الله نتطلع إلى تحول قياسي في المتاحف بشكل عام، سواء متاحف شخصية أو حكومية، وجعلها وجهة سياحية، ومزارا ينقل حضارتنا ليس للأجيال فحسب، بل إلى الشعوب، متمنيا أن تتاح الفرصة من قبل الوزارة لإعداد زيارات إلى متاحف عربية وعالمية، وتبادل الخبرات والاستفادة منها كمشاريع اقتصادية مربحة.
ورش عمل
ودعا عميد كلية الآثار والسياحة في جامعة الملك سعود د. عبدالله بن محمد المنيف إلى عقد ورش عمل أو تخصيص منصة لأصحاب المتاحف الخاصة لتوعيتهم بالفارق بين متحف تراثي وأثري، لأن مشكلة المتاحف الخاصة غير مقننة، ويجب التأكيد على العاملين فيها أن ما يقومون به هو عملية جميلة تحتاج إلى الدعم والإعانة، ولكن أغلبهم جامعي تحف وليسوا متخصصين في الآثار، مشيرا إلى أن أغلب المتاحف الخاصة «تجميع» وأماكن تخزين، وهي مقسمة موضوعيا وليس تاريخيا، وأحيانا يتم خلط الحديث مع القديم بطريقة غير علمية، كما أنها تعتمد على رأي صاحب المتحف، وكل منهم يؤرخ قديما وحديثا، ومثل هذه القطع لا تحمل آلية محددة، وهؤلاء في الغالب هواة وليسوا متخصصين أو محترفين، لكن شغفهم وحبهم لمثل هذه القطع الأثرية هو الذي دعاهم إلى أن يقتطعوا جزءا من مالهم ووقتهم ويقيموا مثل هذه المتاحف، ويجب أن تسجل هذه المتاحف وتصنف ويعمل لها بطاقات، وطريقة العرض لابد أن تكون موحدة. وأوضح أن أغلب المتاحف الخاصة غير متخصصة وهي للعموميات، وأن الرياض أكثر مكان توجد به متاحف خاصة للأهالي، كما تكثر أيضا في الأحساء، مضيفا: يجب على هيئة المتاحف أن تدعم هذه الاهتمامات وتكرم القائمين عليها، فهم جديرون بالدعم والتوجيه والاعتناء، وتخصيص جزء لعرض نتاجهم في الفعاليات والأماكن العامة، لتشجيع أصحابها ودعمهم، وتشجيع المواطنين على إخراج ما لديهم من مقتنيات ثمينة.
وزارة الثقافة تقدم عروضا ذهبية لتحقيق إنجازات مشهودة يشار إليها بالبنان
توفير الأماكن المخصصة للمعروضات أبرز التحديات التي تواجه المتاحف الخاصة
تعرف الأجيال الجديدة بأساليب حياة الأجداد وعاداتهم ومقتنياتهم وتقاليدهم ولهجاتهم
إذا وجد الدعم المادي والمعنوي والإعلامي سينتج عن ذلك قفزات سريعة في القطاع